موسم فتح الملفات: من قتل «السندريلا»؟

12-03-2011

موسم فتح الملفات: من قتل «السندريلا»؟

لا شك فيّ أنّ «ثورة 25 يناير» ستعيد فتح ملفات عدة في القضاء المصري. وهنا، لا نتحدّث فقط عن ملفات الفساد المالي والسياسي، بل أيضاً عن القضايا الكبرى التي كان ضحاياها من الفنانين والإعلاميين... سعاد حسني في صورة تعود إلى عام 1973 ولعلّ أبرزها قصة موت النجمة سعاد حسني في لندن عام 2001. عاد هذا الملف إلى الواجهة، وخصوصاً أن جميع المقرّبين من «السندريلا» أكدوا مراراً أن نفسيّتها وشخصيتها ومزاجها قبل موتها لم تكن تشي بأي ميول انتحارية، وأنّها قُتلت ولم تنتحر. وهو ما حاولت أسرتها، مع المحامي عاصم قنديل، تأكيده مراراً من خلال حثّ الجهات القضائية على إعادة فتح الملف وتشريح الجثة، لكن من دون جدوى.

أما اليوم، بعد سقوط نظام حسني مبارك، فقد أعلن بعض أفراد أسرة حسني أنّهم سيفتحون الملف من جديد من دون توجيه اتهام إلى أحد.
في هذا الإطار، استحضر بعض المراقبين اسم صفوت الشريف، ضابط الاستخبارات السابق في عهد جمال عبد الناصر والرجل القوي في نظام مبارك. وكان اسم الشريف قد ارتبط ـــــ ولو بالسر ـــــ بجهاز الاستخبارات قبل عام 1967. وهو الجهاز الذي تورط في استغلال الفنانات جنسياً لتحقيق أهداف استخبارية. لكن هذه المعطيات لم تتحوّل يوماً إلى أدلة قاطعة. لكن أصحاب هذه النظرية يؤكدون أنّ نية سعاد حسني كتابة مذكراتها وكشف علاقاتها بجهاز الاستخبارات في تلك الفترة كانا وراء قتلها في لندن.
لكن حتى الساعة، يبدو أن مهمة البحث عن حقيقة هذه الجريمة لن تكون سهلة، حتى بعد سقوط النظام السابق. والدليل أن ثلاثة من أبرز رجال هذا النظام لا يزالون خارج الملاحقة القضائية، وهم صفوت الشريف، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، ورئيس البرلمان فتحي سرور. كذلك فإن فتح ملف النجمة المصرية الراحلة يتطلب تعاوناً مع السلطات الإنكليزية التي لم تظهر أي رغبة في كشف غموض هذه القضية منذ وقوعها حتى الآن. وهو ما يتكرر في ملف غامض آخر: مصرع أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسكرتير الرئيس أنور السادات للمعلومات. ولا يزال مروان حتى الساعة متّهماً بأنه كان عميلاً مزودجاً للاستخبارات المصرية والإسرائيلية، علماً بأنه مات بالطريقة نفسها التي ماتت بها سعاد حسني، أي سقط من شرفة منزله في لندن. الأمر نفسه ينطبق على الصحافي المصري رضا هلال الذي اختفى من منزله قبل 8 سنوات ولم يُكشف مصيره حتى الآن، وإن كان شقيقه يتّهم جمال مبارك بالوقوف وراء إخفائه بسبب معارضته التوريث.

ذكرى ضحية الاستخبارات؟
رغم أن جريمة قتل الفنانة التونسية ذكرى كانت واضحة، فإن ذلك لم يمنع جمهورها من المطالبة بإعادة فتح ملف مصرعها، بعد ثماني سنوات على الجريمة المروعة. والمعروف أن زوج النجمة التونسية أيمن السويدي قتلها، ثم قتل مدير أعمالها وزوجته، قبل أن يقتل نفسه. وقد قيل وقتها إن الرجل عاد إلى منزله ثملاً ليرتكب جريمته، وفقاً لشهادة الخادمتَين اللتين كانتا في المنزل. لكن جمهور ذكرى يستند إلى شهادة طبيب السويدي الذي قال إن السويدي لا يستطيع تناول الكحول بسبب عدد من المشاكل الصحية. وهو الواقع الذي ينطلق منه جمهور المغنية الراحلة، مشيراً إلى إمكان تورّط جهاز استخباري عربي في هذه الجريمة.

محمد عبد الرحمن

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...