ميدان التحرير: تظاهرة مليونية اليـوم لقطـع الطريـق على «الثـورة المضـادة»

11-03-2011

ميدان التحرير: تظاهرة مليونية اليـوم لقطـع الطريـق على «الثـورة المضـادة»

يشهد ميدان التحرير اليوم تظاهرة مليونية جديدة تحت شعار «مواجهة الفتنة الطائفية» و«التصدي للثورة المضادة» التي تسعى إليها فلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي اتخذت منذ نهاية الأسبوع الماضي أشكالاً مختلفة، كان أخطرها مقتل 13 شخصاً في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين امتدت من حلوان إلى المقطم ومنشية ناصر، فيما تمثل آخرها بالهجوم الذي شنه بلطجية النظام السابق، أمس الأول، على المتظاهرين المطالبين بالتغيير في ميدان التحرير. أقباط يشيعون ضحايا مواجهات يوم الثلاثاء الماضي، في القاهرة أمس
ودعا شباب «ثورة 25 يناير» المصريين إلى التوجه لميدان التحرير اليوم من أجل المشاركة في مسيرة مليونية للوحدة الوطنية. وحذر شباب الثورة، في بيان، من أن «هناك مؤامرة تحاك ضد شعب مصر وضد ثورته العظيمة التي اتحد فيها المصريون على تنوعاتهم الفكرية والدينية والاجتماعية»، داعين المصريين إلى ان «يضعوا في ضميرهم دماء الشهداء والتضحيات التي بذلت لإنجاح الثورة والمعرضة للإهدار».
وطالب شباب الثورة بـ«العودة السريعة إلى ميدان التحرير، وبأعداد كبيرة، لقطع الطريق على أي محاولة لمحاصرة الثوار والاشتباك معهم، والحفاظ على التجمع المليوني كل يوم جمعة من دون انقطاع». وشددوا على أهمية «دعم الحكومة في مساعيها الإصلاحية»، موضحين أن هذا التجمع هو «لمساعدتها ودعمها ومتابعة ما يتم من إنجازات».
في هذا الوقت، شيع آلاف الأقباط ضحايا أحداث الاشتباكات الطائفية التي وقعت في منطقة المقطم ومنشية ناصر في القاهرة الثلاثاء الماضي.
ودعا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث إلى تهدئة الأجواء، حسبما نقل عنه عضو المجلس الملي العام للأقباط القس صليب متى ساويرس، الذي أشار إلى أنّ عددا من قيادات الكنيسة يبحث تشكيل وفد للتوجه إلى المعتصمين عند مبنى التليفزيون في حي ماسبيرو في القاهرة، لإقناعهم بفك الاعتصام، حفاظا على الاستقرار وتجنب تصعيد الموقف.
وأرجع ساويرس ما حدث لكنيسة أطفيح في محافظة حلوان وما صاحبها من أحداث إلى ما وصفه بـ«ما فعله النظام السابق من زرع الفتنة الدائمة بين المسلمين والمسيحيين حفاظا على استقراره».
في هذا الوقت، حذر رئيس الوزراء المصري عصام شرف من أن الوضع الداخلي في مصر أصبح خطيراً جدا. وقال شرف، خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف وعدد من الكتاب، «لقد اقتربنا من بعض الخطوط الحمراء، بسبب استمرار حالة الانفلات الأمني»، مضيفاً أن «الحكومة لديها قناعة بأن ما يحدث شيء ممنهج، ويهدد استقرار الوطن، ما يدعونا إلى الحسم في مواجهة هذه الأمور».
وأشار شرف إلى أن الحكومة الحالية «تعتبر نفسها حكومة الثورة، وهي مسؤولية كبرى»، مشدداً على أهمية عودة الأمن والاستقرار. كما دعا المصريين إلى «احتضان» الشرطة لإعادة الأمن للشارع، لافتا إلى أنه «يتعذر التحرك على أي محور سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي من دون تحقيق هذا الأمن».
وكانت قوات الشرطة المصرية أعادت انتشارها في ميدان التحرير للمرة الأولى منذ 25 كانون الثاني الماضي، عقب المواجهات الدامية مع المتظاهرين في «جمعة الغضب» التي كانت بداية سقوط نظام مبارك.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء المصري يحيى الجمل إن «مصر تمر حاليا بمرحلة على درجة بالغة من الخطورة لم تشهد مثلها منذ فترة محمد علي»، مشيرا إلى أن «ما حدث في 25 يناير كان أكثر من رائع حيث تحرك أنبل ما في مصر خلال هذه الثورة، غير أن ما يحدث حاليا يشير إلى أننا نواجه ثورة أخرى مضادة».
ووجه الجمل، خلال اللقاء الذي عقده شرف مع الصحافيين، أصابع الاتهام في ما يجري إلى «جهات أجنبية تسعى للعبث بمقدرات الأمة المصرية»، داعياً جميع التيارات والقوى الوطنية في مصر إلى التكتل من أجل الخروج من هذه المرحلة الدقيقة إلى بر الأمان.
بدوره، حذر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع مما أسماه مخططا خارجيا لإجهاض «ثورة 25 يناير». وقال بديع، في رسالته الأسبوعية، إن «من حق الشعوب أن تعرف ما يجري الآن وحقيقة الدور الذي يقوم به الصهاينة وأعوانهم في الخفاء وبعيدا عن الأعين، ومن ثم يجب الحذر من المخططات التي تعمل ليل نهار لإجهاض حركة الشعوب وتثبيت دعائم الطغيان بصورة أو بأخرى».
من جهة ثانية، قدمت هيئة مكتب الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم سابقاً في مصر استقالتها للأمين العام للحزب محمد رجب. وقال أعضاء هيئة المكتب إنهم تقدموا باستقالتهم لإعطاء رجب الفرصة لاختيار من يراه مناسباً لمعاونته في المرحلة المقبلة، مشيرين إلى أهمية إحداث تطوير جذري في أفكار وآليات الحزب بما يتماشى مع التحولات التي شهدها المجتمع المصري.
وتضم هيئة المكتب المهندس محمد هيبة والمستشار ماجد الشربيني والدكتور محمد كمال والدكتور محمد عبد اللاه، وكان قد تم تعيينهم في هيئة مكتب الحزب في الخامس من شباط الماضي، خلفاً لصفوت الشريف وزكريا عزمي ومفيد شهاب وجمال مبارك وأحمد عز وعلي الدين هلال، الذين تقدموا باستقالاتهم أثناء «ثورة 25 يناير».  

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...