هل تمتد «هدنة» غوطة دمشق إلى الجنوب؟

21-11-2015

هل تمتد «هدنة» غوطة دمشق إلى الجنوب؟

بضع تصريحات عن إمكانية هدنة، ولو مؤقتة، في الغوطة الشرقية لدمشق كانت كافية لإشعال جدل واسع في أروقة الفصائل والكيانات المعارضة في المنطقة الخاضعة لحصار وعمليات عسكرية منذ ثلاث سنوات، مع ترجيح بالقبول ولو ضمن شروط.
وعلى الرغم من القصف المتبادل الذي شهدته العاصمة وريفها أمس الأول، وإعلان عدد من المجموعات المسلحة رفض فكرة التهدئة، إلا أن مصادر معارضة في الغوطة أكدت  أن الطرح ما زال قائماً، وأن القرار قد يعلن خلال الأيام القليلة المقبلة، بداية بوقف لإطلاق النار ثم فتح المعابر لمن يشاء من المدنيين، مع إدخال البضائع والمواد الغذائية من الغوطة وإليها عبر شخصيات محددة متفق عليها، بل إن ناشطاً قد تحدث عن مسارعة تجار المنطقة لطرح ما لديهم من سلع بأسعار مخفضة جداً، كدليل على الاستمرار بتطبيق التسوية المؤقتة بحسب تعبيرهم.
وتتقاسم السيطرة على المنطقة أربع مجموعات، يأتي في صدارتها كل من «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن»، المتفقان على التعاون، يليهما «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، وأخيراً كل من «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» اللذين رفضا الهدنة، غير أن المصدر المعارض قد تحدث عن قرار بالتهدئة سيرغم هذه الأطراف على القبول، ذلك أن التسوية هذه المرة تتم بضغط من جهات ممولة وداعمة لن يقدر القائمون على الفصائل على رفض طلبها، لكنها تتجه لطرح عدد من النقاط مثل توسيعها لتشمل اكبر مساحة من محيط دمشق، والمقصود هنا داريا، التي لم يصدر عن ناشطيها و «مجلسها المحلي» أي تعليق حيال الموضوع، حيث أن عدم شمولها بالاتفاق العتيد يعني تركيز كل العمليات العسكرية عليها، يضاف إلى ذلك عقبة أخرى، أن الكلام كان على مستوى القيادات مقابل أطراف أخرى ضمن «جيش الإسلام» بالدرجة الأولى لا تقبل بمثل هذه الهدنة، ما لم تكن بشروطها وتشمل كامل الريف الدمشقي.
بكلام آخر، يؤكد المعارضون أن الغوطة ليست المعضمية أو برزة أو القابون، حيث كانت الهُدَن هشة وأقرب للانهيار في أكثر من مناسبة، ولكن كل هذه المناخات المتفائلة يشوبها شيء من الإطالة الزمنية، مع توقعات بطرحها ضمن مناطق سيطرة زهران علوش وأبو النصر (قائد «فيلق الرحمن») بهدف الضغط على باقي المجموعات للقبول، وكذلك توقعات بتصعيد على أكثر من منطقة، بهدف الضغط لتحسين شروط الهدنة، التي وإن أعلن عنها في الأيام المقبلة، فإنها قد لا تجد طريقها للتطبيق قبل شهر أو أكثر لضمان البنود كاملة.
الحديث عن الهُدَن يقود إلى الجنوب السوري، فمع الكلام عن وساطة أردنية ـ روسية مشتركة نجحت في تهدئة المشهد الميداني لا تعلق مصادر المعارضة على الأمر كثيراً، فتعلل التهدئة الحالية بانشغال «الجبهة الجنوبية» بانتخابات لإعادة ترتيب قياداتها من جهة ولاستكمال حرب «النصرة» على «لواء شهداء اليرموك»، الذي يُتهم بمبايعة تنظيم «داعش»، حيث يقف «الجيش الحر» في الصفوف الخلفية، ولكن الكثير من الناشطين لا يستبعدون أن يكون الأمر جدياً، حيث أن العمليات العسكرية في القنيطرة متوقفة بالفعل منذ فشل معركة «وبشّر الصابرين»، والأمر نفسه ينسحب على درعا وريفها، باستثناء الشيخ مسكين التي تستمر فيها العمليات بهدف تقدم الجيش واستعادة البلدة التي تتوسط سهل حوران.
ولعل الرابط بين الوساطة والتهدئة هو رغبة قيادات الفصائل في حجز موقعها في أي تسوية سياسية قريبة، أو في أسوأ الأحوال هي تطبيق لضغط أردني بعدم شن أي هجوم مقابل تحصيل مكاسب سياسية مقبلة، مثل إبعادهم عن لائحة الإرهاب.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...