20 ألف شرطي لتأمين عودة بنازير بوتو إلى وطنها

18-10-2007

20 ألف شرطي لتأمين عودة بنازير بوتو إلى وطنها

أكدت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو (54 سنة) أنها ستعود الى الوطن اليوم، منهية ثماني سنوات من المنفى الاختياري، لتزعم حزبها في الانتخابات النيابية المقبلة، على رغم التهديد بهجمات انتحارية تعتمد نهج تنظيم "القاعدة"، فيما تتابع المحكمة العليا في باكستان النظر في الطعون المتعلقة بشرعية اعادة انتخاب الرئيس برويز مشرف في السادس من تشرين الاول بعد تأجيل جلستها امس.
وقدمت المعارضة طعونا الى المحكمة في اعادة ترشح مشرف لرئاسة الدولة مع احتفاظه بمنصبه قائداً للجيش، ذلك ان الرئيس ينبغي  ان ينتخب بعد الانتخابات النيابية المقررة منتصف كانون الثاني 2008 بالاقتراع الشعبي المباشر، وليس في مجلس النواب ومجالس الولايات المنتهية ولايتها والتي يحظى فيها مشرف بتأييد كبير.
وفاز مشرف، الذي استولى على السلطة في انقلاب أبيض عام 1999، بغالبية 384 صوتاً من اصل 702 في الهيئة الناخبة، لكن المحكمة العليا قضت بعدم اعلان النتيجة رسمياً قبل ان تبت الطعون.
ولدى افتتاح جلسة المحكمة أمس، طالب وكلاء المعارضة ان تنعقد المحكمة بهيئتها كاملة، اي 18 قاضيا، لا ان تكتفي بحضور 11 قاضيا كما كانت ترتأي.
ورفض رئيس المحكمة القاضي افتخار محمد شودري هذا الطلب وقرر أن يعاود القضاة الـ11 النظر في الطعون اليوم .

وفي دبي، سألت مجموعة من الصحافيين بوتو الا تزال مصممة على التوجه الى كراتشي اليوم، فأجابت: "نعم ساعود"، وذلك بينما كانت تهم بدخول فندق لعقد مؤتمر صحافي صرحت فيه:"بينما أستعد للسفر، ادعو الله ان يمنح  بلادي الديموقراطية". وأضافت: "ادعو الله ان يحقق تطلعات شعب وطني".
وكانت بوتو اختارت طوعا عام 1999 الاقامة في دبي ولندن هرباً من ملاحقات قضائية لها بتهمة الفساد، الا انها تستعد للعودة الى باكستان اليوم بعدما منحها الرئيس برويز مشرف عفواً بالفساد عقب مفاوضات بينهما تهدف الى تقاسمها السلطة.
لكن السلطات الباكستانية كثفت ضغطها على بوتو كي ترجئ عودتها، فيما تقول رئيس الوزراء السابقة إنها تخشى مؤامرة قد يحوكها ضدها ضباط سابقون في الجيش. وعندما سئلت هل تخشى على حياتها مع عودتها الى باكستان، اجابت: "لا أعتقد ان مسلما حقيقيا يمكن ان ينفذ هجوما علي... الاسلام يمنع التفجيرات الانتحارية". وعلقت على الاستعدادات في كراتشي لاستقبالها: "أنني أشعر بالفخر، لان هؤلاء الناس لم يستسلموا للترهيب"، في اشارة الى مضايقات مفترضة مورست في حق مناصريها، واضافت: "اشكرهم من اعماق قلبي".وعن طلب السلطات تاجيل عودتها، قالت: "إنني قائدة شعب، وقد اعطيت شعب باكستان كلمتي، وبالنسبة إلي، ليس هناك اي امر في الدنيا اهم من الكلمة التي نعطيها". وفي سياق تطرقها الى الوضع السياسي في باكستان، لفتت الى أنه "ليس علينا ان نتفق على كل شيء... فليقرر الشعب أية سياسات يريد"، في اشارة الى الانتخابات المقبلة. وأوضحت أن المفاوضات التي اجرتها مع مشرف ليست صفقة بالنسبة اليها، قائلة: "اود  أن اوضح امرا، ان الجهات الاخرى هي التي عقدت صفقات، اما نحن فلم نعقد صفقة بل اتفاقا. لقد فاوض حزب الشعب الباكستاني من اجل الديموقراطية، والجهات الاخرى عقدت صفقة".
وكان أحد زعماء حزب  الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو توقع  نزول اكثر من مليون من انصارها الى شوارع كراتشي الجنوبية احتفالا بعودتها "التاريخية" االيوم.
واكتست العاصمة الاقتصادية لباكستان بالاعلام وبصور ابنة رئيس الوزراء الراحل ذو الفقار علي بوتو الذي أطيح عام 1977 واعدم عام 1979 في ظل النظام العسكري للجنرال ضياء الحق. ونشرت السلطات نحو 20 الف شرطي في المدينة لحماية بوتو "في ظل تهديد بهجوم انتحاري أطلقته جماعات اسلامية ناشطة في كراتشي".
كذلك بدات المدينة تعج بالمناصرين الذين أتوا من مناطق أخرى لالقاء التحية على زعيمتهم.
وفي الشوارع المكتظة، اقسم احدهم باضرام النار في جسده واجساد أبنائه إذا أزيلت صور الزعيمة العائدة، بينما جهر آخر بانه انطلق في رحلة استمرت اسبوعا كاملا على دراجته الهوائية ليكون حاضرا في استقبال بوتو.
ذلك ان بوتو، المراة الوحيدة التي تولت رئاسة حكومة جمهورية باكستان الاسلامية في فترتين 1988 – 1990 و1993 – 1996، تتمتع لدى مناصريها بمحبة تصل الى درجة التقديس.
ويرى محللون أن هذه الهالة التي تظللها والجو العاطفي الذي يسود حول شخصها في الاوساط العمالية والريفية، يعودان الى والدها ذو الفقار الذي كان يحظى بشعبية واسعة.
أما حزب بوتو فيطرح نفسه حاليا مدافعاً عن الحقوق الاساسية للفقراء في مجتمع اقطاعي الى درجة كبـــــــــيرة، وان تكن عائلة بوتو نفسها من اكبر ملاك الاراضي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...