8 مسؤولين أميركيين سابقين يطالبون بمفاوضة سوريا ومحاورة حماس

11-10-2007

8 مسؤولين أميركيين سابقين يطالبون بمفاوضة سوريا ومحاورة حماس

قبل أسابيع من المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش في تشرين الثاني المقبل، وجه عدد من المسؤولين الاميركيين السابقين رسالة مفتوحة إلى بوش ووزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، حددوا فيها شروطا لا غنى عنها لإنجاح المؤتمر، بينها أن يطلق المؤتمر محادثات إسرائيلية ـ سورية تحت رعاية دولية، ومحاورة حركة «حماس»، والتوقف الفوري عن التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية، ومشاركة جميع الدول العربية في المؤتمر.
وتشكل الرسالة ـ البيان مبادرة مشتركة من معهد «المشروع الاميركي حول الشرق الاوسط»، ومجموعة «إنك»، و«مجموعة الازمات الدولية»، و«المؤسسة الاميركية الجديدة». وهي تضم تواقيع ثمانية مسؤولين بارزين سابقين في الادارة الاميركية: مستشار الامن القومي الاميركي في عهد الرئيس جيمي كارتر، زبيغنيو بريجنسكي؛ السيناتور الديموقراطي السابق وأحد رئيسي «مجموعة دراسة العراق»، لي هاملتون؛ وزيرة التجارة الاميركية السابقة في عهد الرئيس جورج بوش الاب، كارلا هيلز؛ السيناتورة الجمهورية السابقة نانسي كاسيبوم ـ بايكر؛ نائب وزير الخارجية الاميركي الاسبق توماس بيكرينغ؛ مستشار الامن القومي الاميركي السابق في عهد الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الاب، برينت سكوكروفت؛ المستشار الخاص السابق للرئيس جون كينيدي، ثيودور سورينسين؛ والرئيس السابق لمجلس الحكام الفيدراليين الاميركيين، بول فولكر.
وشدد هؤلاء في البيان على أنه «من المهم بدرجة حاسمة أن ينجح المؤتمر، لأن الفشل يهدد بتداعيات مدمرة على المنطقة وما يتجاوزها». ودعوا إلى تذكر «دروس المحاولة الاخيرة في كامب ديفيد، قبل سبع سنوات، في التعامل مع القضايا السياسية الاساسية التي تقسم الجانبين». ويتوقف مؤشر النجاح، وفق البيان، على ثلاثة شروط مترابطة لا يمكن الفصل بينها:
أولاً: أن يتعامل المؤتمر مع مادة ملموسة لسلام دائم: تقوم على خطوط عريضة يتم ترسيخها بقرار من مجلس الامن الدولي. وإذا فشل الاسرائيليون والفلسطينيون في التوصل إلى اتفاق مماثل، فيجب على اللجنة الرباعية أن تقترح مخططها الخاص المبني على كل من قراري مجلس الامن الرقم 242 و,228 صيغة كلينتون التي طرحها في العام ,2000 والمبادرة العربية للسلام في العام ,2002 وخريطة طريق للعام .2003
ويجب أن يعكس مخطط «الرباعية» كلا من: حل الدولتين (وفق حدود 1967)؛ اعتماد القدس المحتلة عاصمة لدولتين؛ احترام الاماكن المقدسة وإتاحة كل جهة السيطرة على أماكنها الخاصة؛ عودة اللاجئين الملازمة لحل الدولتين وتعويضهم؛ واعتماد آلية أمنية تلبي القلق الاسرائيلي مع احترام السيادة الفلسطينية. وشدد الموقعون على ضرورة أن ينتج المؤتمر حالة تفاوض مستمرة، بإشراف دولي ومهل تنفيذ.
ثانياً: أن يكون المؤتمر شاملاً: ولن يتم ذلك سوى بمشاركة جميع الدول العربية. وفي هذا الصدد، أشاد الموقعون بقرار البيت الابيض دعوة سوريا إلى المؤتمر، والتي «يجب أن تستتبع إشراكاً حقيقاً (لسوريا)». أضاف البيان أن «اختراقاً في هذا الجانب قد يؤثر بعمق على المشهد الاقليمي. وبالحد الادنى، يجب أن يطلق المؤتمر محادثات إسرائيلية ـ سورية تحت رعاية دولية».
أما بالنسبة لحركة «حماس»، فأكد الموقعون على أن «الحوار الحقيقي مع المنظمة (حماس) هو أفضل بكثير من عزلها»، مضيفين أن الحوار «يمكن أن يدار، مثلاً، من قبل الامم المتحدة، ومبعوثي الرباعية إلى الشرق الاوسط، حيث أن الترويج لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وغزة قد يكون نقطة بداية جيدة».
ثالثاً: أن تتصل نتائج المؤتمر بالحياة اليومية للاسرائيليين والفلسطينيين: لأجل تحسين ظروفها بجميع جوانبها الامنية والاجتماعية والاقتصادية. ويتضمن ذلك وقفاً لإطلاق النار بين الضفة وغزة، تبادلاً للأسرى، حظر تهريب الاسلحة، مكافحة الميليشيات، حرية التنقل للفلسطينيين ورفع الحواجز الاسرائيلية غير المبررة.
وأكد الموقعون أنه يجب، كمؤشر على «مصداقية» المؤتمر، تجميد حركة التمدد الاستيطاني الاسرائيلي. وحذروا من أن «نبذ سوريا أو حماس سيزيد بشكل خطير من احتمالات تأديتها دورا تخريبيا»، وهذا «قد يزيد العنف في الضفة أو غزة، حيث لن يتحقق أي إنجاز سياسي، كما سيزيد من الكلفة السياسية لأي تسويات بين الجانبين، وسيبطل رغبة إسرائيل أو استعدادها للحد من الاجراءات الامنية». أضاف هؤلاء ان «من غير الممكن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار أو تبادل للأسرى، من دون تعاون حماس».
وذيل الموقعون بيانهم بـ«ملاحظة»، أشاروا فيها إلى أن عدداً من السوريين أخذوا على مبادرات مماثلة سابقة، أن جميع موقعيها هم مسؤولون «سابقون». أضافوا «من المهم الاشارة إلى أن بعض المسؤولين السابقين البارزين، في الولايات المتحدة، هم محترمون وذوو نفوذ لا يمكن للادارة الاميركية الاستخفاف بهم. وهم يتمتعون بحرية تعبير لا يحظى بها المسؤولون الموجودون في الادارة حالياً، ويؤدون دوراً مهماً في الجدال السياسي».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...