زيارة الرئيس ميدفيدف المرتقبة لإسرائيل والخسائر العربية المتوقعة

18-12-2010

زيارة الرئيس ميدفيدف المرتقبة لإسرائيل والخسائر العربية المتوقعة

الجمل: أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سوف يقوم بزيارة إسرائيل خلال منتصف شهر كانون الثاني (يناير) 2011 القادم. وتقول التسريبات بأن الإسرائيليين ينظرون باهتمام بالغ لهذه الزيارة: فما هي خلفيات ومعطيات زيارة ميدفيديف لإسرائيل؟ وما هو سبب الاهتمام الإسرائيلي؟ وما هي النتائج المحتملة لهذه الزيارة؟ وما مدى تأثيرها على السياسة الخارجية الروسية الشرق أوسطية؟
* زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل: توصيف المعلومات الجارية
تحدث تقرير إسرائيلي صادر اليوم عن زيارة مرتقبة سوف يقوم بها الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل في منتصف شهر كانون الثاني (يناير) 2011 القادم، وأضاف التقرير الملاحظة الآتية حول الزيارة:
•    تعتبر هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل منذ توليه منصب الرئيس الروسي في عام 2005 الماضي.ميدفيدف ونتياهو خلال لقاء سابق
•    تأتي زيارة الرئيس ميدفيديف لإسرائيل ضمن جولة شرق أوسطية تتضمن زيارة لبعض بلدان الشرق الأوسط الأخرى.
•    يوجد سقف توقعات إسرائيلية مرتفع هذه المرة لجهة أن زيارة ميدفيديف هذه سوف تشكل نقطة انقلاب إيجابي لصالح إسرائيل في مسيرة دبلوماسية موسكو الشرق أوسطية.
هذا، وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن المسؤول الروسي رفيع المستوى ميخائيل مارجيلوفيس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الفيدرالي الروسي، ورئيس مجلس إدارة شركة غلوبال زيرو سوف يصل قريباً إلى إسرائيل وذلك لجهة التفاهم وتنسيق الترتيبات النهائية لزيارة الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل ومقر السلطة الفلسطينية في رام الله.
* جدول أعمال زيارة ميدفيديف لإسرائيل: البنود والأجندة
تقول المعلومات والتسريبات بأن زيارة ميدفيديف الثانية لإسرائيل سوف لن تؤدي إلى كسر الجليد البارد على خط دبلوماسية تل أبيب-موسكو وحسب، وإنما إلى تجاوز ذلك باتجاه تحقيق الآتي:
•    الأهداف الاقتصادية: وتتمثل في سعي موسكو إلى التفاهم مع إسرائيل حول عقد الصفقات الآتية:
-    الاستثمار الروسي في مجالات الغاز، وتقول المعلومات بأن شركة غازبروم الروسية قد تقدمت بعرض إلى بيروت لجهة عقد شراكة روسية-لبنانية في حقول الغاز المتوسطية المطلة على الساحل اللبناني، وفي نفس الوقت أرسلت شركة غازبروم الروسية مندوباً سرياً لجهة التفاهم مع الإسرائيليين حول نفس الموضوع بالنسبة لحقول الغاز المتوسطية المطلة على الساحل الإسرائيلي.
-    دخول الشركات الروسية في استثمارات بناء خط أنابيب نقل النفط والغاز داخل إسرائيل، وتحديداً الخط الذي سوف يربط بين ميناء عسقلان المطل على البحر الأبيض المتوسط وميناء ايلات المطل على البحر الأحمر.
-    دخول شركات النفط والغاز الروسية في عقد شراكة مع نظيرتها الإسرائيلية في حقول تامار-داليت-حقول المياه المتوسطية المطلة على الشاطئ الإسرائيلي.
-    التفاهم لجهة بناء مثلث استثماري يجمع الأطراف الثلاثة: موسكو-تل أبيب- أثينا بما يتيح لشركات النفط والغاز الروسية الاستثمار في تمديد خط أنابيب نقل النفط والغاز الذي سوف يتم تمديده تحت مياه البحر المتوسط بحيث يربط ميناء عسقلان الإسرائيلي مع الساحل اليوناني.
•    الأهداف السياسية: وتتمثل في سعي موسكو لجهة تحقيق الآتي:
-    الافادة من الخلافات الأمريكية-الإسرائيلية لجهة القيام بمحاولة الدخول كحليف منافس لأمريكا مستقبلاً في الساحة الإسرائيلية.
-    الافادة من ضعف حيوية الدور الأمريكي في العالم بما يمكن أن يتيح لموسكو استقطاب دعم المنشآت ودوائر الأعمال اليهودية العالمية الأمريكية والأوروبية، طالما أن بناء العلاقات الروسية-الإسرائيلية سوف يبعث برسالة تلتقط الوسائط اليهودية العالمية إشارتها بشكل إيجابي لصالح موسكو.
•    الأهداف العسكرية: وتتمثل في سعي موسكو لجهة تحقيق الآتي:
-    إكمال عقد صفقة الحصول على الطائرات الإسرائيلية بدون طيار لصالح الجيش الروسي.
-    التعاون مع إسرائيل في شئون مكافحة الحركات المسلحة، وذلك بما يتيح للقوات الروسية قدرة أكبر في مواجهة الفصائل المسلحة القوقازية، وعلى وجه الخصوص في: الشيشان، الداغستان، أنفوشيا وغيرها من مناطق القوقاز الجنوبي.
-    الافادة من النفوذ الإسرائيلي على دول حلف الناتو، بما يتيح حصول موسكو على رد إيجابي بشأن الطلب الروسي الذي تم تقديمه لقمة الناتو الأخيرة في لشبونة بالسماح لروسيا في المشاركة بشبكة مشروع الدفاع الصاروخي.
تحدثت التسريبات الإسرائيلية بأن زيارة ميدفيديف المرتقبة لإسرائيل سوف تنظر في كل هذه الملفات. ومن المتوقع أن يؤدي التفاهم الروسي-الإسرائيلي إلى إفساح المجال أمام تعزيز العلاقات الروسية-الإسرائيلية وإكسابها قوة دفع أكبر.
* موسكو وإشكالية دفع الثمن الباهظ للإسرائيليين
تحدثت التسريبات الإسرائيلية إلى أن تل أبيب قد أعدت العدة وقامت بنسج الشباك جيداً من أجل الإيقاع بموسكو، وفي هذا الخصوص سوف تركز إسرائيل على المقايضة الوحيدة الاتجاه والقائلة: تعزيز العلاقات الروسية-الإسرائيلية يتطلب بالضرورة من موسكو الالتزام باصطفاف العلاقات الروسية-العربية والعلاقات الروسية-الإيرانية والعلاقات الروسية-التركية، وبالتالي فسوف يتمثل الثمن الذي سوف تطلبه إسرائيل من موسكو في الآتي:
-    التعهد بعدم تزويد خصوم إسرائيل وعلى وجه الخصوص دمشق وطهران بأي قدرات عسكرية متطورة وخصوصاً منظومة الدفاع الجوي الروسية طراز إس إس-300.
-    التعهد بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود ما قبل حرب 1967.
-    التعهد بقيام موسكو باعتماد فهم مشترك روسي-إسرائيلي لجهة اعتبار أن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني يمثلان خطراً إرهابياً يهدد أمن واستقرار المنطقة.
-    التعهد بقيام موسكو باعتماد مشروعات الحلول المؤقتة قصيرة الأجل لمشاكل الشرق الأوسط، وعدم التمادي لجهة طرح الحلول الإستراتيجية إلا بعد تفاهم مسبق مع الإسرائيليين.
حتى الآن، لا توجد تسريبات روسية تشير إلى تصور الكرملين لجدول أعمال زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف الثانية لإسرائيل. ولكن، وكعادة موسكو، فهي وإن كانت أكثر ميلاً لجهة الانفتاح باتجاه التعاون الاقتصادي، فإنه سيكون من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، أن تسعى موسكو إلى تقديم التعهدات والضمانات الإستراتيجية لإسرائيل، وذلك لإدراك موسكو الواضح بأن الدخول على خط محور واشنطن-تل أبيب لن يتيح لموسكو مهما قدمت من تنازلات أن تنجح في تحقيق الاختراقات الرئيسية المطلوبة، ولكن برغم ذلك، بعد انتهاء زيارة ميدفيديف لإسرائيل سوف نرى إلى أي حد سوف ينجح الثنائي شيمون بيريز-نتنياهو في الإيقاع بالكرملين في بيت العنكبوت الإسرائيلي!


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

تبدو موسكو باتجاه اكثر من تحرك. احدها على ساحة ناغورني كاراباخ قد يكون لصالح اذربيجان. و تهيء للتحرك ظهور موجة من العنف العرقي تجاه الأغراب في روسيا. ستفيد في لجم الأصوات الروسية الاثنية في حال قررت موسكو الذهاب بعيداً في خياراتها الدبلوماسية. و يعمل الاعلام السوري على استخدام عباءة الصداقة الروسية منذ زمن رغم انها فقدت مصداقيتها منذ خسارتنا للجولان . فروسيا ادركت باكراً ان الحروب تبيع أكثر من السلام. و الساسة السوريين ادركو أن لا صداقات في العالم. و لكن ما الذي جناه وعي الساسة في سوريا لسوريا ؟ في الحقيقة لقد تحول السياسي السوري الى لاعب خارجي. مسقطاً المعنى الوطني للدولة من قاموسه السياسي. محولاً الدولة الى مزرعة كبيرة. معتمداً كل الحيل التي يعلمها الغرب لجميع أصدقائه العرب و غيرهم في أصول الولاء و الطاعة و تطويع الشعوب و سلبها . الذي قد يكون ملفتاً في تاريخ المنطقة عدى عن أنانية السياسي و جبنه و براعته في التمثيل و لعب ادوار البطل المطلق. هو ان العرب يتمتعون ببروفيل ثقافي و سياسي عريق. لا يمكن القفز فوقه بسهولة بالنسبة للغرب. لهذا فإن الشغل الذي يقوم عليه الحكام الشباب هو تفكيك هذه السمة. دون الانتباه الى أن الغرب يحاول إخراج خرائط جديدة للمنطقة. بهويات أقل استقطاباً. هويات جاهزة لتقدم نفسها لصناعها. هويات لا تمتلك ذاكرة تاريخية. و برغم ان القوميات قد تكون حالة مرضية. إلا أن نظام الشركات المطلقة هو اكثر تفاهة و اكثر لؤماً و قذارة. و ابسط مثال هو نموذج الدولة الذي تقدمه سياساتنا العربية على انه الحكومة المتاح و البرلمان المتاح و العلم المتاح. لا غرابة اننا ساقطون بالجملة من سلة الحساب العالمية.

ارى انه من الضروري التريث كثرا قبل الانفتاح على الجانب الاسرائيلي بسبب المواقف الاسرائيلية المتعنة من عملية السلام وحديثهم المستمر عن الارهاب ليل نهار مع انهم هم اصل الارهاب ومصدره وينبوعه هذا من جانب ومن جانب اخر اية منفعة اقتصادية ستجنيها روسيا من الدولة العبرية اذاخسرت كل محيطها العربي .

لم أستطع أن أعتمد هذا التحليل على أنه تحليل جيد للوضع القائم بين روسيا و اسرائيل .. فالروس يدركون تماما ( كمعظم دول العالم ) أن اسرائيل شر لابد منه .. و أن علاقتهم بها ليست علاقة حب متبادل .. و منذ قدوم بوتين للسلطة ينظر الروس إلى العالم من باب المصلحة فقط و فقط لا غير .. و من هنا يمكن القول أن علاقات روسيا باسرائيل ليست بأحسن أحوالها و لن تتحسن ( كثيرا ) بعد زيارة مدفيديف .. و عن كون غاز بروم راسلت الإسرائيليين فهذا لا يعدو عن أنه واجب على شركة عملاقة مثل غاز بروم أن تقدم عروض استثمار هنا و هناك .. و لا أعتقد أن اسرائيل ستعطي الروس مشروعا حيويا مثل مشروع غاز البحر المتوسط .. و إنما هي جزرة تمدها اسرائيل لروسيا في مقابل الإبتعاد عن إيران و العرب .. و هذا لن يحدث .. أما عن صفقات السلاح الروسي لإيران و سوريا فاصبح معروفا للقاصي و الداني أن صفقة الـ 300 لإيران توقفت لأجل غير مسمى و أن إيران لجأت إلى تطوير مالديها ذاتيا و هو يعطي نتيجة قريبة جدا لشبكة الـ اس 300 .. و سوريا غيرت نهائيا عقيدتها العسكرية و أصبحت أكثر مرونة و قوة .. أما عن الإعتراف بالدولة الفلسطينة فهو لن يحدث مادامت روسيا عضو في الرباعية الدولية.. و عن حماس و حزب الله فالروس يستقبلون ممثليهم على أعلى مستوى ممكن .. و نذكر استقبال لافروف لمشعل في موسكو منذ مدة .. أما صفقة الطائرات بلاطيار فقد ألغيت بالفعل و انتهى أمرها .. و روسيا ليست بحاجة ( ماسة ) لمثل هذه الطائرات .. و عن شمال القوقاز فليس صعبا على دولة مثل روسيا أن تعرف أن الحركات الموجودة هناك مدعومة ( أساسا ) من قبل الموساد و السي أي إيه .. و هذه ورقة بيد ميدفيديف ضد إسرائيل .. أوافق أن يكون الطرفان بحاجة لدفع جديد من العلاقات بينهما ، و لكن لن تكون اليونان معبرا لهذا الدفع .. فاليونان بوضع لا تحسد عليه و هي كالغريق الذي يحتاج من يمد له يد المساعدة .. و لا حاجة حقيقية لا للروس و لا لإسرائيل بصديق أعرج قد يزيد أمورهم سوءا في المنطقة .. و ما تقارب اسرائيل و اليونان إلا حركة صبيانية من قبل نتنياهو يبرر فيها فشله الدولي الذريع و هو موجه أساسا لإغاظة تركيا ..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...