العلاقات الإسرائيلية-الأمازيغية إلى أين؟

08-09-2010

العلاقات الإسرائيلية-الأمازيغية إلى أين؟

الجمل: تحدثت بعض التقارير الإعلامية الصادرة مساء أمس وصباح اليوم عن تزايد التوترات السياسية-الاجتماعية في منطقة المغرب العربي، وذلك بسبب قيام مجموعة من أمازيغ المغرب بزيارة لإسرائيل: ما هي طبيعة الحركات الأمازيغية ؟ وما هي حقيقة العلاقات التي تربطها مع إسرائيل؟ وما الأبعاد غير المعلنة لهذه الزيارة؟
* توصيف المعلومات الجارية: المعطيات والحقائق
تقول المعلومات الجارية بأن وفداً أمازيغياً مغربياً قد قام بزيارة لإسرائيل خلال الأيام الماضية، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية:
• بلغ حجم الوفد 18 ناشطاً سياسياً أمازيغياً.
• أكمل الوفد الأمازيغي فترة أسبوع كامل داخل إسرائيل.توزع الأقليات الإثنية في المغرب العربي
• تضمن جدول أعمال زيارة الوفد عقد اللقاءات مع الإسرائيليين إضافةً إلى زيارة المواقع الأثرية والمراكز العلمية.
• تضمنت أجندة الزيارة محاضرات تعريفية عن التاريخ اليهودي في المنطقة.
• سعى الوفد الأمازيغي إلى الدخول سراً إلى إسرائيل، وذلك عبر الذهاب إلى تركيا التي لا تشترط على المغاربة الحصول على تأشيرة، ثم بعد ذلك تحول الوفد إلى إسرائيل.
• تسربت أخبار الزيارة خلال تواجد الوفد في إسرائيل.
• عاد الوفد الأمازيغي إلى المغرب يوم الجمعة الماضي وتحديداً عبر مطار الملك محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط.
• امتنع أعضاء الوفد الأمازيغي الإدلاء بأي تصريحات واكتفوا بالقول بأن الزيارة انحصرت في الأنشطة الأكاديمية والعلمية التاريخية والاجتماعية.
• أشرف متحف ياد فاشيم الإسرائيلي (المعني بشؤون المحرقة اليهودية الهولوكوست) على تنسيق ورعاية وتمويل زيارة الوفد الأمازيغي المغربي لإسرائيل.
• كان من بين أعضاء الوفد الأمازيغي الذي زار إسرائيل عضو سابق في المجلس الإداري للمعهد الملكي المغربي.
• ظلَّ متحف ياد فاشيم الإسرائيلي يطلق برنامجاً خاصاً ببلدان المغرب العربي، بحيث ركز خلال عام 2009 على الاهتمام بشؤون المغرب، وسوف يركز خلال العام 2010 الحالي على شؤون الجزائر.
• اشترط متحف ياد فاشيم الإسرائيلي على أن ينحصر تعاونه فقط مع الناشطين السياسيين الأمازيغيين المختصين في مجال التربية والتعليم.
• بدأ الوفد الأمازيغي المغربي زيارته لتل أبيب ثم توجه بعد ذلك إلى القدس.
• عقد الوفد الأمازيغي المغربي لقاء مع أحد كبار أعضاء الكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى احتمالات تقول بأن الوفد قد عقد لقاءات مع بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين.علم الجماعات الأمازيغية في بلدان المغرب العربي
هذا، وتقول المعلومات بأن هذه الزيارة تعتبر بمثابة المحطة الأكثر أهمية في مسلسل العلاقات الأمازيغية-الإسرائيلية، وذلك لأن هذا الوفد يعتبر الأكبر من حيث الحجم وفترة الزيارة وجدول أعمالها، وهذا وتجدر الإشارة إلى أن الزعيم الأمازيغي أحمد الدغرني رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي قد سبق وأن قام بزيارة لإسرائيل قبل حوالي عامين، حيث التقى بالعديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وبرغم من أن أحمد الدغرني قد أكد أمام أجهزة الإعلام قيامه بالزيارة فقد كان هناك تكتم أمازيغي –مغربي-إسرائيلي شديد على بقية المرافقين لأحمد الدغرني في تلك الزيارة.
* الملف الأمازيغي: الخلفيات والحقائق
تقول المعلومات بأن الأمازيغ من سكان المنطقة الممتدة من شاطئ النيل المصري الغربي وحتى ساحل الأطلسي المطل على المملكة المغربية وموريتانيا. وبالتالي، فهم من سكان منطقة شمال أفريقيا. هذا، وحالياً يتمركز الأمازيغ بالدرجة الأولى في الجزائر وبقدر أقل في المملكة المغربية، إضافة إلى وجود أمازيغي صغير للغاية في كل من تونس وليبيا وموريتانيا، أما الأمازيغ الموجودون في شمال غرب مصر، فقد أصبحوا أكثر اندماجاً ضمن مجتمع البربر الصحراوي المصري.
يتحدث الأمازيغ بلغة يطلقون عليها تسمية الأمازيغية، وحالياً يبلغ عدد الناطقين بالأمازيغية حوالي 10% من إجمالي سكان بلدان المغرب العربي الخمسة: الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا وموريتانيا.
بدأت الحركات الأمازيغية في بلدان المغرب العربي كحركة حقوق ثقافية-اجتماعية خاصة بمجموعات البربر الذين يقطنون المناطق الداخلية، وعلى وجه الخصوص في الجزائر والمغرب. ولكن لاحقاً، وبفعل الأحداث والوقائع الجارية، فقد تحولت هذه الحركات إلى المجال السياسي، ويعتبر الحزب الديمقراطي الأمازيغي الناشط في الساحة السياسية المغربية بمثابة الفصيل الرئيسي من بين الحركات الأمازيغية الناشطة الحالية.شعار مشروع الصداقة الأمازيغية-الإسرائيلية
برغم أن الوجود الديموغرافي الأمازيغي الأكبر هو في الجزائر، فإن وتائر تسييس الملف الأمازيغي هي الأكبر في المملكة المغربية. وعلى ما يبدو، فإن انفتاح المملكة المغربية لجهة بناء الروابط مع فرنسا وأمريكا وإسرائيل قد ساعد كثيراً في قدرة أطراف مثلث باريس-واشنطن-تل أبيب على تفعيل عملية تسييس الملف الثقافي-الاجتماعي الأمازيغي.
لم يكن صعباً على الإسرائيليين التقاط الزعماء والناشطين السياسيين الأمازيغيين، وذلك لعدة أسباب أبرزها:
- اهتمام الإسرائيليين بالسعي لجهة استخدام الأقليات الإثنو-ثقافية والإثنو-عرقية الموجودة في البلدان العربية والإسلامية لتقوم بدور حصان طروادة الإسرائيلي في هذه البلدان.
- اهتمام الإسرائيليين بالعمل من أجل ترسيخ فكرة وحدة الهدف مع هذه الأقليات، بما يتيح لاحقاً استخدام هذه الأقليات كعنصر فاعل في زعزعة الاستقرار بعد تحريضها بشكل مكثف ليس على ضرورة المطالبة بالحقوق الثقافية-الاجتماعية، وإنما على المطالبة بالانفصال السياسي وإقامة دولها المستقلة، بما يتيح تفتيت بعض الدول العربية إلى دويلات صغيرة.
الاهتمام الإسرائيلي باستخدام الملف الأمازيغي في عمليات زعزعة استقرار دول المغرب العربي هو اهتمام يتطابق مع نفس الاهتمام الإسرائيلي الساعي لاستخدام وتوظيف الحركات الكردية الانفصالية في زعزعة استقرار العراق وبقية بلدان المنطقة.
* بلدان المغرب العربي: تداعيات ما بعد الزيارة الأمازيغية لإسرائيل
برغم أن أعضاء الوفد الأمازيغي الذي زار إسرائيل قد سعوا إلى التكتم الشديد على فعاليات جدول أعمال زيارتهم لإسرائيل، فقد برزت بعض التسريبات التي أوردتها بعض التقارير بالاستناد إلى بعض المصادر الأمازيغية الخاصة، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية:
• تحدث بعض أعضاء الوفد إلى بعض أبناء جلدتهم من الأمازيغ عن ما أطلقوا عليه تسمية "التجربة الإسرائيلية الرائدة".
• تحدث بعض أعضاء الوفد إلى بعض أبناء جلدتهم من الأمازيغ عن ضرورة الضغط على بلدان المغرب العربي من أجل الدخول في عملية التطبيع الكامل مع إسرائيل.
أما ما هو أكثر خطورة، فيتمثل في أن بعض الناشطين الأمازيغ قد بدوا أكثر اهتماماً لجهة بناء مذهبية أمازيغية على غرار نموذج المذهبية اليهودية، وذلك على أساس الاعتبارات الآتية:
- الأمازيغ من الشعوب التاريخية القديمة، مثلهم مثل اليهود تماماً.
- أقام العرب دولاً عربية في الأراضي الأمازيغية مثلما حدث في فلسطين.
- على الأمازيغ استرداد أراضي أجدادهم كما فعل اليهود في فلسطين.
وتأسيساً على ذلك، فإن بعض الناشطين المتطرفين الأمازيغ يسعون حالياً من أجل اعتماد قواعد اشتباك أمازيغية جديدة تعمل باتجاه التطابق الكامل مع قواعد الاشتباك الإسرائيلية، بحيث يتم لاحقاً توحيد المنظور الأمازيغي مع المنظور اليهودي الذي ينظر إلى المسألة على أساس اعتبارات: أن القضية واحدة (وهي استرداد الأراضي من العرب) والعدو واحد، وهو الحكومات والجيوش العربية. هذا، وبرغم أن السلطات المغربية قد سبق وأعلنت عن خطر نشاط الحزب الديمقراطي الأمازيغي، فإن هذه السلطات تسمح حالياً لرموز هذا الحزب بالحركة وإقامة الفعاليات التي تروج للعنصرية ضد عرب بلدان المغرب العربي وتشجّع الأمازيع على التعاون مع إسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

لا اظن انه يستطيع احد ان يفرق بين العرب والامازيغ فقد صرفت فرنسا ايام استعمار البلدان المغاربية المغرب والجزائر مليارات الدولارات ولم تستفد شيئا مادام الاسلام يجمعهم .زيادة على ذلك ان الذين يتكلمون الان باسمنا نحن الامازيغ ليس لهم تصريحا من الامازيغ قانونيا ولا شرعيا وينبغي ان لا نخاف منهم ونعطي لهم تلك الهالة التي نراها اليوم في الاعلام فانهم اقلية عرقية لاتتجاوز بضعة اشخاص افكارهم نساها التاريخ الحديث الذي يدعو الى التكتلات بدل التفريق.

نحن مجتمع امازيغي مسلم, و لسنا معنيين بصراع الغرب مع العرب حول البترول و امن اسرائيل. نحن الامازيغ لا نحتاج لان نغير هويتنا الى العربية حتى نتصدى الى الغرب او الى اي خطر يهددنا لقد حاربنا كل غزاتنا من الروان الى الفرنسيس بهويتنا الامازيغ

الامازيغ سواء كانو مسلمين او غير مسليمين فهم غير معنيين بالصراع العربي الاسرائلي بالعكس دفعنا ثمن رعونة العرب عبر التاريخ الطويل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...