دراسة حول تكوين الجيش العراقي والتحديات التي تواجهه

10-07-2007

دراسة حول تكوين الجيش العراقي والتحديات التي تواجهه

الجمل:  تتحدث  إدارة بوش وجماعة المحافظين الجدد عن ضرورة بقاء القوات الأمريكية في العراق إلى حين يتم بناء قوات الأمن العراقية، بحيث يتسنى للقوات الأمريكية تسليمها مسؤوليات حماية الأمن والاستقرار والدفاع عن العراق... وتحاول إدارة بوش تصوير هذا الأمر باعتباره ظرفا تمليه المسؤولية الإنسانية الأمريكية تجاه العراق وشعب العراق، الذي لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تتخلى عنه وتتركه بلا جيش وطني في مواجهة المليشيات المسلحة وفرق الموت.
على الصعيد العلمي والبحثي تقوم بعض مراكز الدراسات الأمريكية بإعداد البحوث والدراسات المتعلقة ببناء وتكوين الجيش العراقي الجديد الذي سوف يتولى المسؤولية من القوات الأمريكية وقد رصدت إحدى دراسات مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية باعتباره يمثل التحديات التي يتوجب على إدارة بوش مواجهتها والتغلب عليها من أجل بناء وتكوين الجيش العراقي الجديد.
*  التحدي الأول: إنجاز عملية التسوية والمصالحة السياسية وترسيخ نظام الحكم الفاعل العالي الكفاءة بما يتضمن مجلس الأمن القومي التابع للحكومة المركزية، وزارة دفاع، ووزارة داخلية قادرتان على أداء مهامها بكفاءة وفاعلية.
* التحدي الثاني: تكوين قوات عراقية قادرة على مواجهة النزاعات الطائفية والاثنية، والخلافات المحلية العراقية، بما يحقق الأمن لكل العراقيين.
* التحدي الثالث: تكوين قوات عسكرية مستقلة قادرة على أن تحل تدريجيا محل القوات الأمريكية وقوات التحالف وتضطلع على القيام بكافة المهام والعمليات في مجالات مكافحة التمرد، وبناء القوة العسكرية.
* التحدي الرابع: تكوين قوات عسكرية قادرة على كسب المواجهات العسكرية التي يمكن أن يتعرض لها العراق بواسطة جيوش ايران أو تركيا أو سوريا إضافة إلى الدول السنية المجاورة التي تدعم المتمردين الشيعة.
* التحدي الخامس: تكوين قوةات شبه عسكرية مستقلة.
* التحدي السادس: إيجاد الصيغة السليمة التي تدمج القوات على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي.
* التحدي السابع: تكوين خليط فاعل من قوات أمن الحدود وأمن الموانىء.
* التحدي الثامن: إيجاد الحل المناسب للميليشيات المسلحة والقوات القبلية وغيرها من العناصر والكيانات المسلحة غير الرسمية.
* التحدي التاسع: تكوين خليط  يجمع بين المخابرات الوطنية والعسكرية والقدرات العسكرية للجيش العراقي الجديد المفترض.
* التحدي العاشر: الوصول إلى مرحلة قدرة العراق الذاتية على تمويل كل هذه القوات دون حاجة لأي دعم أو مساندة خارجية.
- تقييم التحديات المفترضة:
النظرة الأولية العامة لهذه التحديات تؤكد بأنها تحديات تمثل التغلب على كل واحد منها تحديا قائما بذاته... وعلى سبيل المثال يمكن أن نشير إلى التحديات الآتية باعتبارها نماذجاً:
- المصالحة الوطنية: لا توجد أي دولة في العالم- ربما في ذلك أمريكا نفسها- يتفق سكانها على مشروع سياسي موحد فما هو الحال بالنسبة للعراق الحالي الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال بدفع الأطراف العراقية للدخول في خلافات ومنازعات مع بعضها البعض.
- التحديات الإقليمية: لا توجد أي دولة من دول جوار العراق تخطط لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق والجيوش التي أشارت إليها الدراسة من الصعب على الجيش العراقي مواجهتها بالطريقة التي تحدثت بها الدراسة، وحاليا تقف أمريكا نفسها عاجزة أمام الجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري.. فهل يا ترى سوف تستطيع الولايات المتحدة بناء جيش عراقي قادر على كسب الحرب والمواجهة ضد الجيش الإيراني، والجيش التركي، بغض النظر عن الجيش العربي السوري، الذي لم يحدث أن تورط طوال تاريخه في أي حرب ضد الجيوش العربية.
وعموما، إن المشروطيات التي تتحدث عنها الدراسة هي مشروطيات لن تستطيع الحكومة الأمريكية حتى لو تحالفت معها روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي تحقيق واحدة منها ناهيك عن البقية.
كذلك نجد أن الدراسة تكشف عن حقيقتها بنفسها فقد ورد فيها ان سلطات الاحتلال الأمريكي بعد مرور مايقرب من خمسة سنوات لم تقم حتى الآن بوضع أي خطط لمواجهة أي من هذه التحديات وتقول الدراسة بأنه يتوجب البدء في اعداد التصورات الأولية لمواجهة هذه التحديات خلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2013 على الأقل.
المثير للاهتمام ان الدراسة تعرضت للحركات المسلحة الكردية باعتبارها حركات سوف تشكل تهديدا أمام الجيش العراقي الجديد، وذلك – بحسب رأي الدراسة- لأن هذه الحركات سوف تقاتل الجيش العراقي من أجل الانفصال وما غضت عنه الدراسة النظر هو أن هذه الحركات الكردية تقوم بتسليحها وتدريبها القوات الأمريكية وقد بلغ عدد ما دربته وسلحته القوات الأمريكية يبلغ حوالي 100 ألف من قوات البشمركة خلال الأربعة سنوات الماضية علما بأن هذه القوات الأمريكية قد فشلت طوال هذه الفترة في تدريب وتكوين ولو (لواء) عراقي واحد قادر على القيام بحفظ (حركة المرور) في شوارع بغداد والتي تقول المعلومات بأن سلطات الاحتلال الأمريكي قد قامت بتسريح عناصر شرطة المرور العراقيين وتوزيع الجنود الأمريكيين على شوارع ومنعطفات بغداد لضبط حركة مرور السيارات وعجلات البسكليت.
إن الجيش العراقي بالمواصفات التي أشارت إليها الدراسة سوف لن يتحقق تكوينه وسوف تظل الإدارة الأمريكية تتذرع بأنها سوف تنسحب من العراق بعد تكوين (الجيش العراقي المنتظر) والذي سوف يكون قادرا على مواجهة وحسم المعركة ضد الجيش التركي والإيراني والسوري.. دفعة واحدة.

الجمل قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...