خطة يهودية لاستلام السلطة في روسيا عبر ثورة ملونة

21-06-2009

خطة يهودية لاستلام السلطة في روسيا عبر ثورة ملونة

الجمل: تباشر هذه الأيام إحدى المحاكم الروسية إجراءات محاكمة اليهودي الروسي وحامل الجنسية الإسرائيلية ميخائيل خودوركوفيسكي ضمن ما عرف بـ"قضية إفلاس شركة يوكوس النفطية الروسية"، وبرغم التعتيم الإعلامي الغربي، فإن مجريات المحاكمة بدأت تكشف عن المزيد من الملفات الخفية وعلى وجه الخصوص الجوانب المتعلقة بالأمن الروسي ومستقبل النظام السياسي الروسي إضافة إلى مخططات التغلغل الإسرائيلي وملفات المافيا الروسية الإسرائيلية.
* من هو ميخائيل خودوركوفيسكي؟
يعتبر خودوركوفيسكي الرجل الأكثر ثراء في روسيا إضافة إلى ترتيبه العالمي الذي يقع في المرتبة 16 في قائمة أثرياء العالم، وتقول المعلومات أنه المالك المشارك في شركة «يوكوس» النفطية الروسية التي كانت تعرف باسم «العملاق النفطي الروسي».
ينتمي خودوركوفيسكي إلى أسرة يهودية روسية وهو من مواليد 26 حزيران 2009 وكان من الناشطين البارزين في منظمة "الكومسول" (الشبيبة الشيوعية) خلال فترة الاتحاد السوفيتي السابق، ولكن بعد انهيار الاتحاد وقيام الدولة الروسية، سارع خودوركوفيسكي إلى استغلال الفرصة وركز اهتمامات على العمل بنشاط في مجال القطاع الخاص ودوائر الأعمال الروسية الوليدة وقد وجد المزيد من المساندة من النخب السياسية السوفيتية السابقة التي كانت آنذاك ما زالت مسيطرة على مقاليد الأمور، هذا ويعتبر استشراء الفساد من أكثر العوامل التي أعطت قوة الدفع لأنشطة خودوركوفيسكي وجعلته يندفع بسرعة الصاروخ ليصبح أغنى أغنياء روسيا ويحتل الترتيب السادس عشر في قائمة أثرياء العالم.
* خلفيات صعود خودوركوفيسكي:
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقيام الدولة الروسية بزعامة الرئيس يلتسن الذي سعى مباشرة إلى القضاء عن ما يعرف بمبدأ "رأسمالية الدولة" والتحول باتجاه اقتصاد السوق الحر والخصخصة، وبالمقابل لجأت النخب السوفيتية السابقة إلى التكيف والتحول إلى نخب رأسمالية روسية وكان خودوركوفيسكي أحد الذين سعوا بنشاط لبناء مركزهم الاقتصادي – المالي الخاص.
سعت الولايات المتحدة إلى دعم القطاع الخاص الروسي وبالنتيجة كان أن سعت إسرائيل إلى توجيه تدفقات رأس المال الأجنبي المباشر وغير المباشر والمخصصة لدعم القطاع الخاص الروسي الوليد بحيث تصل إلى اليهود الروس ويكون لهم فيها النصيب الأكبر.
نجح خودوركوفيسكي في عقد صفقة أتاحت له الحصول على نسبة كبيرة من أصول شركة «يوكوس» النفطية وبدأ عمله واستثماراته بما أتاح له ولغيره من اليهود الروس السيطرة على جزء هام من القطاع الخاص الروسي.
وعلى خلفية ذلك سعى اليهود الروس إلى إدارة السياسة الروسية ومحاولة التأثير عليها وبدأت تظهر اللوبيات الإسرائيلية وجماعات الضغط اليهودية التي تحاول دفع عجلة السياسة الروسية باتجاه دعم إسرائيل وبناء علاقات روسية – إسرائيلية خاصة تكون على غرار العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية الخاصة.
انتبه فلاديمير بوتين إلى النفوذ اليهودي الإسرائيلي وتقول المعلومات أن تيار بوتين السياسي كان أكثر توافقاً مع تيار جرينوفيسكي القومي الاجتماعي الروسي إزاء مخاطر السيطرة اليهودية على الاقتصاد الروسي.
وتشير الكثير من المعلومات والتقارير إلى قيام عناصر الجماعات اليهودية الروسية بارتكاب العديد من عمليات الفساد والمحظورات بما في ذلك إدارة شبكات التهريب وبروز وصعود قوة المافيا الروسية – الإسرائيلية التي تتكون من اليهود الروس ولم يعد نشاطها محصوراً في الداخل الروسي وحسب، وإنما اتخذت طابعاً عابراً للحدود الروسية باتجاه القارة الأوروبية والشرق الأوسط وأمريكا.
* ما هي خطيئة خودوركوفيسكي؟
في منتصف عام 2004 وجه المدعي العام الروسي تهمة التهرب الضريبي في حق شركة «يوكوس» النفطية وبلغت إجمالي المطالبات الضريبية 7 مليار دولار، وبعد ذلك توالت المطالبات عند مراجعة ميزانيات شركة «يوكوس» التي تبين أنها كانت تتضمن قدراً كبيراً من عمليات التلاعب والغش بهدف تضليل السلطات الرسمية الروسية عن أرباحها ومركزها المالي الحقيقي.
في 15 كانون الأول 2005 قدمت شركة «يوكوس» طلباً للمحكمة بإعلان إشهار إفلاسها وتضمن الطلب إقراراً بأن إجمالي أصول الشركة يبلغ في حدود 12.3 مليار دولار وإجمالي ديونها وإجمالي ديونها هو 30.8 مليار دولار.
شركة «يوكوس» هي عبارة عن تجمع لعدة شركات نفط روسية ولها روابط مع بعض الشركات النفطية الأمريكية وتقول المعلومات أن خودوركوفيسكي سعى منذ البداية إلى ربط الشركة مع بعض الشركات الأمريكية التي يملكها اليهود الأمريكيون وعلى هذه الخلفية فإن طلب إشهار إفلاس الشركة تم تقديمه إلى إحدى المحاكم الأمريكية وإضافة إلى الإقرار باختلال الموقف المالي فقد تضمن الطلب العديد من المزاعم الإضافية ومن أبرزها:
• أن الحكومة الروسية تقوم بتنفيذ حملة غير قانونية ضد الشركة.
• إن حملة الحكومة الروسية ضد الشركة هي حملة ذات طابع تمييزي يستهدف اليهود الروس.
• تعمدت السلطات الروسية تقديم مطالبة كبيرة تفوق الحجم الحقيقي الذي يجب أن تدفعه شركة يوكوس كضرائب وبالتالي فإن الإفراط في تقدير المطالبات الضريبية هو أمر متعمد يهدف للإضرار بموقف الشركة وأصحابها.
نجحت السلطات الروسية في اعتقال خودوركوفيسكي ولكن معاوناه اليهوديان الروسيان بيخوغين ونيفزلين نجحا في الهرب إلى إسرائيل والإقامة فيها كمهاجرين يهوديين وتقول التقارير أن الرئيس بوتين طالب إسرائيل بضرورة تسليمهما لروسيا ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت ذلك متذرعة بأنهما مواطنان إسرائيليان، مما ترتب عليه حدوث أزمة في العلاقات الروسية – الأمريكية.
* خودوركوفيسكي وانكشاف السيناريو غير المعلن:
كشفت التسريبات والتقارير بأن سيطرة خودوركوفيسكي على شركة يوكوس النفطية لم تكن في حقيقة الأمر على أساس اعتبارات النجاح المالي والتجاري وإنما كانت وفقاً لمخطط مرسوم تم إعداده بواسطة جماعة المحافظين الجدد وبعض مراكز الدراسات التابعة للوبي الإسرائيلي لجهة القيام بالآتي:
• استخدام الشركة كغطاء لضخ المال السياسي إلى روسيا.
• قيام خودوركوفيسكي بالإشراف على تمويل الجمعيات والمنظمات النقابية وغيرها من الأطراف الساعية لإشعال الثورات الملونة في روسيا.
• رصدت السلطات الروسية قيام خودوركوفيسكي بتقديم الدعم المالي للعديد من الأحزاب والقوى السياسية والنقابية المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية.
تأسيساً على ذلك فقد تم التوصل إلى أن خودوركوفيسكي كان يسعى للوصول إلى السلطة والجلوس في الكرملين بفعل الثورة الملونة التي كانت المخططات تسعى لإشعالها بحيث يكون رئيساً لروسيا على غرار رئاسة ساخاشفيلي لجورجيا. وحالياً وإضافة إلى العديد من الاتهامات التي تنظر فيها المحكمة الروسية تمت إضافة تهمة جديدة في حق خودوركوفيسكي تقدم بها أحد السجناء زاعماً بأن خودوركوفيسكي تحرش به جنسياً وحاول اغتصابه في الزنزانة!!


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...