«بعد السقوط»: الفنيون ينافسون الفنانين على البطولة

30-08-2010

«بعد السقوط»: الفنيون ينافسون الفنانين على البطولة

يبدو مسلسل «بعد السقوط» للمخرج سامر برقاوي وللكاتب غسان زكريا، وكأنه يستكمل ما عرض العام الماضي من مسلسلات تناولت مجتمعات مناطق السكن العشوائية. فيبدأ حكايته من المشهد الأخير: انهيار بناء متهالك في أحد أحياء السكن العشوائي، ليعود بتقنية «الفلاش باك» لتتبع حكاية سكانه، واستعراض تفاصيل حياتهم قبل انهياره، والأقدار التي ساقتهم للعيش فيه. مشهد من المسلسل
ورغم أن بعض هذه التفاصيل كانت تطرّقت اليها أعمال سابقة، إلا أن لهذا المسلسل رسالة واضحة، خصوصاً من خلال أولئك العالقين تحت ركام المبنى المنهار. مفادها أن إرادة الحياة تواجه الموت، وتشكل مبرراً لاستمرارهم في العيش رغم الحالة الصعبة التي يعيشها سكان هذه المناطق. كما ان انهيار المبنى يفضي الى ما يشبه الكوميديا السوداء، حين نكتشف انه شكل لبعض سكانه مخرجاً من كثير من مشكلاتهم المعقدة.
يروي «بعد السقوط» حكايته على ثلاثة مستويات: فوق أنقاض البناء المنهار، حيث تتم عمليات الإنقاذ. وتحت الأنقاض حيث يحاول من بقي على قيد الحياة النجاة (وأحداث هذين المستويين تجري خلال أربع وعشرين ساعة)، والمستوى الثالث يتناول حياة سكان البناء قبل انهياره.
في المستويين الأوليين، يبدو استحقاق المسلسل، في الجديد – المختلف الذي حمله. حيث تتراجع بطولة الممثل لمصلحة بطولة فنيي العمل، سيما تحت الأنقاض حيث تبدو الدراما أقرب إلى إذاعية، بسبب ظلمة المشاهد. فيبرز الديكور، الذي أنجزه طه الزعبي، متجاوزاً مشهد الأنقاض نحو إعادة تركيب أجزاء داخلية تحته، ومواءمة الداخل مع الخارج في المبنى المنهار.
وثمة «بطولة» لعبتها عمليات الإضاءة والتصوير، في إطار مساحة محددة، وفي أجواء شبه مظلمة في المشاهد تحت الأنقاض. وجاءت بمجملها موفقة. والأبرز في عمل الفنيين كان مشهد انهيار المبنى الذي لا تتجاوز مدته الخمس عشرة ثانية. وقد ضمّ مشاهد تصويرية عولجت بطريقة «الغرافيك» عمل عليها فريق عمل، أكثر من شهرين، بحسب مخرج العمل سامر برقاوي.
في المستوى الثالث حيث نتعرّف على سكان المبنى قبل انهياره، ينقسم المسلسل الى فصول، يتناوب على بطولتها سكان البناء المنهار، ويتعاقب على كتابتها مجموعة من الكتاب، حيث يعلن المسلسل عن اسم كاتب كل فصل من الفصول. هنا يعود العمل ليتقاطع مع مسلسلات أخرى تعدّدت حكاياتها. ولكنه يختلف من خلال ورشة الكتابة التي ضمت كلاً من الكتاب عروة المقداد، وبلال شحادات، والدكتورة مية الرحبي، وشادي دويعر، وطلال مارديني، وعدنان الزراعي، بإشراف مؤلف العمل السيناريست غسان زكريا.
ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك حلقات ناقصة. خصوصاً أثناء عمليات الإنقاذ. فهنا على سبيل المثال يتطوع مازن وحده، وهو أحد سكان الحي (الفنان شادي مقرش) في عمليات إنقاذ الضحايا. بل أنه يبدي قدرة ومرونة أكثر من المسعفين في عمليات الإنقاذ!
وفي كل الأحوال، يحسب للعمل اختلافه وفرادة تجربته، ما يدعونا لتجاوز هفواته. ويحسب للفنيين فيه، ومعظمهم من الشباب، قدرتهم على تطويع التكنولوجيا والتقينات للخروج بالصورة التي ظهر فيها «بعد السقوط». بإدارة سامر برقاوي للعملية الفنية، وغسان زكريا لورشة الكتابة.
وفيما نظر البعض الى العمل باعتباره يحاكي تجارب درامية عالمية، كالفيلم السينمائي «راقصة في الظلام» والمسلسل الأميركي «24»، الا أن «بعد السقوط» يحمل خصوصيته السورية. وهذه نقطة تحسب ايضاً لصناع العمل، الذي يشارك فيه الفنانون عبد المنعم عمايري، وأمل عرفة، وباسم ياخور، وصفاء سلطان، ووائل شرف، وأندريه سكاف.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...