مغالطة الإسقاط النفسي

15-10-2022

مغالطة الإسقاط النفسي

د. عماد فوزي شعيبي:

‏(أظن بالناس كما أظن بنفسي و ‏اصنعهم كما أريد!)
‏يحدث لدى البعض أن يظنوا ‏أن تصرفاتهم مفهومة لدى الآخرين و ينصدموا أنهم موضع ريبة وأحيانا وموضع سوء فهم. 
‏وأحيانا يظن البعض أن كل الناس ‏صادقون ‏منطلقين من صدقهم فيجدون أن الكثيرين منهم كاذبون. ‏هذا النوع من انواع التفكير نطلق عليه الإسقاط النفسي. ‏وله وجه ثان ‏يتمثل في أنه شخص شكاك يظن أنه كل الناس شكاكون، ‏وإذا كان ذا نوايا ‏سيئة يظن أن كل الناس كذلك!
الإسقاط أنواع: 
نوع يشكّل وسيلة نفسيّة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه أورغباتة المحرمة أو الجنسيّة أوالعدوانية  إلى الآخرين أي يسقطها عليهم  حتى يبرىء نفسه ويبعد الشبهات عنها؛ فالسارق يتهم غيره بالسرقة والمرأة التي تشعر بالرغبة في شخص ولا يهتم بها تسقط عليه رغباتها وتتهمه بها...والموظف الذي يشعر بتأنيب ضميره لأنه يرتشي يسقط ما يمترسه على الآخرين من زملائه ورؤسائه. إنها حيلة دفاعية لاواعية. وأحياناً يتقاسم الوعي واللاوعي فعل الإسقاط، لدفع مشاعر الذنب، ولشعوره (بالاتساخ) لاستبعاد المشاعر والتقييمات النفسية المؤلمة عن الشعور 
 وقد تصل الأمور إلى حد إسقاط الرغبات التي لم تخرج إلى حيز الواقع فالرجل الذي يتمنى إقامة علاقة من خارج مؤسسة الزواج  يتهم زوجته بالخيانة ويشك فيها كثيراً أو للتقليل من القلق الناتج من مواجهة مافي الشخصية من ميول مهددة للتوازن. 
هنالك نوع آخر من الإسقاط وهو إسقاط غير مؤذٍ إلا لصاحبه. ونعني به الإسقاط الذي ندعوه "التماهي مع الذات ومع الأفكار الذاتيّة"؛ وهو أن يتصور المرء أن العالم يفكر مثله؛ فالطيّب يتصور أن العالم طيب، والذي لديه تصورات فكرية عن أمثليّة السلوك يعتقد أن الأشخاص الذين يحبهم والذين يشكلون قدوة له هم كذلك، والعكس بالعكس بالنسبة للتصورات الخبيثة والسيئة عن العالم. وهو نوع ليس كحيلة دفاعية؛ إنما كتصور مبسط وذاتي عن العالم. ‏وفي كل الأحوال ينطلق من الذات وليس من الواقع!
‏وهنالك من يضع فرضية في رأسه ويرسم العالم على هواه!  ‏
نوع آخر من هذه المغالطة وهي إسقاط رغبة المرء على الاخر بحيث انه يريد أن يكون مثله وأن تكون اهتماماته مطابقة لاهتماماته هو. ‏وهذا ما نراه في بعض التعليقات على ال Facebook ووسائل التواصل الاجتماعي عندما يريد شخص ما من شخصية عامة أن تكون وفقًا لتركيبه مخه هو بالذات. ‏ونراه أيضا في العلاقات العاطفية التي يحاول كل طرف في العلاقة أن يصنع من الآخر ما يطابقه تماما.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...