تقارب سوري- تركي.. هل تكون الهيئة أوّل تنازلات أردوغان؟

12-07-2024

تقارب سوري- تركي.. هل تكون الهيئة أوّل تنازلات أردوغان؟

الخطاب المرن الذي أبداه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه دمشق فرض على الجماعات المسلحة في سوريا دراسة السيناريوهات المحتملة للمستقبل.

ومن بين هذه الجماعات، تبرز “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على شمال غربي سوريا.

على مدى الأشهر الأربعة الماضية، واجه قائد “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني احتجاجات تطالب بتنحي الهيئة عن السيطرة على تلك المناطق. حاول الجولاني اتخاذ عدة إجراءات لقمع هذه الاحتجاجات، لكنها استمرت وتوسعت.

في ظل هذه التحديات، تعتبر أي خطوة تركية إيجابية تجاه سوريا عبئاً إضافياً على الهيئة، خاصة إذا كانت تلك الخطوات ميدانية.

وأشار الباحث والكاتب السياسي حسام طالب في حديثه لـ”أثر برس” إلى أن الجولاني يشعر بالقلق من التقارب السوري التركي، حيث أن اتفاقيات أستانا وسوتشي تضع إنهاء سيطرة الجولاني كأولوية لتحقيق هذا التقارب.

تعتبر قضية “هيئة تحرير الشام” أحد أبرز الملفات التي قد تتنازل فيها أنقرة في المفاوضات المرتقبة مع دمشق. خلال سنوات الحرب، دعمت أنقرة الجولاني بطرق غير مباشرة، وتغاضت عن تنفيذ اتفاقيات “سوتشي وخفض التصعيد” التي تلزمها بإنهاء سيطرة الهيئة على شمال غربي سوريا.

وسمحت لفصائلها بفتح جبهات دعم للهيئة في معاركها مع الجيش السوري. لكن الفترة الأخيرة شهدت توترات بين الهيئة وأنقرة وفصائلها، تجلت في مواجهات شرقي إدلب عام 2020 وانشقاق قادة من الهيئة إلى مناطق سيطرة أنقرة.

في هذا السياق، يشير حسام طالب إلى أن مسار التقارب السوري التركي سيفرض على أنقرة اتخاذ موقف محايد وسحب نقاطها من إدلب، مما يسهل تقدم الجيش السوري نحو معبر باب الهوى وجسر الشغور، ويعني نهاية إمارة الجولاني في إدلب.

ويضيف طالب أن الجولاني يدرك تماماً المشهد السياسي ويشعر بالقلق بعد تخلي الجميع عنه.

في الأول من يوليو، شهدت مناطق سيطرة تركيا في شمال سوريا توترات أمنية واحتجاجات ضد القوات التركية، شاركت فيها مجموعات تابعة للهيئة بإيعاز من الجولاني.

استجابت تركيا لهذه الاحتجاجات بإجراءات صارمة، بما في ذلك إطلاق النار على المتظاهرين وقطع الإنترنت والكهرباء.

أصدرت فصائل الجيش الوطني، مثل “فرقة الحمزة التركمانية” و”فرقة السلطان مراد”، بيانات تدعو للهدوء ودعم القوات التركية، مما عزل الجولاني أكثر.

في ظل رغبة أردوغان في إعادة العلاقات مع دمشق، لم تعارض واشنطن هذه الخطوة بشكل واضح، مما يشير إلى تخليها عن دعم الجولاني.

أوضح حسام طالب أن واشنطن تضع مصالحها مع تركيا فوق وعودها للجولاني، خصوصاً في ما يتعلق بفتح الطريق التجاري بين تركيا وسوريا ودول الخليج.

هذا الطريق يمر عبر معبر باب الهوى، الذي تسيطر عليه حكومة الإنقاذ التابعة للجولاني، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة له.

الظروف الداخلية في تركيا، إلى جانب الظروف الإقليمية والدولية، تجعل التقارب السوري التركي أكثر احتمالاً من أي وقت مضى.

إذ أكد آخر سفير تركي في دمشق، عمر أنهون، أن التعامل مع الرئيس الأسد أصبح ضرورة لحل قضيتي اللاجئين والأمن على الحدود التركية السورية، مما يعزز التوجه نحو هذا التقارب.

أثر برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...