تقرير الوكالة الذرية يثير تحفظ طهران وقلق واشنطن

07-09-2010

تقرير الوكالة الذرية يثير تحفظ طهران وقلق واشنطن

أعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، أمس، في تقرير سرّي وزعه على مجلس حكام الوكالة، عن «القلق المتواصل» ازاء البرنامج النووي الإيراني، واحتمال ارتباطه «حاضراً أو ماضياً» باستخدامات عسكرية. وفيما أوضح التقرير أن طهران قد راكمت منذ شباط 2007، انتاج 2.8 طنّ من اليورانيوم المنخفض التخصيب، و22 كيلوغراماً من المخصّب إلى نسبة 20 في المئة منذ شباط الماضي، ركّز أمانو في فصل كامل، على استبعاد طهران مفتشين من الوكالة، معتبراً أن في ذلك تهديداً لأعمال التفتيش.
وفيما اعتبرت طهران أن التقرير يسيء لسمعة الوكالة الدولية، ويثبت في الوقت نفسه سلمية البرنامج النووي الإيراني، رأى البيت الأبيض أن التقرير «مقلق»ويبين أن إيران تقترب من اكتساب القدرة على صنع سلاح نووي. أما في موسكو، فأكد مسؤول روسي بارز أن أميركا تعرقل اتفاق تبادل الوقود مع طهران.
إلى ذلك، أصدرت الوكالة أيضاً تقريراً حول تطبيق اتفاقية حظر الانتشار النووي في سوريا، ركّزت فيه على موقع دير الزور الذي دمّره الطيران الإسرائيلي في أيلول 2007، واعتبرت أنه «بعد عامين من التحقيقات المحدودة نتيجة نقص التعاون السوري،
من المهم أن تلتزم سوريا مع الوكالة في هذه القضايا من دون تأخير»، موضحة في الوقت نفسه أنه «من غير المستبعد أن يكون الموقع موجهاً لاستخدامات غير نووية».
تقرير الوكالة الذرية
وفي تقرير سرّي من 11 صفحة، وزعته الوكالة على مجلس حكامها، اعتبر أمانو أنه «على أساس مجمل التحليلات التي أجرتها لكل المعلومات المتاحة، تبقى الوكالة قلقة حيال الوجود المحتمل في إيران لنشاطات نووية ماضية أو حاضرة، غير معلن عنها، ومرتبطة بمنظمات عسكرية، بما في ذلك النشاطات المرتبطة بتطوير رأس نووي صاروخي. هناك دلالات على مواصلة بعض هذه النشاطات بعد عام 2004»، كما أشار إلى أن إيران تواصل أنشطة التخصيب «بما يتعارض مع قرارات مجلس الحكام، ومجلس الأمن الدولي.
وفندت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قدرات المنشآت النووية الإيرانية، مفيدة بأن إيران أنتجت 995 كيلوغراماً من اليورانيوم المنخفض التخصيب، بين 23 تشرين الثاني 2009 و6 آب 2010، ما يعني ان مجمل الإنتاج من اليورانيوم المنخفض التخصيب منذ شباط 2007، يصل إلى 2803 كيلوغرامات. كما أكدت الوكالة أن مفاعل تخصيب الوقود في مدينة نتانز، يحتوي على 8856 جهاز طرد مركزياً، يعمل منها 3772 جهازاً، وذكرت أن نسب التخصيب في المفاعل لم تتعد نسبة الـ5 في المئة التي تعلنها طهران.
أما في المفاعل الثاني بنتانز، الذي يحتوي على سلسلتين من اجهزة الطرد المركزي، المخصصة للتخصيب إلى نسبة تصل إلى 20 في المئة، فذكرت الوكالة أنه تم إنتاج 22 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب إلى نسبة 20 في المئة، بين 9 شباط 2010 و20 آب الماضي، كما أشارت إلى تعاون كامل مع السلطات الإيرانية، في مسألة ربط سلسلتي المفاعل، وما يترتب على ذلك من إجراءات رقابية. وأكد التقرير أن نسبة التخصيب في المفاعل لم تتخط تلك المعلنة من السلطات الإيرانية.
وأشار تقرير الوكالة الذرية، إلى مفاعل فوردو في مدينة قم، الذي يتم بناؤه حالياً، ومن المتوقع أن يستوعب حوالى 3000 جهاز طرد مركزي، معتبراً أن إيران لم تقدم «معلومات إضافية حول التسلسل الزمني لبناء المفاعل وهدفه الأصلي»، لكن طهران أجابت بأن الطلب «ليست له أية أسس قانونية»، وأكدت انها أوفت بالتزاماتها تجاه الوكالة.
وعن استبعاد مفتشين للوكالة، ذكّر التقرير بأن طهران رفضت استقبال مفتشيْن «تورطا في تسريب معلومات» سرية للإعلام في 3 حزيران الماضي، لكنه كرّر موقف الوكالة الذي يؤكد على حق طهران في استبعاد مفتشين، مشدداً في الوقت نفسه على «رفض الوكالة للأسس التي اتخذ عليها هذا القرار». واعتبر امانو في التقرير أن «الرفض الإيراني المتكرر لتعيين مفتشين (بعينهم) يهدد عملية التفتيش»، مقراً في الوقت نفسه بقبول إيران تعيين 5 مفتشين جدد في نيسان وآب الماضيين.
- من جهته، اعتبر ممثل إيران لدى الوكالة الذرية، علي أصغر سلطانية، ان التقرير حول برنامج إيران النووي يسيء الى سمعة الوكالة، إلا أنه يؤكد الطبيعة غير العسكرية لهذا البرنامج. وقال سلطانية «بعد سبع سنوات من عمليات التفتيش المتواصلة يشدد هذا التقرير على عدم تغيير النشاطات النووية لإيران لأهداف عسكرية ومحظورة». وتابع المسؤول الإيراني «مع ان هذا التقرير مسيء لسمعة الوكالة من الناحية التقنية، من الواضح ان كل النشاطات النووية لإيران، وخصوصاً في مجال تخصيب اليورانيوم، تتم تحت إشراف الوكالة».
وأضاف سلطانية ان التقرير يؤكد الإنجازات التي تحققت في مجال التكنولوجيا النووية «إضافة الى التزام إيران بأنظمة الوكالة». ورداً على سؤال حول بعض طلبات مجلس الأمن الواردة في التقرير اعتبر سلطانية انها «تفتقر الى الواقعية وتتجاوز معاهدة عدم الانتشار».
أما المتحدث باسم البيت الأبيض، تومي فيتور، فقال إن «تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان إيران، يبين من جديد ان إيران ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية في المجال النووي وتواصل جهودها لتوسيع برنامجها النووي وتقترب من اكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية.»
- إلى ذلك، قال مسؤول بارز في الحكومة الروسية إن الولايات المتحدة تعوق استئناف المحادثات مع إيران بشأن اتفاق لمبادلة الوقود يهدف الى تهدئة القلق بشأن الطموحات النووية لطهران. وعندما سئل عن هذا الاتفاق قال المسؤول للخبراء المشاركين في منتدى «فالداي» بموسكو: «أنا قلق من حقيقة أن الولايات المتحدة أبطأت العملية»، وأضاف ان المطالب الغربية بتخلي إيران عن إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب عديمة الفائدة وبدلاً من ذلك يجب ان تركز القوى الكبرى على منع إيران من الحصول على الوقود الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...