تقرير: العدوان الإسرائيلي المقبل سيغير وجه المنطقة

20-09-2010

تقرير: العدوان الإسرائيلي المقبل سيغير وجه المنطقة

الحرب الإسرائيلية المقبلة المحتملة على لبنان، لن تكون كحرب تموز 2006، بل ستكون «مصيرية، وتغيّر وجه المنطقة برمتها».
بهذا التحذير استهل المدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية جيفري وايت، تقريراً نشره «معهد واشنطن لسيــاسات الشرق الأدنى»، ويحمل عنــوان «الحــرب إن وقعت.. إسرائيل في مواجهة حزب الله وحلفائه».
يؤثر وايت أن يوضح انه لا يتوقع اندلاع الحرب، ولكنه يطرح في تقريره، الذي يقع في 64 صفحة، توقعات لما يمكن أن تكون عليه، قائلاً «إذا اندلعت الحرب مجددا» على الحدود بين لبنان وإسرائيل، «لن يشبه الصراع كثيرا حرب 2006، بل سيكون حادثة، ربما مصيرية، وستؤدي إلى تحول المنطقة بأكملها»، و«خصوصاً بالنسبة للبنان وحزب الله، وربما بالنسبة لسوريا أو حتى إيران».
وقال إن النزاع «سيكون مكثفاً ويطال مساحة تعادل 64 ألف كيلومتر مربع، تشمل مناطق عديدة من لبنان، وإسرائيل، وربما سوريا»، كما أنه سيتضمّن «استخداماً واسعاً للقوى العسكرية، وعمليات عسكرية معقدة، تنجم عنها خسائر فادحة، عسكرية ومدنية، فضلاً عن تدمير كبير في البنى التحتية للأطراف المشاركة في هذا النزاع» المحتمل.
وبعدما أشار إلى أن «نهاية الأعمال الحربية في 2006 شكلت نقطة بداية الاستعدادات للحرب المقبلة» توقع وايت أن يتركز القتال على الحدود الشمالية لإسرائيل وفي جنوب لبنان، مع عدد من «المسارح الثانوية» للمواجهات. وقال إن «حزب الله سيحاول صد الهجوم الإسرائيلي البري في جنوب لبنان بشراسة، فيما سيحاول الإسرائيليون الوصول إلى الليطاني، وإلى ما بعد الليطاني، حيث تتركز صواريخ حزب الله».
وفي محاولة لتصوير «فداحة الخسائر اللبنانية» المتوقعة في أي حرب، قال وايت إن «إسرائيل ستعمد إلى حرق العشب في لبنان بدلا من تشذيبه»، ولفت إلى أن الحسم في الحرب سيكون عن طريق «الاجتياح الإسرائيلي البري».
ومع أن الجيش الإسرائيلي سيكون مستعداً للقتال في المدن والمناطق الآهلة، عوضا عن القتال في الطبيعة، بحسب الخبير الأميركي، فإن الإسرائيليين سيتكبدون خسائر لا يستهان بها في الحرب المقبلة. واعتبر أن «حزب الله سيحاول امتصاص الهجوم الإسرائيلي البري، لكنه لن يتراجع... وستكون معركة الجنوب حاسمة».
وقال وايت إن التوقعات الإسرائيلية تشير إلى أن «حزب الله سيعمد إلى إطلاق ما بين 500 و600 صاروخ يوميا نحو إسرائيل، وهذا كثير». وأشار إلى أن تقنية معظم الصواريخ التي يملكها الحزب أصبحت أفضل مما كانت عليه في 2006.
وبخلاف ما جرى في عدوان 2006، فان «إسرائيل ستعمل على تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية لتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أعمال الحزب».
وختم أن سيناريوهات نهاية الحرب، ثلاثة: الحسم، أو تعب المقاتلين، أو الحل المفروض.
والحسم، حسب وايت، «لا يمكن إلا لإسرائيل تحقيقه، وبذلك إنهاء خطر حزب الله المسلح وإملاء شروطها لإنهاء الحرب». أما في الخيارين الثاني والثالث، فستكون النتيجة عبارة عن «فوضى، مثل نهاية حربي 1973 و2006، وسيعمل المتقاتلون على الاستعداد لحرب أخرى مقبلة».
بدوره، حذر الضابط السابق في الجيش الاميركي والباحث في مركز ابحاث «الأمن الاميركي الجديد» اندرو اكسوم، من أن أي احتلال إسرائيلي للبنان سيكون بمثابة كابوس للإسرائيليين.
وقال أكسوم إن «مصلحة إسرائيل العليا، في حال قتل حزب الله دبلوماسيا إسرائيليا انتقاما لمقتل عماد مغنية أو قام بخطف جندي، تقتضي توجيه ضربات موجعة في غضون ثلاثة أو أربعة أيام».
واعتبر انه في حرب 2006، كان المجتمع الدولي متعاطفا مع الكيان الإسرائيلي في الأسبوع الأول للحرب، ولكن بما أن الخسائر اللبنانية كانت اكبر بكثير من «الخسائر الإسرائيلية»، وبما أن «اللبنانيين هم من أنجح الشعوب في الإنتاج والتعاطي مع الإعلام العالمي، انقلب التعاطف العالمي ضد الدولة العبرية».
وقال انه بناء على تجربة حرب 2006، فإنه «عندما يعد الإسرائيليون انهم سيدمرون الضاحية (الجنوبية لبيروت) تماما، فإن الجميع يصدق أنهم سيفعلون ذلك»، وهذا بحسب الضابط السابق، «يساهم في تعزيز ميزان الرعب والردع بين الطرفين ويلقي المزيد من الضغط الشعبي على كاهل حزب الله لثنيه عن (افتعال) أي حرب».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...