«لجنة المبادرة» تمدّد شهراً وعباس يطرح 4 بدائل

09-10-2010

«لجنة المبادرة» تمدّد شهراً وعباس يطرح 4 بدائل

فرصة إضافية من شهر، منحتها لجنة المبادرة العربية، أمس، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل أن يعتمد واحدا من بدائله الأربعة التي اتفق على التعامل معها كأسلحة «سرية»، وتتراوح بين اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي ومواجهة حق النقض الأميركي أو التنازل عن السلطة الفلسطينية «الأكذوبة» على حد تعبيره. وانتهى اجتماع لجنة المبادرة العربية، بعد ساعتين تقريبا على انعقاده، باعتماد بيان يحمل إسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
إلى ذلك، يلتقي القادة العرب اليوم في مدينة سرت الليبية، في قمة استثنائية ستبحث بشكل خاص الموقف من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في ضوء رفض حكومة بنيامين نتنياهو المطالب الفلسطينية والعربية والدولية بتمديد قرار تجميد البناء في المستوطنات.
وكان اجتماع المجلس الوزاري العربي فشل في الاتفاق على مسودتي إصلاح الجامعة العربية، وتحويلها إعباس بين حمد بن جاسم وموسى خلال اجتماع لجنة المبادرة العربية في مدينة سرت الليبية أمسلى اتحاد، ورابطة دول الجوار، وذلك بعد ثلاث ساعات من النقاش أطاحت تقريبا بفكرة الرابطة وطالبت بتعديلات على الهيكلة، فيما حضر الرئيس الليبي معمر القذافي بشكل مفاجئ الاجتماع، داعيا «إلى حرق مراحل» للوصول إلى إعلان الاتحاد في القمة العربية اليوم.

إلى ذلك، تعقد غدا الأحد القمة العربية - الإفريقية الثانية بمجموعة من الكلمات يبدأها الرئيس المصري حسني مبارك رئيس الدورة السابقة (نسبة لأول قمة عربية إفريقية في القاهرة العام 1977) ويليه القذافي رئيس الدورة الحالية، ثم كلمة من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي تليها كلمتا الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة. ويشارك في القمة حوالي 60 وفدا، بينهم 37 وفدا إفريقيا، يناقشون مع نظرائهم العرب إيجاد شراكة إستراتيجية بين البلدان العربية والدول الإفريقية.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن أن توقيع عقد لبيع إسرائيل 20 مقاتلة أميركية من نوع «أف 35» يحدث «خللا حقيقيا بالأمن في الشرق الأوسط»، معربا عن تخوفه من أن يكون ثمن هذه الصفقة موافقة إسرائيل على تجميد محدود للاستيطان لمدة شهرين. وقال «لم يعد الموضوع إيقاف الاستيطان لشهرين، بل أصبح هناك تهديد للأمن العربي».
- وقبل انعقاد اجتماع لجنة المبادرة تلقى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي يرأس اللجنة، اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وذكرت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ حمد بحث مع كلينتون خصوصا «المسائل المتعلقة باجتماع لجنة المبادرة العربية».
وتضم لجنة مبادرة السلام العربية كلا من قطر رئيسا، ولبنان وسوريا ومصر والسعودية وفلسطين والبحرين والأردن وتونس والجزائر والمغرب والسودان واليمن وسلطنة عمان ودولة الإمارات والأمين العام للجامعة العربية.
ونص البيان الختامي الذي حمله مصاغا صياغة كاملة إلى داخل الاجتماع رئيس وزراء قطر على «تحميل إسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات المباشرة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن نتيجة لاستمرارها في سياستها الاستيطانية غير المشروعة وما يترتب عليها من تداعيات خطيرة».
وأكد البيان «أن استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يتطلب وقفا كاملا للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك في القدس الشرقية». ودعم موقف عباس في هذا الصدد، كما أثنى على مواقف أوباما في التأكيد على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 واستعداد الجانب العربي للتعاون «الكامل مع الإدارة الأميركية لترجمة ما جاء في خطاب الأخير أمام الجمعية العامة» للأمم المتحدة.
وأكد البيان أن السلام مع إسرائيل لن يتحقق إلا بانسحاب الأخيرة الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وإلى حدود 4 حزيران 67 بما في ذلك الجولان السوري المحتل والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وأن يتم التوصل إلى اتفاق لتحقيق ذلك الهدف في موعد لا يتجاوز عام واحد، ورفض أي حلول جزئية أو مرحلية في هذا الشأن.
كما دعا البيان إلى مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم واللاإنساني على قطاع غزة بشكل فوري، وضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري. وختم «بالدعوة لاجتماع اللجنة خلال شهر من تاريخه للنظر في البدائل التي طرحها عباس وتحديدا الخطوات المطلوبة في هذا الشأن».
والبدائل التي طرحها عباس هي:
أولا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ثانيا، إذا لم يتحقق البند الأول نذهب لمجلس الأمن لاستصدار قرار يدعو الدول والمنظمات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 1967.
ثالثا، الذهاب إلى مجلس الأمن وطلب فرض نظام وصاية على الأراضي المحتلة وفقا للمادة 77 من ميثاق الأمم المتحدة.
رابعا، يتمثل بدعوة إسرائيل لإعادة الاحتلال مجددا والتنازل عن هذه المملكة الأكذوبة، ولا حاجة لتزيين الاحتلال كسلطة فلسطينية وذلك وفقا لما ورد على لسان رئيس السلطة.
وكان الاجتماع انتهى «بروح طيبة» وفقا لما قالته مصادر عربية. وقال المندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد أن القرار يحمل الحكومة الإسرائيلية سبب فشل المفاوضات، ويدعم الموقف الفلسطيني أنه لا مفاوضات في ظل استيطان، والمطالبة بوقف كامل للاستيطان شرط لوقف التفاوض.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لـ«السفير» أن البيان لا ينادي بوقف التفاوض أو تجميده، وإنما لا تفاوض في ظل الاستيطان.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال، قبيل اجتماع لجنة المتابعة العربية، «سنجتمع لنشكل بداية النظر في بدائل في إطار أن المفاوضات لم تعط ثمارها». وأضاف «المفاوضات ليست متواصلة الآن ونجتمع في إطار عدم تواصل المفاوضات نظرا للموقف السلبي جدا لإسرائيل وعدم مساعدتها في المفاوضات». وتابع «هناك بدائل كثيرة منها الذهاب إلى مجلس الأمن، ونحن متفقون على هذا الأمر ولكن في الوقت الذي نحدده».
واعتبر المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أن قرار لجنة المتابعة «خطوة غير كافية» لدعم الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. وقال «المطلوب عدم إعطاء أي غطاء لأي شكل من أشكال المفاوضات وضرورة تبني استراتيجية عربية موحدة لدعم المقاومة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب لحماية الثوابت الوطنية والمقدسات».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...