«البوكر العربية» تستبعد الروائيين السوريين من ترشيحات هذا العام

10-01-2013

«البوكر العربية» تستبعد الروائيين السوريين من ترشيحات هذا العام

ستة روائيين يتنافسون على جائزة «بوكر العربية» التي سيعلن الفائز بها في شهر نيسان القادم على هامش معرض الكتاب الدولي في الإمارات إذ أعلنت مساء أمس القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013 في المسرح البلدي بتونس العاصمة، وهم: سنان أنطون، جنى فواز الحسن، سعود السنعوسي، محمد حسن علوان، إبراهيم عيسى، حسين الواد. وتم الكشف عن أسماء الكتّاب الستة في مؤتمر صحفي عُقد بحضور هيئة التحكيم التي يرأسها الكاتب والأكاديمي المصري، جلال أمين وعضوية عدد من الكتّاب والنقاد العرب والأجانب. حفل إعلان القائمة القصيرة الذي أقيم مساء أمس في تونس العاصمة سبقه منذ أيام ندوة للتعريف بالجائزة وإنجازاتها ورهاناتها حضرها عدد من المبدعين والناشرين التونسيين. وتناولت الندوة مرجعيات الجائزة وظروف انطلاقتها ومنجزها ودورها في التعريف بالأدب العربي والثقافة العربية في الخارج من خلال ترجمة الروايات المتوجة. وأكدت المداخلات - حسب ما كتبه كمال الرياحي الروائي التونسي المستشار الإعلامي للجائزة- على أن ورشات الكتابة التي تنظمها الجائزة من شأنها أن تكتشف أصواتا عربية جديدة تحمل مشعل الرواية العربية، وقد أثبتت تلك الورشات بعد ثلاث دورات فعاليتها بوصول عدد من المشاركين فيها إلى القائمتين الطويلة والقصيرة، ومنهم السعودي محمد حسن علوان. وسلطت الندوة الضوء أيضا - تبعاً للرياحي - على المشاركة الخليجية من خلال رواية «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي و»القندس» للسعودي محمد حسن علوان. واعتبرت بعض المداخلات أن الروائي الكويتي يعد مفاجأة الدورة السادسة للبوكر، كما أشارت إلى أن ظهور جيل جديد من الروائيين الخليجيين دليل على تطور الرواية الخليجية. كما اهتمت الندوة بحظوظ النص الروائي التونسي ضمن هذه القائمة الطويلة وقدمت قراءة في رواية «سعادته سيادة الوزير» للروائي حسين الواد المرشحة ضمن القائمة الطويلة، واختتمت بنقاش مع الصحفيين والأدباء حول شروط الترشح للجائزة وما يتعلق بمصداقية ترشيحاتها وحظوظ الرواية التونسية في الوصول إلى القائمة القصيرة.


وقد أثارت جائزة بوكر في نسختها العربية للرواية منذ انطلاقتها في عام 2007 جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والأدبية والإعلامية العربية بين مرحب ومتحفظ وبين من هو ضد هذه الجائزة ليس من حيث المبدأ كـ جائزة أدبية إنما لاعتبارات تتعلق بـ«حيثيات منح الجائزة وشروطها والميادين التي تهتم بها» الأمر الذي جعل روائيين ودور نشر محلية وعربية تحجم عن المشاركة في وقت تتسابق فيه أقلام روائية عربية أخرى إلى المشاركة في تطلعات بالفوز بالجائزة أو على الأقل الوصول إلى «القائمة القصيرة».
 جائزة بوكر العربية حظيت في النسخ الأخيرة باهتمام بالغ لدرجة الاحتفائية وخاصة توفر انتشاراً واسعاً للأعمال الروائية الفائزة لجهة الترجمة إلى لغات مختلفة إضافة الى القيمة المادية التي تمنح للفائز (عشرة آلاف دولار للقائمة القصيرة وخمسين ألف دولار للفائز).
 الجائزة التي سيُعلن اسم الفائز بها في احتفال يقام في أبو ظبي مساء 23 نيسان 2013 عند افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب يعدها نقاد عرب أرفع جائزة أدبية عربية لاقت الكثير من الانتقادات وما تزال مثار أخذ ورد ولم تلق اهتماماً من الأوساط الثقافية السورية على غرار ما تلقاه في المشهد الثقافي العربي وقد خلت ترشيحات الجائزة في النسخ الأخيرة من أعمال روائية سورية وكانت «مديح الكراهية» للكاتب الروائي السوري خالد خليفة وصلت إلى القائمة القصيرة في نسخة 2008 ورواية السوري فواز حداد «المترجم الخائن» ترشحت للقائمة القصيرة في نسخة 2009.
 وكانت القائمة الطويلة للنسخة الحالية من الجائزة ضمت 16 رواية تم اختيارها من بين 133 رواية ينتمي كتابها إلى 15 دولة عربية، تصدرتها لبنان في أربع روايات تلتها مصر بثلاث، بينما دخلت الكويت لأول مرة عبر الكاتب الروائي سعود السنعوسي عن روايته «سائق البامبو» الصادرة عن الدار العربية للعلوم، على حين عاد اللبناني ربيع جابر صاحب بوكر للنسخة الماضية عن روايته «دروز بلغراد» وهذه المرة عن «طيور الهوليداي إن» كذلك يعود واسيني الأعرج الذي سبق أن شاركت روايته «البيت الأندلسي» من خلال «أصابع لوليتا» وإبراهيم نصر اللـه الذي سبق له أن شارك عبر «زمن الخيول البيضاء» يعود هذا العام من خلال «قنديل ملك الجليل».
 
القائمة الطويلة للروايات المرشحة
على القائمة الطويلة لعام 2013
 «يامريم» للعراقي سنان أنطون- منشورات الجمل
 «ملكوت هذه الأرض» للبنانية هدى بركات -دار الآداب
 «يافا تعدّ قهوة الصباح» للفلسطيني أنور حامد - المؤسسة العربية للدراسات والنشر
 «طيور الهوليداي إن» للبناني ربيع جابر - دار التنوير
 «أنا، هي والأخريات» للبنانية جنى فواز الحسن- الدار العربية للعلوم ناشرون
 «سينالكول» للبناني إلياس خوري - دار الآداب
 «حدائق الرئيس» للعراقي محسن الرملي - ثقافة للنشر
 «حادي التيوس» للجزائري أمين الزاوي - منشورات الاختلاف
 «ساق البامبو» للكويتي سعود السنعوسي - الدار العربية للعلوم ناشرون
 «رجوع الشيخ» للمصري محمد عبد النبيّ - روافد للنشر والتوزيع
 «تويا» للمصري أشرف العشماوي -الدار المصرية اللبنانية
 «القندس» للسعودي محمد حسن علوان -دار الساقي
 «مولانا» للمصري إبراهيم عيسى -مؤسسة بلومسبري- قطر للنشر
 «قناديل ملك الجليل» للفلسطيني الأردني إبراهيم نصر اللـه -الدار العربية للعلوم ناشرون
 «سعادته السيد الوزير» للتونسي حسين الواد - دار الجنوب
 «أصابع لوليتا» للجزائري واسيني الأعرج - دار الآداب
 
القائمة القصيرة لـعام 2012
 «شيد المنازل» للروائي اللبنانى جبور الدويهي عن دار النهار اللبنانية، «دروز بلغراد» للروائي اللبناني ربيع جابر، «عناق عند جسر بروكلين» للروائي المصري عز الدين شكري، «العاطل» للروائي المصري ناصر عراق، «دمية النار» للروائي الجزائري بشير مفتي، «نساء البساتين» للروائي التونسي الحبيب السالمي.
 
القائمة القصيرة لـعام 2011
 فاز بالجائزة ربيع جابر عن روايته «دروز بلغراد»
 القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لـعام 2011
 محمد الأشعري (القوس والفراشة) من المغرب، خالد البري (رقصة شرقية) من مصر، أمير تاج السر (صائد اليرقات) من السودان، بنسالم حميش (معذبتي) من المغرب، ميرال الطحاوي (بروكلين هايتس) من مصر ورجاء عالم (طوق الحمام) من السعودية.
 فاز بالجائزة مناصفةً محمد الأشعرى عن روايته «القوس والفراشة» ورجاء عالم عن روايتها «طوق الحمام»
 
القائمة القصيرة لـعام 2010
 عبده خال، ترمي بشرر، السعودية
 ربعي المدهون، السيدة من تل أبيب، فلسطين
 ربيع جابر، أميركا، لبنان
 جمال ناجي، عندما تشيخ الذئاب، الأردن
 منصورة عز الدين، وراء الفردوس، مصر
 محمد المنسي قنديل، يوم غائم في البر الغربي، مصر
 فاز بالجائزة الروائي عبده خال عن «ترمي بشرر»
 
القائمة القصيرة لـعام 2009
 «عزازيل» للمصري يوسف زيدان، «المترجم الخائن» للسوري فواز حداد، «زمن الخيول البيضاء» للأردني إبراهيم نصر الله، «روائح ماري كلير» للتونسي الحبيب السالمي، «الحفيدة الأميركية» للعراقية أنعام كجه جي، «جوع» للمصري محمد البساطي.
 فاز بالجائزة الروائي المصري يوسف زيدان عن «عزازيل»
 
القائمة القصيرة لـعام 2008
 أرض اليمبوس للياس فركوح (الأردن)، مديح الكراهية لخالد خليفة (سورية)، مطر حزيران لجبران الدويهي (لبنان)، واحة الغروب لبهاء طاهر (مصر)، تغريد البجعة لمكاوي سعيد (مصر)، أنتعل الغبار وأمشي لمي منسى (لبنان).
 فاز بالجائزة الروائي المصري بهاء طاهر عن «واحة الغروب»
 
شروط
 يذكر أن «بوكر العربية» هي جائزة سنوية خاصّة بجنس الرواية الأدبي، ولا يمكن للمؤلّف أن يرشّح روايته بنفسه، بل ينبغي لدار النشر أن تتولى عملية الترشيح، على أن يتمّ ذلك بالتشاور معه وبموافقته، وذلك ضمن مجموعة من الشروط، منها:
 لا يمكن أن تُرشّح سوى الأعمال المكتوبة بالعربية
 لا تتأهل الروايات العربية المترجمة من لغة أخرى
 ينبغي أن يكون الروائي الذي تُرشّح أعماله على قيد الحياة
 لا تُقبل المخطوطات ولا يحق للكاتب سوى الترشّح بعنوان واحد
 ينبغي للرواية المرشّحة أن تحترم حقوق الملكية الفكرية وقوانين المطبوعات والنشر سارية المفعول في مكان نشرها.

  د. حسن حميد و«مدينة اللـه»
 
«بوصفي واحداً من كتاب الرواية العربية»، وبوصفي أيضاً «واحداً ممن يعطون للجوائز أهمية كبرى» كنت متطلعاً إلى أن تكون هذه الجائزة «البوكر العربية» عنواناً وغاية وطموحاً للكتاب العرب، وقد جربت المشاركة في هذه المسابقة من خلال الحوار الذي دار ببيني وبين ناشر روايتي «مدينة الله» ماهر الكيالي- «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» الذي قال لي: إن خبراء المخطوطات في داره أوصوا بترشيح هذه الرواية باسم الدار لهذه المسابقة؛ «البوكر العربية»، وقد علمت فيما بعد وفي أثناء المداولات «القراءات الأولى للروايات المشاركة» إن روايتي «مدينة اللـه» الموقوفة على حديث «سرّاني» و«غير سرّاني» على مدينة القدس أنها استبعدت لسبب بسيط أنها «رواية مشاكل» وأنها رواية تؤذي مشاعر من سيقومون على ترجمتها إلى اللغات الأخرى إذا ما فازت، وأنهم - خبراء القراءة - سرّوا وتمتعوا بقراءتها فنياً.
 كنت أظنبأن هذه الجائزة جائزة عربية وجائزة موضوعية وجائزة تنظر إلى الجميع بعين المساواة، وأنها تنظر إلى «موضوع الرواية وفنيتها» بالتساوي فلا تغلّب أحدهما على الآخر، ولكن ما حدث أن الموضوع الفلسطيني «الذي يؤذي مشاعر الإسرائيليين والمترجمين إلى اللغات الأخرى» حال دون أن تختار الرواية «على الرغم من أهميتها الفنية» كما قالوا لتكون بين الروايات المميزة عربياً.
 بالطبع ومنذ سنوات وبعد أن تم الكشف عن تمويل هذه الجائزة وهو تمويل بريطاني «توجيهاً» وعربي خليجي «دفعاً» أحجمت أنا وغيري «ونحن أكثرية» عن المشاركة في هذه الجائزة لأن أهدافها وغاياتها وشروطها تريد أمرين: عدم الحديث عن ما سميناه الصراع العربي الصهيوني، والثاني: أن تتوجه للحديث عن المشكلات العربية (السلطة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، الأقليات، المذهبيات... إلخ).
 مثل هذه التشريط يجعل الروايات تخرج من فوهة واحدة مثلما تخرج الرصاصات من فوهة واحدة وهنا ليست مهمة اليد التي تضغط الزناد.
 أعرف أنه من الغباء أن يقاطع أديب جائزة أدبية تعنى بالأدب «الرواية هنا»، ولكن من الغباء على الأديب أن يقع في مطبين: المطب السياسي، والمطب الأخلاقي.
 
                                                                                                                           علي الحسن : الوطن  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...