الرقص يساعد مرضى «ألزهايمر»

21-03-2013

الرقص يساعد مرضى «ألزهايمر»

أشارت دراسات حديثة إلى أنّ ممارسة الرقص قد تعود بالنفع على مرضى الخرف، لأنها تساعد على تنشيط وظائف مختلفة للدماغ.
وفي هذا الصدد، قال عميد كلية الخدمات الصحية والإنسانية في جامعة «جورج ماسون» في ولاية فيرجينيا الأميركية توماس بروهاسكا انّ المرء «لا يكتشف من خلال الرقص قدرة حركية وحسب، لكنه يستمع إلى الموسيقى ويحرك جسده في انسجام تام معها»، مضيفاً «يبدأ (من يمارس الرقص) في فهم طبيعة الحركة وتتابعها، وبالتالي تتحسن لديهم مهارات معرفية، والتي لا تظهر بشكل طبيعي في صور أخرى للعلاج».
ويتابع قائلاً انّ «نظام الرعاية الصحية بحاجة فعلية إلى الاهتمام أكثر بالوقاية من الأمراض لدى كبار السن وبتحسين صحة الأفراد، ومساعدتهم على الحفاظ عليها»، موضحاً أنّ «المعلومات والتجارب المحدودة التي شهدناها تشير بوضوح إلى أن لدينا شيئا مهما جداً لم نعطه الاهتمام الكامل» سابقاً.
وفي الإشارة إلى بعض التجارب، حاولت شولا ستراسفيلد، مثلاً، السيطرة على مشاعرها وهي تصف كيف تقوم بالرقص مع والدها البالغ من العمر 92 عاماً، والذي يعاني الخرف ويجلس على كرسي متحرك.
وقالت «ذهبت لزيارته لمناسبة عيد ميلاده، ورقصنا معاً. وقمنا بتشغيل بعض الموسيقى، وكنت أقوم بتحريك كرسيه يميناً ويساراً. وبدت على وجهه نظرة لا تقدر بثمن»، مضيفة «ومع أنه نسي في اليوم التالي ما حدث، إلا ان روحه وجسده بدا أنهما يتذكران ذلك. لقد تبدلت نفسيته بفضل هذه التجربة، كان أكثر يقظة، وأكثر نشاطاً، وتمنيت أن أستطيع القيام بذلك كل يوم».
بدورهم، اعتبر الباحثون أن مثل هذه التجربة للتواصل مع الوالد من خلال الرقص قد تكون لها ميزة علمية، حيث تؤكد على أنّ الرقص يفيد مرضى الخرف لأنه ينشط العديد من وظائف الدماغ المختلفة.
من جانبها، تقول مديرة البرامج في قسم البحوث السلوكية والاجتماعية في «المعهد الوطني للشيخوخة» في الولايات المتحدة ليز نيلسون انّ «معظم الدراسات التي حاولت شرح هذه الآثار لم تلتزم حقاً بالمعايير الصارمة للبحث العلمي»، مضيفة «كما أنه لا يوجد سوى عد قليل من الدراسات التي قدمت تحليلاً يتعلق بالفائدة مقابل التكاليف. فإذا أردنا أن نكون قادرين على تمويل برامج فنية، وتشجيعها، حتى يتبناها المجتمع على نطاق أوسع، فنحن بحاجة إلى أن نظهر الفوائد الصحية». وهذا هو السبب الذي دفع المعهد الوطني للشيخوخة، وفقاً لها، إلى تمويل الأبحاث الجديدة حول الطرق التي يمكن من خلالها للفنون مساعدة كبار السن صحياً.
وتعتبر نيلسون أنه «على أحد المستويات، نحن مهتمون ببعض الآليات الأساسية، مثل الأشياء التي يمكن أن نفحصها من خلال علم الأعصاب، أو العلوم الأخرى، والتي يمكن أن تفسر كيفية تحسين الفنون للصحة»، لافتة إلى أنه «على مستوى آخر، نحن نهتم أيضاً بكيفية التوصل إلى برامج يمكن من خلالها التأثير في صحة الناس، وإذا وجدنا أن هناك برنامجا محددا يقدم مثل هذه الفوائد الصحية، فسوف نعمل على معرفة كيف يمكن لكثير من الناس أن يصلوا إليه».
وفي هذا الإطار تعتبر المديرة التنفيذية للمركز الوطني الأميركي للشيخوخة الإبداعية غاي هانا أنّ الفنون «تمثل جزءاً جوهرياً من أنفسنا، فنحن كائنات جمالية، وهذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع العالم». ومع زيادة الحاجة إلى الرعاية الصحية الفعالة، تعتقد هانا أن الفنون ستلعب دوراً أكبر في الوصول إلى شيخوخة صحية.
وللتأكيد على أهمية تثبيت هذه الفرضيات بشكل متقدم أكثر، فقد حذّر تقرير جديد صدر عن بحث أجرته «مؤسسة الأكاديميات الوطنية الأميركية» حول الفنون والشيخوخة من أن أعداد الأميركيين المصابين بمرض الزهايمر سوف تزيد إلى أكثر من الضعف بحلول العام 2050، وذلك من 5,1 ملايين شخص اليوم، إلى 13,2 مليون شخص خلال تلك الفترة، وهذا ما يدعو إلى البحث عن وسائل علاجية أقل كلفة.

(«بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...