المفاوضات النووية تجدد تهديدات إسرائيل لإيران كيري لنتنياهو: لا تعترض قبل معرفة التفاصيل

12-11-2013

المفاوضات النووية تجدد تهديدات إسرائيل لإيران كيري لنتنياهو: لا تعترض قبل معرفة التفاصيل

دخل التوتر في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية مرحلة جديدة بتصاعد التراشق الإعلامي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركية جون كيري بشأن التسوية المقترحة مع إيران في الشأن النووي. وشرع المعلقون في الحديث عن عودة القيادة الإسرائيلية للتهديد علناً بالضربة العسكرية كمخرج وحيد من الأزمة مع إيران. وفي ما يشبه التهديد بضربة عسكرية منفردة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشي يعلون إنه «إذا أردتم تجنب الضربة العسكرية، فلا ينبغي تخفيف العقوبات المفروضة على إيران».
وكان كيري الذي لم ترق له تصريحات العرقلة الإسرائيلية لمساعي التسوية الغربية مع إيران، قد طالب نتنياهو بالتزام الصمت بانتظار أن يعرف التفاصيل قبل الاعتراض. وقال إن على نتنياهو «أن يفهم أنه لم يُبرم اتفاق مع إيران بعد»، وأن «الاعتراض الجوهري سابق لأوانه». وطالب كيري نتنياهو بالتريث لأن «وقت الاعتراض على الصفقة يحين عندما ترى تفاصيلها». كيري خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في أبو ظبي أمس (أ ف ب)
وشدد كيري على أن واشنطن ليست في سباق مع الوقت لإتمام الصفقة مع إيران، مشيراً إلى قناعته بأن «أي اتفاق سيتم التوصل إليه في المستقبل سيحمي إسرائيل ولن يقوض العلاقات مع الحلفاء العرب». وشدد كيري على طمأنة حلفائه العرب بالقول «إننا سندافع عن حلفائنا في المنطقة ضد أي تهديد خارجي».
وجاءت أقوال كيري هذه رداً على تصريحات نتنياهو بشأن المفاوضات مع إيران وبعد اتصاله هاتفياً بعدد من القادة الدوليين وبينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لحثهم على عدم التوقيع على اتفاقات مع إيران. وقال نتنياهو عن مكالماته مع هؤلاء «قلت لهم إنه بحسب المعلومات لدى إسرائيل، فإن الصفقة البادية سيئة وخطيرة، ليس فقط لنا بل أيضاً لهم. واقترحت أن يتريثوا وأن يدرسوا الأمر بعمق، وحسناً أن هذا كان قرارهم. سنبذل كل ما بوسعنا لإقناع الزعماء بتجنب التوصل إلى اتفاق سيئ».
وقد رد نتنياهو على كلام كيري بشأن عدم معرفة تفاصيل الصفقة قائلاً «أنا مطلع على تفاصيل الاقتراح المقدم للإيرانيين». وأضاف في حديث أمام مؤتمر «الفدرالية اليهودية»، الذي عقد أمس في القدس، أن «المقترح الآن هو صفقة تحتفظ فيها إيران بقدراتها. ويمكن لإيران أن تحتفظ بأطنان من اليورانيوم المخصب بدرجة متدنية. وبوسعهم خلال شهور أو أسابيع إنتاج قنبلة». وأكد أن الصفقة «سيئة وخطيرة. ويمكنها أن تقود إلى وضع تنهار فيه العقوبات».
وأضاف نتنياهو أن «الأمر الأهم هو ضمان أمن الدولة اليهودية ومستقبلها... فالمسألة هي البقاء اليهودي، وعن بقاء الدولة اليهودية لا أسكت أبداً. هذا وقت النهوض والكلام». وحاجج أنه حتى إذا تم توقيع الاتفاق فإن «إيران لن تتراجع عن قدرتها لإنتاج سلاح نووي، ولكن القوى العظمى ستتراجع عن تطبيق العقوبات».
وشدد على وجوب بقاء الخيار العسكري على الطاولة، «فالجمع بين العقوبات المشلة والخيار العسكري هو ما يوفر القوة لوقف إيران. نحن بوسعنا فعل ذلك. فكرة الدولة اليهودية هي تمكين اليهود من الدفاع عن أنفسهم. علينا حماية دولتنا دائماً»، بحسب قوله.
وقد حاول نتنياهو أمس خفض لهب الخلاف مع كيري بإعلانه عند استقباله وزير الخارجية البلجيكي ديديا ريندر أن «الهدف المشترك لإسرائيل والولايات المتحدة هو منع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية»، مضيفاً أن «هذا هو الوقت لتحسين الصفقة. إيران تعيش في ضائقة اقتصادية ويمكن التوصل إلى صفقة أفضل».
وأمام «الفدرالية اليهودية» ذاتها أعلن يعلون «إذا أرادوا تجنب الخيار العسكري فلا ينبغي أن يخففوا العقوبات المفروضة على إيران». وأشار إلى «أننا نؤمن بأن النظام الإيراني يجب أن يقف الآن أمام معضلة القنبلة أو البقاء. ونحن لسنا بعيدين عن تحقيق ذلك بفضل العقوبات الشديدة، لكننا نرى من جهة محادثات ديبلوماسية تهدف للتخفيف من العقوبات أكثر مما توقعنا، ومن جهة أخرى احتفاظ إيران بقدرتها على تخصيب اليورانيوم». واعتبر يعلون أن ذلك قد يؤخر قليلاً نشاط إيران النووي العسكري، ولكن «ليس لزمن طويل». وقال «ما دام لديهم القدرة على تخصيب اليورانيوم، فإن بوسعهم التقدم تقدماً مثيراً خلال بضعة شهور».
ومعروف أن القوى العظمى المفاوضة لإيران، بمن فيهم أميركا، تصر على وقف إيران نشاطها في مفاعل «أراك»، الذي يعمل بالمياه الثقيلة، والذي قد يستخدم مستقبلاً لإنتاج البلوتونيوم الضروري لإنتاج قنابل نووية. وشدد الأميركيون أمام الإيرانيين على أنهم لا يعرفون أي استخدام لمفاعل المياه الثقيلة في المشاريع النووية للأغراض السلمية. وتوضح جهات أميركية أن «قضية مفاعل أراك مهمة لجميع القوى، وهي قلقة من ذلك». وتقول تلك الجهات «نحن نريد أن نضع المزيد من الوقت على الساعة بشأن تقدم منشأة أراك».
ومن جهتها، ترى إسرائيل أن إصرار إيران على مفاعل «أراك» ليس سوى محاولة لإنشاء مسار إضافي لإنتاج السلاح النووي، بموازاة مساعي تخصيب اليورانيوم. وتقول إسرائيل إنه برغم أن مفاعل «أراك» لن يدخل الخدمة قبل نهاية العام المقبل، إلا أن الإيرانيين قد يستخدمون منتجاته لبناء قنبلة نووية على أساس البلوتونيوم.
عموماَ، تعتبر موافقة إيران أمس للوكالة الدولية للطاقة النووية على تفتيش مفاعل «أراك» محاولة لتجسير المواقف مع الغرب بعد سنوات طويلة كانت ترفض فيها مثل هذا التفتيش.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...