انتخابات مصر: السيسي يكتسح بـ%95

29-05-2014

انتخابات مصر: السيسي يكتسح بـ%95

جاءت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية صادمة، بعدما خالفت التوقعات السابقة بشأن المنافسة المحتملة بين المرشحين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، وذلك بحصول المشير على 95 في المئة من الأصوات، بعد فرز حوالي 15 في المئة من اللجان الانتخابية الفرعية.
وبالرغم من أن التوقعات السابقة كانت تشير إلى أن السيسي، المدعوم من قبل كافة أجهزة الدولة والإعلام، قادر على حسم السباق الانتخابي بسهولة، إلا أن هذا الاكتساح، وما رافق العملية الانتخابية من جدل حول نزاهتها، أثار الشكوك بشأن الأرقام المعلنة، والتي تعيد الى الأذهان أرقام الانتخابات الرئاسية أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ولعلّ مصدر التشكيك في الأرقام، التيمؤيدات للسيسي يحتفلن بفوزه في حي شبرا في القاهرة امس (رويترز) بدت غير طبيعية، لا يقتصر على نسبة الأصوات الكاسحة التي حصل عليها السيسي، وإنما في نسبة المشاركة المعلنة من قبل المصادر الرسمية في ختام اليوم الثالث من التصويت، والتي بدت مناقضة لمشهد اللجان الخالية من الناخبين على امتداد المحافظات المصرية.
وفي ما يتعلق بالنتائج التي حصل عليها المرشحان، فقد كان غريباً الفرق الشاسع في الأصوات بين المرشحَين، خصوصاً أن صباحي، المدعوم من قوى الثورة وشبابها، قد خاض الانتخابات الحالية برصيد يقارب خمسة ملايين صوت حصدها في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية الماضية (2012)، والتي شهدت تنافساً بين 13 مرشحاً، مسجلاً المركز الثالث من بين أربعة مرشحين «أقوياء» في حينه (محمد مرسي، احمد شفيق، عبد المنعم ابو الفتوح، وعمرو موسى)، فيما لا يتوقع أن يحصل في هذه الانتخابات على اكثر من مليون صوت على أبعد تقدير في حال استمر منحنى النتائج على المسار الذي بيّنته النتائج الأولية.
أما في ما يتعلق بنسبة التصويت، فقد بدت غريبة الأرقام التي تحدثت عنها مصادر في وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات والتي تراوحت ما بين 40 و43 في المئة اجمالي عدد الناخبين المسجلين، والبالغ عددهم حوالي 53 مليون مصري، وهي أرقام تتناقض مع مشاهدات المراقبين حول الإقبال الضعيف الذي شهدته مراكز الاقتراع خلال اليومين الأولين للتصويت، والتي أكدتها وسائل الإعلام المصرية وحالة الهستيريا التي انتابت أجهزة الدولة ومعسكر السيسي، وحتى في اليوم الثالث الذي أقرّته اللجنة الانتخابية لإنقاذ المشير من فضيحة مؤكدة.
ولعلّ النتيجة غير المنطقية التي حققها السيسي، بالإضافة إلى ملابسات تمديد فترة التصويت ليوم ثالث وحشد أجهزة الدولة المختلفة لصالح المشير، تعزّز الشكوك بحصول عمليات تزوير، تحدثت عنها حملة صباحي منذ يوم أمس، وحتى صباحي نفسه، الذي أكد حصول عمليات «تسويد» و«حشد جماعي» ناهيك عن الاعتداءات التي تعرض لها مندوبوه، والتي دفعت بالحملة إلى سحبهم من مراكز الاقتراع في اليوم الثالث للتصويت.
وفي حصيلة أولية أوردتها قناة «النيل» الرسمية لنتائج فرز في 2000 لجنة انتخابية (14.3 في المئة من اللجان)، حصل السيسي على 4 ملايين و215 ألفاً و699 صوتاً من أصل 4 ملايين و 515 الف 985 صوتاً (بنسبة 93.35 في المئة)، فيما حصل صباحي على 133 الفاً و548 صوتاً (بنسبة 2.95 في المئة)، فيما بلغ عدد الاصوات الباطلة 166 الفاً و738 صوتاً بنسبة (3.7 في المئة).
وبحسب ما رصدته وسائل الإعلام المصرية من أرقام أخرى، فإن السيسي يتجه للفوز بنحو 95 في المئة من الأصوات.
أما نسبة التصويت فقد تراوحت رسمياً بين 40 في المئة، وفقاً لمصادر في اللجنة العليا للانتخابات، و43 في المئة وفقاً لمصادر في وزارة الداخلية، لكن مراكز احصائية مستقلة رجّحت عدم تجاوز النسبة 30 35 في المئة، برغم الجهود التي بذلتها أجهزة الدولة على كافة مستوياتها، ووسائل الإعلام التي انحاز معظمها إلى السيسي، وكبار رجال الأعمال لحث المصريين على التصويت، والتي بلغت ذروتها مساء أمس الاول، عبر قرار اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة التصويت يوماً جديداً.
وأثار قرار اللجنة العليا جدلاً حاداً، خصوصاً أن معظم المراقبين فسّروه بأنه دليل واضح على الانحياز للسيسي، ومؤشر على توجه أجهزة الدولة إلى التلاعب بالأصوات، ما دفع بمؤيدي صباحي إلى مطالبته بالانسحاب.
لكن صباحي قرر استكمال السباق الرئاسي، حيث طلب من مندوبيه عدم الذهاب إلى اللجان الانتخابية.
ولفت صباحي، في بيان أصدره فجر أمس، بعد مداولات طويلة وصعبة، إلى أن مندوبيه تعرضوا للتضييق منذ البداية، مشيراً إلى أن الانتهاكات التي تعرضوا لها بلغت ذروتها خلال اليومين الأولين من عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية.
وقال صباحي في بيانه: «تعرّضنا لحجم واسع من الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات، بدءاً من تعقيد إجراءات استخراج أوراق الوكلاء والمندوبين في مختلف اللجان الانتخابية، وتعرض كثير منهم للمنع من أداء دورهم ومن الدخول إلى اللجان بواسطة ضباط من قوات الجيش والشرطة، وطرد كثير منهم أثناء ممارستهم دورهم في مراقبة العملية الانتخابية، فضلا عن الاعتداء والقبض عليهم، وعدم تمكينهم من إثبات وتحرير شكاواهم في محاضر رسمية».
وأشار إلى أنه «تم رصد قدر من حالات التصويت الجماعي والتسويد في عدد من اللجان في محافظات مثل الدقهلية وسوهاج وأسوان ودمياط وغيرها، بالإضافة إلى قدر واسع من الدعاية المضادة والترهيب أمام اللجان، فضلاً عن التحرّش والتضييق الذي طال شخصيات عامة لها إسهاماتها في كافة المجالات أثناء تصويتهم بسبب موقفهم الداعم لنا».
كما وجّه صباحي، كلمة مسجلة عصر أمس، إلى الشعب المصري وأعضاء حملته الانتخابية، لتوضيح أسباب قراره بالاستمرار فى المعركة الانتخابية، مشيراً إلى أنه استمع إلى كل آراء حملته بشأن قرار الانسحاب، وأنه يقدّر الدوافع النبيلة لتلك الدعوات.
وأضاف صباحي فى كلمته، أنه خاض الانتخابات الرئاسية حتى تصل الثورة إلى السلطة، وبناء قوة لتيار ديموقراطي يؤيد العدالة الاجتماعية، وأن يكون الشعب المصري قادراً على الاختيار والفرز.
وطالب صباحي مؤيديه بأن يتفهموا أن الانسحاب لا يليق بهم، مؤكدا أنهم خاضوا الانتخابات الرئاسية وهم على علم بأنهم أمام تحد ولابد من استكماله، مضيفاً: «لا يصح أن نخذل كل صوت نبيل وراءه قصة بطولة حقيقية ونيّة طيبة في مواجهة انحياز الدولة ورأس المال والإعلام إلى المرشح المنافس».
وتابع صباحي «نحاول أن نحفر طريقاً صعباً فى الصخر، وديموقراطية تليق بنا، ومستعدون لدفع الثمن، فشباب الحملة أثبتوا أنهم في منتهى البسالة والنبل والعطاء، وحققوا انتصاراً على تجهيزات هائلة أعدتها جهات تريد العودة إلى دولة الفساد وحاولت فرض أوهام على المصريين»، مشدداً على أن «الانسحاب خذلان لا يليق بنا».
ولفت صباحي إلى أن «هناك أطرافا متربصة وجماعات تكفيرية تريد مزيداً من الفوضى، لذلك لابد أن يؤخذ الوطن في الاعتبار قبل أي قرار»، مشيراً إلى أن موقفه النهائي من العملية الانتخابية ونتائجها سيكون في ضوء كل ما تقدم.
من جهته، قال مسؤول الاتصال السياسي في حملة صباحي، أحمد العناني، في حديث إلى «السفير» أن «مسؤولية الفرز وإعلان النتائج النهائية تتحملها اللجنة العليا للانتخابات، والأجهزة الأمنية التى أشرفت على تأمين العملية خاصة بعد قرار اللجنة بمدّ فترة التصويت إلى يوم ثالث».
وأضاف العناني أن»الحملة قدمت بلاغات عدة في محافظات مختلفة ترصد تجاوزات وانتهاكات لمندوبينا داخل اللجان الانتخابية وخارجها، وبانتظار نتائج التحقيق فى تلك البلاغات ستتخذ الحملة قراراها بشأن النتيجة النهائية بعد إعلانها».

أحمد علام

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...