انتخابات مصر: تمديد التصويت ليوم إضافي وحملة صباحي تلوّح بالانسحاب

28-05-2014

انتخابات مصر: تمديد التصويت ليوم إضافي وحملة صباحي تلوّح بالانسحاب

بدا أمس أن طريق عبد الفتاح السيسي إلى قصر الاتحادية لن يكون بالسهولة التي تصوّرها كثيرون، فقد خالف المصريون كل التوقعات، ورفضوا منح المشير تفويضاً انتخابياً مطلقاً، على غرار تفويض "مكافحة الإرهاب" الذي منحوه إياه في السادس والعشرين من تموز العام 2013، فكانت مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية طوال يومين دون المستوى المأمول، وهو ما دفع أجهزة الحكم الى محاولة احتواء الأمر عبر سلسلة إجراءات، كان أبرزها تمديد فترة التصويت ليوم إضافي.
وكانت أجهزة الدولة المصرية في سباق مع الزمن، أمس، لدفع المواطنين إلى المشاركة في اليوم الثاني للتصويت في الانتخابات الرئاسية، بعدما أظهرت مؤشرات نسبة المشاركة في اليوم الأول اقبالاً متواضعاً غلب عليه الحضور النسائي، وهو ما يهدد بعدم الوصول إلى أرقام انتخابات 2012 (25 مليون ناخب فاز الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين" بنصفها تقريباً).
رغم أن المؤشرات الأولية للانتخابات الرئاسية تصب في مصلحة السيسي، إلا أن الأخير قد يجد نفسه في ورطة، بسبب ضعف نسبة المشاركة في الانتخابات، فالرجل الذي تحوّل إلى "زعيم للأمة"، بحسب ما يقول كثيرون، بعد انحيازه لإرادة الشعب في "ثورة 30 يونيو"، وقت كان وزيراً للدفاع، مطالَب اليوم بالحصول على أصوات أكثر من التي حصل عليها مرسي في انتخابات 2012، وأكثر من التي شاركت في الاستفتاء الأخير على الدستور، ليثبت للرأي العام الدولي أنه جاء بإرادة شعبية.
ومن الواضح أن الإقبال المتدني على التصويت خلال اليومين الأصليين من التصويت - والذي يرجح المراقبون أن يستمر على هذا النحو في الوقت الإضافي الذي أقرته اللجنة الانتخابية العليا - شكل انتكاسة مبكرة للسيسي، دفعت ببعض المقربين منه إلى تسريب معلومات عن شعوره بـ"خيبة أمل" و"اكتئاب"، فيما كان آخرون، بينهم الصحافي مصطفى بكري، يطلقون تحذيرات من احتمال اعتذاره عن قبول منصب الرئاسة حتى ولو فاز بغالبية الأصوات، – من دون أن تتضح مدى جدية تلك الأقاويل.
لكن الأهم، وفقاً لما بدأ يتردّد منذ الأمس في مصر، أن الانتكاسة الفعلية ربما تكون لعملية التحول الديموقراطي، بعدما بدا أن قرار تمديد فترة التصويت يستهدف تعزيز موقف السيسي، المدعوم من قبل أجهزة الدولة المصرية (العسكرية، والأمنية، والإدارية) ورموز عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، في مواجهة منافسه حمدين صباحي المدعوم من قوى "ثورة 25 يناير".
وجاء قرار تمديد فترة التصويت تتويجاً لسلسلة إجراءات اتخذتها السلطات المصرية منذ اليوم الأول للتصويت (أمس الاول)، حيث قررت الحكومة منح الموظفين يوم عطلة إضافياً امس، لدفعهم إلى المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، وجعلت وسائل المواصلات العامة مجانية خلال يومي الانتخابات، فيما كانت عربات الجيش تطوف الشوارع بمكبرات الصوت لحث الناخبين على النزول، في حين كان الإعلاميون يناشدون – كل على طريقته – المواطنين أن يشاركوا بكثافة في التصويت، من دون أن يخفي معظمهم صدمتهم من الانتكاسة الانتخابية تلك.
وفي حين قالت مصادر قضائية لـ"السفير" إن عدد المصوتين حتى مساء يوم أمس لم يتجاوز عشرة ملايين ناخب، فإن تقديرات أخرى رجحت أن يكون الإجمالي ما بين 15 و20 مليون ناخب، فيما قال الأمين العام للجنة العليا للانتخابات عبد العزيز سالمان، في بيان صدر بعد ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، إن "نسبة المقترعين بلغت نحو 37 في المئة"، بينما اكتفت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية بالقول إن التصويت يوم أمس كان ضعيفاً، بينما كان في اليوم الأول متوسطاً.
وفي محاولة لجذب المزيد من المصوّتين لتوفير الغطاء الشعبي.
وكان لافتاً أن حملتي السيسي وصباحي سارعتا إلى الاعتراض على قرار تمديد التصويت، برغم أنهما تسابقتا طوال اليومين السابقين على دعوة المواطنين إلى عدم اتخاذ موقف سلبي من الانتخابات والتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع.
ومن غير الواضح ما إذا كان اعتراض حملة السيسي على قرار اللجنة العليا مجرّد مناورة لحفظ ماء الوجه، خصوصاً أن القرار يصبّ في مصلحة مرشحها.
أما اعتراض حملة صباحي فيبدو منطقياً، في ظل ما رصدته خلال اليومين الماضيين من "تجاوزات" لمصلحة المرشح المنافس، "أعادت إلى الأذهان تجاوزات عهد مبارك"، بحسب ما صرّح أحد المتحدّثين باسمها.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت حملة صبّاحي تناقش الخيارات المتاحة للتعامل مع ما وصفته بالانحياز الكامل من قبل أجهزة الدولة لمصلحة المرشح المنافس.
وعلمت "السفير" من مصادر في حملة صباحي قولها إن ثمة بدائل عدّة تدرس في الوقت الراهن للتعامل مع قرار تمديد التصويت، مشيرة إلى ان انسحاب صباحي من الانتخابات هو من بين تلك البدائل.
وأعرب الأمين العام لـ"حزب الكرامة" محمد بسيوني، وهو أحد المتحدثين باسم حملة صباحي، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم"، عن رفض قرار تمديد التصويت، واصفاً ذلك بأنه «تلاعبٌ في نتيجة الانتخابات».
وأوضح بسيوني أن «الحملة قدمت طعناً رسمياً للجنة العليا للانتخابات، وذلك من أجل إثبات موقفها الرافض لمد فترة التصويت.
وتعقيباً على ما تردد بشأن احتمال انسحاب صباحي، قال عبد العزيز سالمان، في مداخلة تلفزيونية ليل أمس، إنه "في حالة انسحاب أحد المرشحين سيتم فرز الأصوات بشكل عادي وإعلان الفائز". وأشار إلى أن "اعتراضات المرشحين على قرار مد فترة التصويت معروضة الآن على اللجنة، وسنتخذ بشأنها القرار الملائم".

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...