بريت مارلينغ.. صعود ممثلة ملتزمة

01-08-2013

بريت مارلينغ.. صعود ممثلة ملتزمة

من عالم المال والأعمال، القادمة إليه من دراسة جامعية في الاقتصاد، انتقلت الشابّة الأميركية بريت مارلينغ إلى السينما. المولودة في شيكاغو في السابع من آب 1983، باتت اليوم إحدى الممثلات الجميلات اللواتي ينطلقن من هوليوود إلى العالم، وإن اشتغل بعضهنّ في مجالات «نضالية» عبر الفيلم الوثائقي. اختصاصها الأكاديمي في جامعة «جورجتاون» منحها القدرة على العمل كمحلّلة في إحدى الشركات المالية المعروفة، «غولدمان ساش»، وإن لفترة قصيرة امتدّت على مدى صيف واحد. عثرت في السينما على ما أرادته: الوقوف أمام الكاميرا لمعاينة الواقع الإنساني، هنا وهناك.بريت مارلينغ في لقطة من «شرق» لزال باتمانغليج (عن «إنترنت»)
خطواتها الأولى معقودة على التمثيل والإنتاج والكتابة. هذا ما جعلها تتعامل، منذ البداية، مع من تعاملت معه حالياً في فيلمها الروائي الطويل الجديد «شرق»، وهو للمخرج زال باتمانغليج. التعاون الأول بينهما أنتج «صوت صوتي» (Sound Of My Voice)، في العام 2011، بعد مشاركتها كممثلة في فيلمين قصيرين. التعاون الثاني بينهما حديث الإنتاج، في «شرق» (2013)، تؤدّي فيه دور امرأة تعمل لحساب مؤسّسة صناعية ضخمة، تكلّفها بتنفيذ مهمة سرّية وخطرة تتلخّص بالانضمام، من دون كشف هويتها الفعلية، إلى مجموعة تحمل إسم «شرق» (East) تمارس الإرهاب الصناعي. أي أن الشركة المذكورة تعمل على تدمير المصالح الرأسمالية في أماكن مختلفة من الولايات المتحدة الأميركية، مدّعية أنها بهذه الطريقة «تدافع عن المظلومين، وتعامل أصحاب الثروات الطائلة مثلما يعاملون هم عامة الشعب، أي بالإجرام». بعد التحاق الجاسوسة سارة (مارلينغ) بالمجموعة المذكورة، بهدف تحطيمها من الداخل، تكتشف أسلوب حياة يختلف كلّياً عن ذاك الذي اعتادت عيشه يومياً. مع مرور الوقت، تُغرم بقائد المجموعة، وتبدأ رحلة صعبة ومزدوجة الاهتمامات: تنفيذ المهمّة، وعشق من يُفترض فيه أن يكون «عدوّاً» لها.
على الرغم من أنها بدأت التمثيل بعد ثلاثة أعوام فقط على انطلاق مسارها المهني بكتابة أول سيناريو لها بعنوان Boxers And Ballerinas (فيلم وثائقي)، متعاونة بذلك مع مخرجه مايك كاهيل، إلاّ أن مارلينغ لم تتوقف عن الكتابة أثناء اشتغالاتها السينمائية والتلفزيونية كممثلة، علماً أنها اكتفت، لغاية الآن، بإخراج فيلم واحد هو الوثائقي الأول الذي كتبته. في جديدها هذا (شرق)، تعاونت مع المخرج في كتابة السيناريو أيضاً: «جاءتني الفكرة الأساسية بعد متابعتي الأحداث العالمية ونشوب الثورات هنا وهناك في مواجهة الظلم والطغيان. الشعوب تثور ضد حكّامها. هناك من يثور ضد المؤسّسات العالمية الرأسمالية المتحكّمة في مصير كثيرين، والتي تخطّط لمصالحها المالية فقط. ما يحدث كامنٌ في ظهور مجموعات توصف بأنها إرهابية، تمارس مبدأ «المعاملة بالمثل»، كوسيلة لمكافحة الطغيان. الموضوع يستحق اهتمامي». هذا ما حدث بالفعل، إذ تحوّلت الفكرة إلى سيناريو تمّ إنجازه مؤخّراً، علماً أنها ترفض الاستعانة بالعنف، ولا ترى أن العنف قابلٌ للعثور على حلول للمآزق والأزمات. بحسب الملفّ الصحافي الخاصّ بـ«شرق»، فإنها تعرّفت إلى أناس يُشبهون أولئك الموجودين في النصّ السينمائي: «ما حدث هو أننا، زال باتمانغليج وأنا، أمضينا صيفاً كاملاً قبل ثلاثة أعوام مع مجموعة هامشية لا تشبه في الحقيقة تلك الموجودة في الفيلم، بمعنى أنها لا تتخذ العنف وسيلة لمكافحة الرأسمالية، لكنها تعيش من دون الحاجة إلى مال. هؤلاء ينامون في العراء، أو في منازل مهجورة، ويتنقلون دائماً من مكان إلى آخر، ويُفتشون عما يأكلونه ويشربونه في نفايات المطاعم و«السوبرماركت». عشنا معهم قبل أن نبدأ كتابة السيناريو». لكن، هل يتضمّن هذا الأخير أناساً يمارسون العنف؟ هذا، بالنسبة إليها، نابعٌ من وجود ممارسي العنف في الواقع، ومن رغبة في جعل الفيلم مشوّقاً أكثر، ومليئاً بما يشبه المطاردات البوليسية.

نديم جرجورة

المصدر:السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...