شخصيتك في ملامح وجهك

20-03-2015

شخصيتك في ملامح وجهك

لسنا مجرد وجوه مختلفة الألوان والأشكال، فقد تبين أن حجم، ولون، وشكل وجوهنا كلها أشياء تكشف عن أمور في غاية الأهمية عن شخصيتنا، وصحتنا، وحتى سلوكنا الجنسي.
يمكنك أن تتوقع أن يتجاوز فيلسوف عظيم في نظرته إلى مظهرنا الخارجي، ويتأمل مكنون أنفسنا، لكن الفلاسفة اليونانيين القدماء كانوا أيضاً يهتمون بالمظهر الخارجي بشكل كبير. فقد وضع أرسطو وأتباعه مجلداً عن قراءة مكنونات النفس من خلال المظهر الخارجي للإنسان.
وكان مما يزعمون في ذلك الشأن أن «الشعر الناعم يدل على الجبن، بينما الشعر الخشن يدل على الشجاعة». و «الوقاحة تبرز من العيون المفتوحة ذات الجفون المحتقنة»، بينما يعتبر الأنف العريض دليلاً على الكسل، كما هو الحال في الماشية. الشفاه الممتلئة رآها الفلاسفة علامة على الحماقة، أما أصحاب الشفاه الرقيقة فهم في العادة فخورون بأنفسهم كالأسود، كما يقولون.
لكن في هذا العصر، تعلّمنا ألا نحكم على الأمور من ظاهرها. ومع أهمية هذا المبدأ، يرى علماء النفس أن شكل الوجه يشير إلى ما نخفيه في أعماق نفوسنا. فحتى لو حافظت على وجه متجهّم، فتقاسيم وجهك تكشف تفاصيل عن شخصيتك، ووضعك الصحي، وكذلك مستوى ذكائك.
وتقول كارمين ليفيفر من جامعة نورث أمبريا إن «الفكرة هي أن تركيبتنا الحيوية، مثل مستوى الجينات والهرمونات، تؤثر على نمونا، وشخصياتنا تتشكل وفق الآلية ذاتها».
ولو أخذنا بعين الاعتبار، على سبيل المثال، تركيب عظام الوجه، سواء كانت قصيرة نوعاً ما، وعريضة، أو طويلة ورفيعة. توصلت ليفيفر إلى أن الأشخاص الذين يرتفع لديهم منسوب هرمون الجنس الذكوري «تستوستيرون» عادة ما تكون وجوههم عريضة وعظام الوجه لديهم أكبر حجماً، وعادة ما تكون لديهم شخصية حازمة وأحياناً عدائية.
الربط بين شكل الوجه والهيمنة أمر شائع، بداية من قرود الكابوشين، التي تتبوأ فيها القرود ذات الوجه العريض مكانة مرموقة في الجماعة، ومروراً بلاعبي كرة القدم المحترفين.
وعندما درس كيث ويلكر من جامعة باولدر في كولورادو كأس العالم في العام 2011، وجد أن نسبة عرض وارتفاع وجوه اللاعبين أنبأت عن عدد المخالفات التي ارتكــبها لاعــبو الوسط في المباريات، وعدد الأهداف التي أحــرزها المهاجمون.
وربما يساعدك ذلك على توقع دوافع السياسيين أيضاً. فقد استخدمت ليفيفر متطوعين للمقارنة بين رؤساء أميركيين سابقين في جوانب نفسية عدة، فوجدت أن شكل الوجه يعكس دوافعهم وطموحاتهم.
فقد كان لدى جون كينيدي وجه أكثر سمكاً من وجه شيستر آرثر، على سبيل المثال. لكن هذا التحليل لشخصيات تاريخية ينبغي ألا يؤخذ كمسلمات قاطعة، حيث إن صفات التعاون والذكاء على القدر نفسه من الأهمية لنجاح أي شخصية.
وجوهنا ليست فقط نتاجاً لتركيبنا الحيوي من جينات وهرمونات. لكن بصقل شخصياتنا وتقديرنا لأنفسنا، تصبح وجوهنا مرآة تعكس أشياء أكثر أهمية من لونها أو شكلها الخارجي.


 («بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...