شهرعسل بين الدراما السوريةوالأموال الخارجيةولكن ماذا لو حدث الطلاق؟

09-09-2008

شهرعسل بين الدراما السوريةوالأموال الخارجيةولكن ماذا لو حدث الطلاق؟

لقد أدرك السوريون أنهم في حال استطاعوا كفَّ يد المال الخليجي عن الإنتاج الدرامي السوري، فإنهم لن يستطيعوا إسقاطه؛ باعتباره السوق الأكبر لتصريف هذا الإنتاج.. في وقت أدركت أسواق العرض الدرامي الفضائية أنَّ الدراما السورية لاعبٌ أساسي في جذب المشاهد والمعلن على حد سواء، وأنَّ مقاطعتها من شأنها أن تسهم في خفض أسهم جماهيرية أيّ قناة فضائية. تيم حسن في »صراع على الرمال«.
هكذا أفضت المصلحة المتبادلة بين الدراما السورية وأسواق عرضها، إلى شراكات إنتاجية طرقت أبواب الإنتاج الدرامي السوري هذا العام، وفق أشكال مختلفة، أقلها: تقاسم التكاليف الإنتاجية كما هي الحال في مسلسل »أسمهان«، الذي تقاسمت إنتاجه أربع جهات منها واحدة سورية هي شركة »فراس إبراهيم للإنتاج الفني«، بالإضافة إلى جهتين مصريتين وشبكة »أي آر تي«.
تأتي الصيغة الإنتاجية المعتمدة (أي المنتج المنفذ) بوصفها الشكل الأهم للحضور الإنتاجي الخارجي، حيث تتولى شركات إنتاج سورية ـ جزءٌ لا بأس به منها يمتلكه فنانون سوريون ـ مهمة تنفيذ الإنتاج لصالح منتج خارجي؛ فينتج تلفزيون »دبي« مثلاً مسلسل »صراع على الرمال«، وتتولى شركة »صورة للإنتاج الفني« التي أسَّسها المخرج حاتم علي هذا العام مهمة المنتج المنفذ، وليس بعيداً عن أعين قناة »دبي« أنتجت شركة »عاج للإنتاج الفني« مسلسل »الحوت«.
تولى المخرج بسام الملا هو الآخر مهمة المنتج المنفذ باسم شركة »ميسلون« لمسلسل »باب الحارة«، الذي تنتجه قناة »أم بي سي«، التي أنتجت هذا العام أيضاً مسلسل »فنجان الدم«. بينما تنتج قناة »ساهور« السودانية مسلسل »قمر بني هاشم«، ويتولى مهمة المنتج المنفذ لهذا المسلسل شركة »بانة للإنتاج الفني«، التي يُعدّ المخرج نجدة أنزور أحد أصحابها. وهي الشركة التي قدَّمت العام الماضي مسلسل »اسأل روحك« كمنتج منفذ لصالح المنتج قناة »أبو ظبي«.
شركة »زنوبيا«، التي يملكها الفنان عبد الهادي الصباغ، عملت هي الأخرى كمنتج منفذ في مسلسل »القدس أولى القبلتين«، الذي تنتجه شركة كويتية، و»شركة زنوبيا« هي المنتج المنفذ لعدد من مسلسلات شركة الأردني طارق زعيتر وشركاه للإنتاج الفني، كان آخرها مسلسل »يوم ممطر آخر« ومسلسل »زهرة النرجس«. ومن إنتاج الشركة الأردنية أيضاً، يقدّم الفنان سامر المصري المسلسل البوليسي »وجه العدالة« بصفة منتج منفذ »شركة ورد«.
من جهته، أسَّس المخرج هيثم حقي شركة »ريل فيلم« للإنتاج الفني، وأنتج هذا العام ثلاثة أعمال درامية لصالح شبكة »أوربت«، هي: »أولاد القيمرية«، و»الحصرم الشامي«، و»أناشيد المطر« المكوّن من ثلاثة أجزاء، بعد أن أنجز لصالحها العام الماضي مسلسلات »الحصرم الشامي«، »زمن الخوف« و»فجر آخر«.
الشراكات الإنتاجية السابقة، ساهمت إلى حد كبير في تقديم إنتاجات درامية ضخمة، وشجعت بالتالي المخرجين على الدخول في مغامرات إنتاجية كبيرة؛ فقد رصد ـ على سبيل المثال - لمسلسل »صراع على الرمال« ستة ملايين دولار، وهو إنتاج ضخم ما كان ليتمَّ لولا الجهة المنتجة الإماراتية. وبفضل هذا الإنتاج، توافرت للعمل كل عوامل نجاحه الفني والتقني.
في مسلسل »باب الحارة« سخّرت قناة »أم بي سي« إمكانياتها في الترويج الإعلامي للمسلسل الذي تنتجه، وهو ترويج طال الفن السوري في الوقت ذاته، بينما كانت تجربة هيثم حقي مع شبكة »أوربت« بمثابة البوابة الواسعة التي أتاحت لعدد من المخرجين والكتاب الشباب فرصة تقديم مشاريعهم الدرامية.
ولكن، ألا يبدو الإنتاج الدرامي السوري، وفق هذه الشراكات الإنتاجية، مرهوناً بالرأسمال الخارجي؟ ماذا لو قرَّر هذا الرأسمال أن يسحب أمواله فجأة من سوق الدراما السورية؟ كيف سيكون حجم الإنتاج الدرامي السوري عندئذ؟ وماذا أعد السوريون لمواجهة هذه الـ»فجأة«؟ باختصار: لا نستطيع أن نتجاهل أنَّ الأموال الخارجية ساعدت الدراما السورية على النهوض، ولكن لماذا لم نستغل حقيقة أنَّ الدراما السورية باتت اليوم مطلوبة من شاشات البثّ العربية، لنحـــرّرها من أسر هذا الإنتاج، أو لنســـاعدها على الأقل في استعادة توزانـها المفقود أمــامه؟

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...