قطر تستنفذ الجزيرة حتى الرمق الاخير

25-08-2012

قطر تستنفذ الجزيرة حتى الرمق الاخير

من تونس، مصر وليبيا إلى سوريا، دول تقلبت قناة الجزيرة على افتعال الحدث فيها وتضخيمه، حتى بات يجمعها التوتر، فقدان الأمن والحرب مع الجماعات الجهادية، فأين وصلت قطر في استنفاذ ما تبقى من طاقات جزيرتها وكيف تحولت هذه القناة الى العدو الاول للشعوب الباحثة عن الاستقرار والحرية؟
قال الكاتب الإماراتي سلطان القاسمي في تقرير له بصحيفة فورين بوليسي الأميركية إنّ حرباً إعلامية تدور على هامش الأحداث في سوريا. فالجزيرة والعربية الفضائيتان الخليجيتان اللتان تستحوذان على النشاط الإخباري في العالم العربي، وقعتا في مطب منافسيهما وباتت أخبراهما سيئة بقدرهم، في ما شكل انحطاطاً للمعايير المهنية الخاصة بالقناتين، خاصة مع التخلي عن ضوابط التقصي البدائية، والإعتماد على متصلين مجهولين ومقاطع فيديو لا يمكن التحقق من مصداقيتها.
ويضيف التقرير أنّه ومع اعتماد القناتين على مواطنين صحافيين من " شهود العيان" الذي يحملون مقاطع على يوتيوب، فإنّهما باتتا بالنسبة للمشاهد غير العربي، أشبه ببرنامج "آي ريبورت" التفاعلي الذي تبثه سي ان ان مرة في الشهر، والذي يعتمد على المواطنين الصحافيين، لكن بتغطية تستمر لساعات وساعات يومياً على القناتين. وطبعاً من العادي أن تلحظ على القناتين أنّ أول 20 دقيقة من نشرة الأخبار تختص بناشطين سوريين، بعضهم ذوو خلفيات مشبوهة، إما يتمركزون خارج سوريا أو داخلها، ويتحدثون عبر سكايب حول أحداث تجري بعيدة مئات أو آلاف الكيلومترات عنهم.
ولا يغفل التقرير عن السقطة الكبيرة للقناة التي فتحت شاشتها لرجل الدين السني المتطرف عدنان العرعور الذي هدد يوماً السوريين العلويين بـ"فرم لحمهم وإطعامه للكلاب" بسبب تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد. حيث تعتبره الجزيرة "أكبر محرض لا عنفي ضد النظام السوري".
ويتابع التقرير أنّ الكثير من المقالات شككت في مصداقية ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومقره لندن، والذي كثيراً ما تعتمده الجزيرة مصدراً رئيسياً لما يجري ميدانياً في سوريا. كما سلطت صحف عالمية الضوء على وجود جماعات إرهابية بينها القاعدة في صفوف المقاتلين ضد النظام السوري، لكنّ مثل هذه الإحتمالية، نادراً ما تبث على القناتين العربيتين، إن لم نقل لا تبث أبداً.
ويعتبر التقرير أنّ الخسارة الكبرى في هذا الإطار هي للجزيرة بالذات، التي تابعه ملايين من العرب العام الماضي مع بزوغ الربيع العربي، وباتت اليوم مجرد ظل لما كانت عليها يومها. ويشير كاتب التقرير إلى مقال كتبه قبل شهر عن انحياز الفضائية القطرية للإخوان المسلمين في مصر، وعن تلقيه بعد هذا المقال، عشرات الرسائل الإلكترونية من موظفي القناة بالذات يؤكدون له هذه الحقيقة. ويشير في هذا الإطار إلى أنّ الجزيرة تتابع انحيازها للإخوان في الأخبار المتعلقة بفرع الجماعة السوري، الذي يعتبر جزءاً من حركة المعارضة المحلية للنظام السوري.
ويتطرق التقرير إلى تعيين الجزيرة، أحمد ابراهيم، رئيساً لديسكها الإخباري السوري، وهو شقيق أنس العبدة العضو في جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على المجلس الوطني السوري. ويذكر أنّه يستخدم اسم "أحمد ابراهيم" كتغطية لاسمه الحقيقي أحمد العبدة.
ويتابع التقرير أنّ الإنتقادات للجزيرة تزايدت بالترافق مع تغطيتها المنحازة. وهو ما يؤكده الباحث السوري فادي سالم الذي يتخذ من دبي مركزاً له الذي يتهم القناة.
 بـ"دفع كميات كبيرة من الأموال لمتصلين مجهولين مع تزويدهم بمعلومات محددة بشأن سوريا، وإعادة تدوير مقاطع يوتيوب لتتناسب مع منطقة محددة من سوريا.
 
أما الجزيرة فقد احترفت التدليس والكذب الذي تكشّف بوضوح أمام شعوب ما يسمى بدول الربيع العربي حتى جوبهت بانتقادات لاذعة ومطالبات بإيقاف بث القناة من قبل مواطنين بسطاء وجدوا في القناة تحريضا على الفتن ومن قبل مثقفين وفنانين خدعوا بداية بمهنية هذه القناة في الكذب والتحريض المبطن
وكان للفنانة المصرية إلهام شاهين مداخلة على قناة الحياة هاجمت فيها قناة الجزيرة وقالت إنها السبب فيما وصلت إليه أحوال مصر وأضافت "مدام كارهينا ينسونا".
أما في سيدي بوزيد، كان لافتا ما قام به تونسيون من طرد فريق قناة الجزيرة ومنعهم من تغطية إحدى التظاهرات في المدينة.
ولأن للجزيرة نصيب بكل مصيبة، توجهت إليها أصابع اليمنيين متهمين القناة بحرف الثورة عن مسارها وتوجيهها في المسار الذي يلبي مصالح قطر، وفي مقال للكاتب اليمني محمد عبده العبسي يقول فيه:
قطر أول دولة خليجية ساندت إسقاط علي عبدالله صالح ثم ساعدت على إعادة إنتاج نظامه القديم مموهاً عبر تكريس القوى التقليدية وأداء قناة الجزيرة وتحويل ثورة شعب ضد الظلم ونظام حكم بأسره، إلى ثورة مفصلة على شخص وعائلته فقط.
هزالة تغطية الجزيرة لثورة اليمن وتوجيهها لا تحتاج إبانة.
نقل برومو ثورة اليمن صوت المنشقين عن السلطة لا من عاشوا خارجها باستثناءات طفيفة كالطفل الجريح الذي على أنفه لصقه جراح وفي صوته غنة.
أليس ابتذالاً أن يظهر في البرومو الذي يقدم للعالم باعتباره بطاقة تعريف الثورة اليمنية شخص كاللواء علي محسن الأحمر الذي تصفه إحدى وثائق ويكليكس بالقبضة الحديدية لصالح والرجل الذي يذكر اليمنيون اسمه همساً لشدة رعبه؟ ويقولون أنه انضم للثورة فقط ولا يؤثر عليها!!
وقناة الجزيرة بأرشيفها الكبير أشد نسياناً وأقل نزاهة ومهنية في اليمن منها في مصر وتونس.
 
بات جلياً أن كل ما بنته قناة الجزيرة من قناع الحرفية والموضوعية خلال عقد ونصف على انطلاقتها، سقط ولم يصمد لعام ونصف من انطلاقة الثورات العربية، فآل جاسم أحرقوا القناة و"إن مجازيا" كأي نظام ديكتاتوري يحرق مؤسسات الدولة العامة والخاصة لاعتقاده أنها ارث من الذين خلفوه، لكن ماله لن يعود قادرا على شراء مصداقية الجزيرة أو أي وسيلة اعلامية بديلة، فأي قناة ممولة قطريا لن يكون حالها أفضل من قناة الحرة التي رفضها الجمهور العربي لأنها المولود الاعلامي لحكومة جورج w بوش وحربه على العراق.

المصدر: عربي برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...