قطر وإسرائيل: ملف العلاقات السّرية

07-02-2012

قطر وإسرائيل: ملف العلاقات السّرية

 لمحة عن كتاب بعنوان: ملف العلاقات السّرية للكاتب: سامي ريفييل ترجمة:محمد البحيري
تقديم: عزيز الخزرجي


يتساءل كثيرون عن سرّ قطر والدور الكبير الذي تلعبه رغم صغر المساحة وقلة العدد السكاني الذي لا يتجاوز حياً من احياء مدينة شبرا المصرية، أو حلب السورية. فضلاً عن غياب الحضارة، بل حتى الدولة بالمعنى الكامل للكلمة والفعل.

وقد بات اسم  قطر يتردد  في اتهامات يمنية  لها بدعم جماعات مسلحة في اليمن بالمال والسلاح، فضلا عن دورها في الملف السوري الذي يسير على قدم وساق لتصبح إحدى الدول الرائدة في تزويد مجموعات مسلحة غير شرعية كـ "الجيش السوري الحر" بالأسلحة والعتاد.

كما لم تخف قطر في حينها دورها في ليبيا على الرغم من مخالفته للقرارات الأممية، كما لا تخفيه الآن، بل وتبدو في القضية السورية أكثر تصميما إذ تعمل على نقل الأسلحة من ليبيا إلى هذا البلد عبر الأراضي التركية وتعمل على تمويل المعارضة السورية من خلال المجلس الوطني الليبي.

ويأتي ذلك بموازاة ضغط عربي تمارسه على سورية جامعة الدول العربية. فليس هناك من مصادفة في أن تترأس قطر بشكل مفاجئ جامعة الدول العربية هذه الفترة  محل فلسطين وتطلب من دولة ذات سيادة أن توقع على بروتوكول يسمح بدخول مراقبين إليها ترى فيه دمشق انتهاكا لسيادتها.

والتحركات القطرية هذه أشبه بالغريبة، وبعضها بدا غير مقبول دوليا، لا سيما حادث تعرض السفير الروسي في قطر للاعتداء في مطار الدوحة أثناء تسليم الحقيبة الدبلوماسية، مما يعد سابقة في العلاقات الدولية وانتهاكا صارخا لكل الاعراف الدبلوماسية.

واثار كل ذلك الكثير من الجدل والتساؤلات لدى الخبراء والمراقبين. فقد تحولت قطر اليوم إلى إحدى الدول الرائدة في دعم حروب الربيع العربي.

ولم تقف حدود التساؤلات عند العرب، فالغرب ووسائل إعلامه تستوقفه هذه الظاهرة، رغم أن دوائره السياسية والإستخباراتية تدرك تماماً الأسباب الكامنة وراء هذا الحجم المنتفخ ومن يغذّيه.

تلك النفخة القطرية ترد تارة إلى أسباب إقتصادية لها علاقة بالغاز والنفط، وتارة أخرى إلى حالة التبعية للولايات المتحدة الأميركية وقواعدها العسكرية المنتشرة في الدوحة، وطوراً إلى غياب اللاعب السعودي عن مسرح الحوادث العربية الأخيرة. أو ترد إلى شخصية رئيس وزرائها ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بما يملك من دهاء وقدرة على التسويق والإقناع بالأفكار "الشيطانية".

إلاّ أن السبب الرئيسي لهذا الانتفاخ، والدور المناط بها كصندوق بريد سريع يعود على ما يبدو إلى ما كشفه الدبلوماسي "الإسرائيلي" سامي ريفيل الذي لعب دوراً بارزاً في "الموساد" لسنين طويلة، فضلاً عن توليه إدارة مكتب المصالح "الإسرائيلية" في الدوحة، فظهرت الحقيقة القطرية على لسانه عارية من كل التسويف والتجميل سواء عبر الأنامل "الحمدية" أو بلسان "الجزيرة" وشهود «عيانها» الزور.

تكمن أهمية الكتاب الذي يحمل عنوان" قطر و «إسرائيل» ملف العلاقات السرية" الصادر بنسخته العريية عن دار نشر «جزيرة الورد» في القاهرة بأن مؤلفه سامي ريفيل هو أحد أبرز مهندسي التطبيع بين "إسرائيل" والعديد من الدول العربية، وقد عمل مديراً لمكتب مدير عام وزارة الخارجية "الإسرائيلية" وترأس الفريق الذي كانت مهمته دفع علاقات التطبيع الرسمية الأولى بين "إسرائيل" ودول الخليج العربي، وتنمية التعاون الاقتصادي بين الكيان الغاصب والعالم العربي بأسره. وفي السنوات الأخيرة ترأس سامي ريفيل قسم العلاقات «الإسرائيلية» مع حلف الناتو في وزارة الخارجية «الإسرائيلية». هذا "الناتو" الذي تقود قطر مسرح عملياته الليبي.

اختار الدبلوماسي - الأمني "الإسرائيلي" الولوج الى أسرار العلاقة "الإسرائيلية" _ القطرية من بوابة القواعد الأميركية الموجودة في قطر، والتي تعد عاصمة القواعد العسكرية الأميركية ليس على مستوى الشرق بل في العالم. ففهم العلاقة بين دول العالم، وخاصة العرب و "اسرائيل" غير ممكن بحسب ريفيل إلاّ من البوابة الاميركية.وهذا تحليل منطقي وسليم.

يستشهد ريفيل في كتابه بالتصريح الأول الذي أدلى به الأمير القطري لقناة «إم بي سي»، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه الحكم، ويقول فيه: «هناك خطة لمشروع غاز بين قطر و"إسرائيل" والأردن يجري تنفيذها»، وطالب الأمير بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على "إسرائيل".ومن مدخل القواعد العسكرية الأميركية والانفتاح الإقتصادي على "إسرائيل" بدأت العلاقة، وفتح ملف إحدى أقوى علاقات الصداقة "الإسرائيلية" مع دولة عربية.فرغم اتفاقية "كامب ديفيد" بقيت العلاقات "الاسرائيلية" – المصرية خجولة التطبيع.

اما دول الخليج، وبخاصة السعودية، فكانت تخشى تسريب أي خبر عن لقاء بمسؤولين "اسرائيليين" واي شكل تعاون وتنسيق مع الصهاينة. فيما انبرى "الحَمَدان" بإتجاه علاقة مفتوحة على كل المستويات، من الاقتصاد الى الأمن فالأدوار السرية النتنة.

يؤكد ريفيل صعوبة نسج العلاقات القطرية – «الإسرائيلية» التي شارك فيها هو بنفسه، لولا المساعدة التي حظي بها من مسؤولين كبار في قصر الأمير ووزارة الخارجية القطرية وشركات قطرية كبرى خاصة وزير الخارجية حمد بن جاسم الأكثر حماسة لتلك العلاقة وتطويرها.

ويكشف ريفيل أن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية – القطرية ترجع إلى الضغوط التى مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه "إسرائيل"، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفا من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لـ «إسرائيل» بدلا من مصر، وهي الصفقة التي كانت وما زالت تثير الكثير من الجدال فى الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضا. ويشيد الدبلوماسي "الإسرائيلي" بالشيخة موزة، قرينة أمير قطر، واصفا إياها بأنها باتت السيدة الأكثر تأثيراً في العالم العربي، متفوقة بذلك على كل زوجات الرؤساء والملوك العرب.

يكشف ريفيل على الدور الكبير الذي لعبته قطر في تشجيع دول المغرب العربي على الانفتاح حيال "إسرائيل" تحت عناوين إقتصادية علنية وأمنية سرياً.

ويعود ريفيل إلى أيلول 1994 حين أعلن مجلس دول التعاون الخليجي عن وقف المقاطعة الاقتصادية غير المباشرة المفروضة على الشركات العاملة في "إسرائيل" أو معها، وتلت ذلك إقامة علاقات بين "إسرائيل" وهيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية، مثل الخطوط الجوية الأردنية «رويال جوردنيان»، و«غلف إير» ومقرها في البحرين، والخطوط الجوية القطرية، وغيرها من الشركات التى خففت من القيود المفروضة على المسافرين والبضائع القادمة من «إسرائيل» إلى الدول العربية. وكلها برعاية قطرية!.

يذهب ريفيل في كتابه إلى الحديث عن تحريض قطري على السعودية والإمارات لدى "إسرائيل"،مستشهداً بالاتفاق القطري – "الإسرائيلي" لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها فى مزارع "إسرائيلية" في وادي عربة، لأجل منافسة منتجات السعودية والإمارات.
 


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...