ما هي احتمالات نجاح الوساطة السورية في حل الأزمة الإيرانية

23-07-2008

ما هي احتمالات نجاح الوساطة السورية في حل الأزمة الإيرانية

الجمل: حتى الآن كما تقول التصريحات الغربية والأمريكية فإن مصير طهران ما يزال معلقاً وبأن كل الخيارات ما تزال مطروحة على الطاولة، وبأن جدول أعمال محور تل أبيب – واشنطن لم يسقطه خيار الضربة العسكرية من حساباته.
* هل من دور سوري في الأزمة الإيرانية؟
نجحت الدبلوماسية السورية في تعزيز موقعها على خط دمشق – باريس وبسبب عدم قدرة محور واشنطن – تل أبيب على عرقلة مجريات خط دمشق – باريس الأخيرة، فقد حصلت دمشق على نقطة إضافية عندما طلبت منها باريس المساعدة في حل أزمة الملف النووي الإيراني.
الطلب الذي تقدمت به باريس لدمشق سبقه طلبات كثيرة فقد سبق وأن طلبوا من دمشق تقديم المساعدة في بيروت وفي بغداد، والآن اتسع نطاق مساعدات دمشق بما يمكن القول معه بأن باريس ومحور واشنطن – تل أبيب الواقف خلف الكواليس قد بدأ جميعهم يدرك مدى أهمية الوزن الجيوبوليتكي الذي تتمتع به دمشق في المنطقة ومدى حقيقة ليس عدم إمكانية عزل دمشق وإنما استحالة عدم تحقيق أي نجاح في المنطقة دون الدور السوري.
هذا، وتقول المعلومات بأن طهران قد عبرت عن ترحيبها بالدور الذي يقوم به الرئيس السوري بشار الأسد.
* المناورات الأمريكية – الفرنسية – البريطانية: ماذا تحمل الإشارة؟
أكدت المصادر العسكرية بأن عملية برايمستون البحرية قد بدأت يوم الاثنين أول أمس الموافق 21 تموز 2008م وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه العملية تهدف إلى الآتي:
• تعزيز موقف واشنطن – باريس – لندن في المفاوضات التي بدأت في جينيف مع طهران حول أزمة برنامجها النووي.
• تعزيز قدرة واشنطن – باريس – لندن في القيام بفرض عملية الحصار البحري ضد إيران.
وأشارت المصادر السياسية إلى قيام وزيرة الخارجية الأمريكية بعقد اجتماع في أبو ظبي ضم ممثلين عن بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة (السعودية – الكويت – البحرين – قطر – الإمارات - عمان) إضافةً إلى مصر والأردن والعراق وقد تضمن جدول أعمال الاجتماع البنود الآتية:
• الاستماع إلى تقرير وليام براون نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، المتعلق بالملف الإيراني وتطوراته الجارية وتحديداً استخدام الضغوط على إيران والدور المطلوب من حلفاء أمريكا لجهة تشديد العقوبات ضد إيران.
• التفاهم حول كيفية إيقاف وصول المنتجات النفطية المكررة (الجازولين والبنزين) إلى إيران سواء عن طريق إيقاف الدول الخليجية لصادراتها أو اعتراض ومنع الشحنات البحرية المتجهة لإيران.
أكدت المصادر العسكرية الإسرائيلية بأن مناورات برايمستون البحرية، التي تشارك فيها قطع بحرية أمريكية وفرنسية وبريطانية، والتي ستستغرق عشرة أيام، هي مناورات تجري حالياً في المحيط الأطلنطي وتشارك فيها عشرات السفن والقطع البحرية العسكرية. ومن أبرز القطع المشاركة في المناورات نجد:
• حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت ومجموعة سفن الضربة المصاحبة لها.
• السفينة الحربية أبيوجيما ومجموعة الضربة المصاحبة لها.
• الغواصة الفرنسية أميثايست.
• حاملة الطائرات البريطانية الأستيرياس ومجموعة الضربة المصاحبة لها.
وتقول المصادر العسكرية بأن البرازيل تشارك أيضاً في المناورة عن طريق إحدى الفرقاطات التابعة للبحرية البرازيلية. وتوجد إضافةً لذلك ستة سفن حربية للأسطول البحري الأمريكي المتمركز في منطقة تورفولك ومهمة هذه السفن القيام بدر العدو الإيراني في المعركة البحرية الافتراضية وتقول المعلومات بأن الأمريكيين قد جهزوا هذه السفن الستة بحيث يكون أداؤها الحربي البحري متطابقاً مع أداء سفن البحرية الإيرانية المتوقع في حالة نشوب الصراع المفترض.
عدد البحارة المشاركين في عملية برايمستون بلغ إلى الآن حوالي 15 ألف وتجدر الإشارة إلى ظهور بعض التسريبات القائلة بأن الحاملة الأمريكية روزفلت ومجموعتها وبقية السفن والحاملات ستتوجه خلال الفترة القادمة وتحديداً بعد انتهاء المناورات إلى منطقة الشرق الأوسط.
الأداء السلوكي الأمريكي في المجالين السياسي – الدبلوماسي والعسكري – الاستخباري هو أداء ما زال يحمل في طياته المزيد من الإشارات المتضاربة حول إيران، وبرغم ذلك فهناك تفسير يحاول الجمع بين كل الاحتمالات ضمن خيار واحد وهذا التفسير يقول، بأن أمريكا ستسعى في وقت واحد ولفترة مؤقتة ضمن المسارات الآتية:
• المسار الدبلوماسي الذي يتضمن المزيد من المسارات النوعية في التفاوض مع إيران.
- مسار مفاوضات جنيف.
- مسار مفاوضات المنطقة الخضراء.
- مسار القنوات السرية.
• مسار العقوبات:
- مسار العقوبات الدولية الشاملة.
- مسار فرض الحصار البحري.
- مسار عزل إيران اقتصادياً عن جيرانها.
• مسار العمل العسكري:
- مسار الضربات الجوية.
- مسار القصف البحري.
ولكن، على خلفية كل هذه المسارات فإن الدور السوري ستكون أمامه "فرص" النجاح المحفوفة بتهديدات "المخاطر" وسيكون العامل الأمني هو الأكثر خطورة خاصةً وأن ما عجزت عن حله أربع سنوات سيكون من الصعب حله في أربعة أشهر، وبرغم ذلك فإن احتمالات نجاح الدور السوري واردة طالما أن طهران قد أعلنت ترحيبها وقبولها لوساطة سوريا، التي سبق ونجحت في حل أزمة الملف اللبناني وهي الأزمة التي تشابه بتعقيداتها بقدر كبير أزمة الملف الإيراني.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...