مايكل كريشتون رجل سابق الموت
كانت أكثر روايات الخيال العلمي مبيعاً، عندما توفي مايكل كريشتون بمرض السرطان عام 2008، ترك هذه الرواية المخطوطة وغير المكتملة، حيث عثر على تلك الصفحات من مذكراته بعدما تلقى العلاج الكيماوي وكانت النتيجة روايته (مايكرو رقم 17) المؤلفة من 424 صفحة.
الثلث الأول من الصفحات كتبها بنفسه، ومابقي أكمله ريتشارد بريستون الذي تحول من طبيب بيطري سابق إلى روائي.
(مايكرو) تدور أحداثها في الغابات الماطرة في هاواي –بحسب صنداي تلغراف-حول ميزات فنية وإثارة الروبوتات الصغيرة القاتلة، التي يجريها رجل أعمال خسيس حول طلاب البيولوجيا في جامعة هارفارد بتكنولوجيا (النانو) ليتقلص طولهم إلى أقل من بوصة، ثم يكتشفون الخوف والتهديد من العالم الطبيعي، وهو في نواح كثيرة نسخة مصغرة من سيناريو شاب مقابل ديناصور، كما في الحديقة (الجوراسية).
وقد حدد السيد بريستون القصة الحقيقية لتفشي فيروس (ايبولا) في افريقيا من قبل وكيل السيد كريشتون والناشرين في هاربركولنز، لمعلوماته المهمة في مجال العلم، وكتابه الإرهاب البيولوجي.
قال السيد بريستون في مقابلة له في صنداي تلغراف عن كريشتون: «لمست بوضوح أن هذا الرجل كان في سباق مع الموت».. وأضاف: «كان يكتب عن وحدته الكبيرة، وبشعور من عدم اليقين، حول ما إذا كان سينهي هذه الرواية».
ماالذي حصل؟
في إحدى المرات قرأت صفحاته- يقول بريستون- أردت أن أتبعه إلى عالم المايكرو، وكانت قد اكتملت كتابته إلى حد ما، فكان رائعاً.. لقد كانت روايته من الجودة بحيث جعلته سعيداً وجمهوره، وكانت من النوعية ذات الجودة العالية بحيث لا تستطيع إلا أن تقرأها حتى النهاية..
السيدة الكسندر كريشتون، زوجة المؤلف، دعت السيد بريستون وأعطته دفتر ملاحظات زوجها بعد وفاته، والأوراق التي جمع فيها السيد كريشتون أفكاره وآراءه عن الكتاب.
وأضاف بريستون القول حول هذه النقطة: إن ملاحظات كريشتون لم تكن مخطوطاً، ولكنها كانت أجزاء جميلة من اللغز الذي كنت أواجهه مع أهوال من العالم الصغير قبل الأمطار الاستوائية والحشرات والطيور والنمل، وقد التفت إلهام كريشتون إلى اسحاق نيوتن، وذلك باستخدام معادلات له على الطاقة الحركية كدليل للقدرات الفعلية التي ينبغي أن تتوافر عند البشر الصغار، واتضح له، وفقاً لقوانين الفيزياء، أن الطلاب الصغار يمكن أن يكونوا أسرع بكثير ويقفزوا أبعد بكثير من الناحية النسبية من ذوي الحجم الكامل للناس.
كانت إحدى المشكلات التي تحداها السيد بريستون، قيامه بوصف تقشعر له الأبدان للتفاصيل المروعة لوفاة بعض الطلاب بالنمل وجنود العناكب السامة.. مايكل كريشتون: أحب مشاركة الناس بهذه الوفيات البشعة.. وعندما شخّصت إصابته بسرطان الغدد اللمفاوية، كانت عائلته المقربة تشرح كيف حمل كمبيوتره المحمول إلى المشفى للعمل على (مايكرو) التي قالت زوجته: إنها تعد واحدة من أهم أعماله الأدبية.
د. رغدا مارديني
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد