"منظمة التعاون الإخونجي" تدعو المعارضة والسلطة السورية للتفاوض والخطيب يعثر على فتوى الحوار

05-02-2013

"منظمة التعاون الإخونجي" تدعو المعارضة والسلطة السورية للتفاوض والخطيب يعثر على فتوى الحوار

حمّل وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، عشية القمة الإسلامية في القاهرة، السلطات السورية والمعارضة مسؤولية مشتركة لوقف العنف، وطالبوا الطرفين بإجراء حوار جاد للتوصل إلى حل للأزمة، فيما أعلن وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج أن الغارة الإسرائيلية على مركز للبحوث قرب دمشق، جاءت ردا على ملاحقة القوات السورية للمسلحين، مضيفا أن «تركيز الإرهابيين على وسائط الدفاع الجوي كان بأمر إسرائيلي لإخراجها من الخدمة».
وفي الوقت الذي جددت فيه طهران مد يدها إلى رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب، عبر إعلانها أنها ستواصل التفاوض معه للتوصل إلى حل للأزمة السورية، مع التشديد على ضرورة عقد الحوار في دمشق، واصلت أنقرة محاولاتها لعرقلة خيار الحل التفاوضي بين السلطة والمعارضة، عبر التشديد على ضرورة «التركيز على مرحلة ما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد».
وهاجم الخطيب منتقديه رافضاً «تخوين» من يتكلم بالتفاوض مع السلطات السورية، بالرغم من أنه لم يخرج من حظيرة المتشددين في المعارضة عبر تأكيده أن الحوار مع دمشق سيكون على «رحيل النظام»، وهو أمر من المؤكد أن ترفضه السلطات السورية، التي لا تعير اهتماماً لتصريحاته. وترى دمشق، وفق معلومات مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، أن المبادرة التي رماها الخطيب في وجه حلفائه وخصومه معا، وفي حضن المجتمع الدولي، غير قابلة للحياة.

وكرر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمام وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة تحضيرا للقمة المقررة غدا، أن «رحيل النظام في سوريا هو السبيل الوحيد لوقف نزيف الدماء، ما يدعو إلى تركيز الجهود على عملية الانتقال لمرحلة ما بعد الأسد». واعتبر أن «الائتلاف حقق تقدماً في تقديم نفسه كبديل يتمتع بالمصداقية لنظام الأسد»، مضيفاً «لقد حان الوقت أمامنا لأن نفي بالتزاماتنا (تجاه سوريا) عبر دعم المعارضة وتقويتها».
وينتظر أن تدعو القمة الإسلامية في القاهرة، وفقا لمشروع البيان الختامي، إلى «حوار جاد بين المعارضة والقوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة بأي شكل من أشكال القمع». وقال نائب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي عمرو رمضان، «لا خلاف على أن مسؤولية وقف العنف تقع على الجميع، ولا خلاف على المسؤولية الأساسية للنظام السوري في وقف هذا العنف، ولكن الخلاف كان على المسؤولية الوحيدة أم المسؤولية المشتركة. وتم التأكيد بالطبع أنها مسؤولية مشتركة».

وكان الخطيب قد أعلن في 30 كانون الثاني الماضي استعداده المشروط «للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام»، لكنه جوبه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل أن يعلن «الائتلاف» أن «أي حوار يجب أن يتركز على رحيل النظام».
وقال الخطيب، في مقابلتين مع قناتي «العربية» و«الجزيرة»، إن «العقلية البعثية عوّدت الناس أن كل كلام عن التفاوض هو نوع من التخوين. النبي جلس مع كفار قريش العتاة ليفاوضهم. القيادة الفيتنامية جلست سنوات في باريس تتفاوض مع الأميركيين وشعبها تحت القصف. لم يخوّن أحد القيادة ولا أحد اعتبر ذلك نوعا من التنازل. هذه عقيدة بعثية، فيروساتها دخلت في بعض المعارضين للأسف». وأضاف «شعبنا يموت، ولن نسمح بذلك».
وتابع «أطلب من النظام - إذا كان سيقبل طبعا الفكرة (الحوار) - أن يرسل (نائب الرئيس) فاروق الشرع، ويمكن أن نجلس معه»، مضيفا «الشرع على سبيل المثال منذ بداية الأزمة، وهو يرى أنها لا تسير بالطريق الصحيح. كونه جزءا من النظام لا يعني أننا لا نقبل بالكلام معه». وأعلن انه طلب من وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي نقل مبادرته إلى الحكومة السورية.
وأضاف الخطيب «ليس لدى الدول الكبرى تصوّر واضح لحل الأزمة، ولا مشروع حل»، ودعا السوريين إلى أن «يتخذوا قرارا ويتشاوروا مع بعضهم البعض ليكونوا يدا واحدة». وتابع «أنا أقول يا بشار الأسد انظر في عيون أطفالك وحاول أن تجد حلا وستجد أننا سنتساعد لمصلحة البلد».

وكان الخطيب قد التقى في ميونيخ السبت الماضي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وقال إن «المبادرة السياسية التي تقوم بها المعارضة من أجل حل الأزمة يجب أن تؤدي إلى رحيل النظام، وأؤكد على رحيل النظام، وهذا كان محور الحديث مع كل الأطراف التي تم اللقاء بها». وأضاف «هناك بعض الخطوات نحن نتشاور بها، على سبيل المثال حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة».

وأعلن صالحي، في برلين، أن المحادثات مع الخطيب «كانت مثمرة جدا، وقررنا مواصلتها». وأضاف أن طهران «ستواصل المحادثات مع المعارضة السورية»، مؤكدا انه يتعين أن تجلس الحكومة السورية والمعارضة للاتفاق على وقف لإطلاق النار والدعوة لإجراء انتخابات حرة، وأنه يتعين أن تترك للأسد حرية المشاركة فيها.
وكرر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، في ختام زيارته إلى دمشق، دعم بلاده للسلطات السورية. وقال «ندعم مشاركة الجميع في سوريا بهذا الحوار»، لكنه شدد على ضرورة عقده في العاصمة السورية، مشيرا إلى أن «المبادرة التي طرحها الأسد تستطيع أن تكون الأساس المناسب له».
وفيما أكد جليلي أن إسرائيل «ستندم على عدوانها» على سوريا كما حصل في الحروب السابقة، أعلن وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، في مقابلة مع التلفزيون السوري بثت أمس، أن العدوان الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية في جمرايا أتى رداً على العمل العسكري السوري ضد المسلحين. وشدد على أن «الجيش السوري البطل أثبت للعالم أنه قوي ومدرب ولا يمكن أن ينكسر».
واتهم الفريج «المسلحين بالتنسيق مع إسرائيل لاستهداف مركز الأبحاث في جرمانا»، موضحا أن «مركز البحث العلمي بجمرايا في ريف دمشق هاجمته عشرات المرات العصابات المسلحة من أجل تدميره والاستيلاء عليه، وعندما فشلت في ذلك قامت إسرائيل بنفسها من خلال طيرانها باستهدافه». وقال إن «تركيز الإرهابيين على وسائط الدفاع الجوي كان بأمر إسرائيلي لإخراجها من الخدمة»، موضحا «جمعنا وسائط الدفاع الجوي لحمايتها من المسلحين، ما خلق ثغرات».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...