موفاز يستبق الخسارة... معلناً فوزه؟

15-09-2008

موفاز يستبق الخسارة... معلناً فوزه؟

تجرى بعد غد الأربعاء الانتخابات التمهيدية لزعامة حزب »كديما« الحاكم في اسرائيل، في ظل تضارب التقديرات والمواقف بشأن النتائج. وفيما تجلس وزيرة الخارجية تسيبي ليفني هادئة على عرش استطلاعات الرأي، متقدمة على منافسها وزير المواصلات شاؤول موفاز بفارق كبير، يحاول الأخير خلق انطباع مغاير، معلنا أنه سيفوز في الجولة الأولى وبنسبة ٤٣,٧ في المئة ليشكل الحكومة المقبلة.
وأثارت تصريحات موفاز استغراب البعض وسخرية آخرين، نظرا لتحديده نسبة فوز بكسور عشرية، وهي مهمة شبه مستحيلة في انتخابات مماثلة. ومن المعلوم أن هناك شبه إجماع بين المعاهد التي تدير استطلاعات للرأي، على تفوق ليفني وبفارق يزيد عن ١٥ نقطة. ويرى الخبراء أن الاستطلاعات قد تخطئ، ولكن ليس بفارق مماثل وفي ظروف كتلك القائمة في انتخابات »كديما« ومحدودية عدد المنتسبين. ولذا يعتقد هؤلاء أن موفاز يحاول مقاومة نتائج الاستطلاعات، بخلق انطباعات مناقضة.
فتحديد نسبة فوز بنسبة ٤٣,٧ في المئة، يعطي الانطباع بأن موفاز يملك معطيات دقيقة مناقضة لما يتوافر لمعاهد استطلاعات الرأي وتقديرات الخبراء. وربط موفاز هذه النسبة بإعلانه أنه اتفق مع رؤساء كتل حزبية ائتلافية ومن المعارضة، على تشكيل الحكومة المقبلة، موضحا أنه ينوي إقامة ائتلاف واسع على قاعدة الائتلاف الحالي. وأشار إلى »أنني تفاهمت مع رؤساء كتل داخل الائتلاف وخارجه« بهذا الشأن. وهنا يدخل البعد الاستغلالي في الأمر. فموفاز يعرف أن السؤال الأهم لدى أعضاء »كديما« اليوم هو: من يستطيع تشكيل الحكومة المقبلة؟ ومن يستطيع الفوز في الانتخابات المبكرة إذا ما جرت؟
وهنا يوحي موفاز بأن الحكومة البديلة جاهزة. ولكن سرعان ما تبين أن هذا الإيحاء في غير محله. وبرغم اجتماعه أمس مع عدد من قادة حركة »شاس«، إلا أن هذا الحزب سارع للإعلان أنه لم يبرم أي اتفاق حول الحكومة المقبلة، لا مع موفاز ولا مع سواه. وكانت »شاس« قد حذرت من أنها تنوي دفع الأمور نحو انتخابات مبكرة مطلع العام المقبل. بل إن زعيم الحركة إيلي يشاي أعلن أمس أن حزبه لن يبقى في حكومة تجري مفاوضات مع الفلسطينيين حول موضوع القدس.
ويمكن الزعم بأن إعلان »شاس« هذا قام بتنفيس البالون الذي أطلقه موفاز أمس. ففرصة موفاز لتشكيل الحكومة البديلة لحكومة ايهود أولمرت لا تختلف جديا عن فرصة ليفني، إذ أن ليفني وموفاز تعهدا في مقابلات صحافية بمواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين.
وهذا ما دفع عددا من المعلقين لاعتبار تصريحات موفاز نوعا من إشهار ضائقة، أكثر مما هي ثقة فعلية بالفوز. ويستذكر هؤلاء الألاعيب التي أقدم عليها معسكر موفاز في الأسابيع الأخيرة لتشويه صورة ليفني، سواء بالحملة على انعدام خبرتها أو بالتأكيد أنها غير بعيدة عن الفساد. بل إن موفاز ذهب إلى حد اتهام معسكر ليفني بالتعامل مع مؤيديه »الشرقيين« على أساس عنصري وهو ما عجز عن إثباته.
ويرى هؤلاء أن إيمان موفاز بقدراته التنظيمية الأكبر على جلب الناخبين بعد غد الأربعاء، لا يغير من حقيقة إدراكه لواقع أن رياح »كديما« تهب في غير مصلحته. ولا يغير من ذلك واقع أن كثرا ممن يقرأون المعطيات الميدانية في »كديما«، يلحظون قوة مكانة موفاز. وفي كل الأحوال، فإن هذا التناقض يشهد على نوع من الغموض الذي يأخذه بالحسبان خبراء استطلاعات الرأي أيضا.
وكان عدد من المتخصصين في شؤون »كديما« قد ميزوا في الأسابيع الأخيرة بين أنواع العضوية في هذا الحزب، حيث أشاروا إلى أن أقل من ثلث المنتسبين يمكن إدراجهم ضمن المنتمين أيديولوجيا، في حين أن حوالى الثلثين انخرطوا لأسباب نفعية. ولذا فإن التصويت القطاعي في الانتخابات التمهيدية شبه محسوم لهذا المرشح أو ذاك، عبر مقاولي الأصوات. وأشارت الصحف الإسرائيلية مؤخرا إلى أن موفاز يحسم الانتخابات عبر اللجان العمالية التي انتسبت لـ»كديما« لأسباب نفعية.
ومن الجلي أن ليفني تواجه مشكلة مع حزب »العمل«، بعد الاتهامات التي أطلقها المقرب منها الجنرال احتياط اسحق بن إسرائيل ضد وزير الدفاع ايهود باراك، معتبرا انه »اسوأ وزير للدفاع شهدته اسرائيل« ويفتقد »الجرأة السياسية« كما وقف ضد الغارة الإسرائيلية على موقع عسكري في شمالي سوريا في ٦ أيلول من العام الماضي.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...