واشنطن: صورة معارضي الأسد مشوّشة ولا نعارض تسليحهم

19-03-2013

واشنطن: صورة معارضي الأسد مشوّشة ولا نعارض تسليحهم

في لحظة ارتباك المشهد السوري والاقليمي، صدر عن الولايات المتحدة موقفان متعارضان حول الأزمة السورية. ففي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن انها «لن تقف في وجه» أي دولة تريد تسليح المعارضة السورية من أجل إيجاد توازن في المعركة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، أقرت بأنها تجد صعوبة متزايدة في معرفة الصورة الحقيقية للمعارضة و«أوجهها المتعددة»، معتبرة أن صورتها «مشوشة» وتستدعى التحرك «بحذر».
وفي هذه الأثناء، عقد «الائتلاف » اجتماعا في اسطنبول انتخب فيه الإخواني غسان هيتو «رئيساً لحكومة مؤقتة» وسط خلافات وشكوك حول جدوى مثل هذه الخطوة التي قد تؤدي الى استقالة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب. لاجئون سوريون في مخيم القاح في قرية اطمة السورية قرب الحدود التركية امس الاول (ا ف ب)
وعلى الأرض، تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية. وقصفت طائرة حربية سورية منطقة على الحدود اللبنانية قرب عرسال، في أول غارة من هذا النوع منذ بدء النزاع السوري قبل سنتين. وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الى القول إن «طائرات وطوافات للنظام السوري أطلقت صواريخ على شمال لبنان وأصابت وادي خالد قرب حدود مدينة عرسال. وهذا يمثل تصعيداً كبيراً في انتهاك سيادة أراضي لبنان تتحمل سوريا مسؤوليته. هذه الانتهاكات للسيادة غير مقبولة بالمرة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، في بيان، إن «القصف الجوي الذي نفذته قوات النظام السوري على الأراضي اللبنانيـة في منطقة عرسال يشكل انتهاكاً جديداً وخطيراً لسيادة لبنان». وأضاف ان «فرنسا تدين بشدة هذا التصعيد وتذكر بحرصها على سيادة لبنان وعلى حرمة حدوده أيضاً».
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بعد لقائه نظيره الاسترالي بوب كار في واشنطن، إن الإدارة الأميركية تريد إبقاء الباب مفتوحاً أمام حل سياسي، لكن في ما يخص تسليح المعارضين فإن «الرئيس (باراك) أوباما قال بوضوح إن الولايات المتحدة لن تقف في وجه الدول التي اتخذت قرار تسليم السلاح (إلى المعارضة السورية) سواء كانت فرنسا أو بريطانيا أو غيرهما» من الدول.
وأضاف كيري ان أوباما «يعتقد انه ينبغي تغيير المعطى (حساباته) بالنسبة إلى الرئيس الأسد». وكرر ان الرئيس الأميركي «يجري تقييماً وسيواصل تقييم كل الخيارات الإضافية المتوافرة لبلوغ هذا الهدف». وقدمت الولايات المتحدة مساعدة «غير فتاكة» للمقاتلين السوريين، رافضة حتى الآن تسليمهم أسلحة.
وتابع كيري ان «الأسد يتلقى مساعدة من الإيرانيين، يتلقى مساعدة من العناصر المرتبطة بالقاعدة ويتلقى مساعدة من حزب الله، وعلناً تصله مساعدة من روسيا». وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إلى تصحيح ما قاله كيري، مشـيرة إلى انه كان يقصد علاقة «القاعدة» بالمسلحين.
وقال كيري «إذا اعتقد (الأسد) أن بإمكانه الخروج من الأزمة بالقوة، فإن السوريين والمنطقة يكونون أمام مشكلة، ويكون العالم اجمع أمام مشكلة». واعتبر انه كلما طال النزاع في سوريا زاد خطر انهيار المؤسسات في سوريا وسيطرة المتشددين على الأسلحة الكيميائية.
وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي «منذ حوالي ستة أشهر وصورة المعارضة مشوشة جدا في نظرنا، والآن أقول إنها أصبحت أكثر تشويشا»، مضيفا «قبل ستة أشهر كان الوضع قليل الوضوح وكذلك عدد المجموعات (المعارضة). واليوم تبدو هذه الأمور أقل وضوحا».
واعترف هذا المستشار العسكري الرئاسي للرئيس باراك أوباما أيضا بأنه لا يعلم في هذه المرحلة ما هو «الخيار العسكري» الذي يمكن أن يتيح للولايات المتحدة احتواء الوضع بشكل أفضل. وقال «ما دام الوضع هو على هذا المنوال، فإنني أنصح بالحذر في التحرك». وأضاف «نعتقد فعلا أن الرد في سوريا يجب أن يأتي عبر شركاء، لان هناك احتمالا أكبر في أن يستوعبوا بعض التعقيدات التي تفوتنا».

وانتخب «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» غسان هيتو «رئيساً لحكومة مؤقتة» في اجتماع في اسطنبول. وهيتو كردي من مواليد العام 1963 وهو المدير التنفيذي في شركة لتكنولوجيا الاتصالات في الولايات المتحدة.
وهيتو مثل المرشحين الآخرين غير معروف تماماً في الأوساط الشعبية والإعلامية. ونال هيتو 35 صوتاً من أصل 49 شاركوا في الاقتراع في اسطنبول. وكان هذا الاجتماع قد أرجئ مرتين حتى الآن نتيجة تباينات وخلافات حول المسألة وحول اسم «رئيس الحكومة».

ومعظم المرشحين غير معروفين كثيرا من الأوساط الشعبية والإعلامية، وغالبيتهم من المقيمين في الخارج منذ زمن طويل. وقال مدير المكتب الإعلامي في «الائتلاف» خالد الصالح إن «أحد الشروط الرئيسية التي ذكرت لجميع المرشحين أن عليهم أن ينتقلوا بالحكومة إلى الداخل السوري. حكومة عن طريق الانترنت أو حكومة عن طريق السكايب، لن تنجح».
وطالب «رئيس أركان الجيش الحر» سليم إدريس، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «بحكومة مؤقتة لها السلطة على جميع الأراضي السورية»، مضيفا ان «قواته مستعدة لتقديم ضمانات إلى الدول الراغبة بتقديم أسلحة بعدم وقوعها بين أيدي مجموعات متطرفة».

وحمّل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، «مجلس الأمن الدولي مسؤولية استمرار القتال الدائر في سوريا.
وقال العربي «طالبت رسمياً مجلس الأمن العمل على وقف القتال في سوريا ثم يتم البحث عن التسوية السياسية، وهو ما يجري دائما في مثل هذه الأمور من النزاعات وذلك منذ العام 1945. يتدخل مجلس الأمن ثم يبحث عن الحل السياسي». وأضاف «لا أستطيع أن أقول إن هناك أي تقدم في الشأن السوري، وما زالت المباحثات مستمرة»، مشيرا إلى «وجود مباحثات في الكواليس بين الولايات المتحدة وروسيا في هذا الشأن».
وكرر الإبراهيمي تحذيره من خطورة الوضع في سوريا. وقال «وجهة نظرنا بأن الحل يكمن فقط سياسيا»، مضيفا ان «الاقتتال الجاري لن يؤدي إلا للمزيد من الاقتتال»، مشيرا إلى أن «هناك اتصالات جدية على المستوى الدولي بين مختلف الأطراف».
وحول قيام بعض الدول بتسليح المعارضة، الأمر الذي يعمل على استمرار الاقتتال، قال الإبراهيمي إن «العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدثا دائما في هذا الموضوع»، فيما قال العربي إن «قرارات سابقة صادرة من الجامعة بتقديم كل المساعدة، وذلك بعد أن رفض النظام السوري مرات عدة وقف إطلاق النار».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...