أطفال الشوارع يشغّلون فندقاً في تنزانيا فهل من يتّعظ هنا؟

15-11-2010

أطفال الشوارع يشغّلون فندقاً في تنزانيا فهل من يتّعظ هنا؟

ابتسم بركة، وهو يضع حساء خضروات شهيا على الطاولة. نظر ليتأكد من أن الطاولة مرتبة، وأن الشموع لم تذب في نسيم المساء.
وقال النادل (18 عاما) «تمتع بوجبتك». ثم ذهب إلى الطباخ لوكاس، الذي كان يحاول التأكد مما إذا كان النزلاء سعداء بحسائه.
ويعمل الشابان في كيبوكو لودج، وهو فندق منتجعات استثنائية على أطراف حديقة أروشا، شمالي تنزانيا. وباستثناء المدير، فإن جميع الموظفين، وعددهم 11، كانوا من أطفال الشوارع.
وانتهت الحياة في الشارع بالنسبة للوكاس في 2003، عندما كان ضمن أول خمسة أطفال يدخلون مدرسة التدريب المهني لمؤسسة واتوتو. وانتشلت المدرسة، التي أسسها الهولنديان توماس غريفتمير ونود فان هود، وهو رجل أعمال هاجر إلى تنزانيا، أطفال الشوارع من دوامة الفقر والمخدرات والجريمة، ومنحهتم مستقبلا جديدا.
وكان غريفتمير (77 عاما)، أحد الضيوف الذين يستمتعون بوجبة من الحساء وقطع اللحم والجبن هذا المساء. وبعد أن غادر تنزانيا قبل ثلاث سنوات بسبب مشاكل صحية خطيرة، عاد ثانية إلى البلاد حيث عاش 28 عاما، وكان يشعر كأنه في وطنه.
لمعت عيناه وهو يشاهد بركة الذي قام بتنظيف الطاولة بحركات واثقة، قبل أن يتمتم «من الجميل أن تشاهد كيف تحول الأولاد». يبتسم عندما يسمعهم ينادونه «بابا».
وحصل جميع الشبان العاملين في كيبوكو لودج على شهادة إتمام الدراسة في مدرسة واتوتو. وبعد شهور من حياة الشارع الفوضوية، أصبحوا معتادين على نظام يومي مرتب.
وأكمل العديد من أطفال الشوارع السابقين دراستهم في مهن النجارة والكهرباء والبناء أو اللحام في مدرسة التدريب المهني. فساعدوا في بناء الأكواخ المحيطة التي ينام فيها نزلاء الفندق وأيضا صناعة الأثاث في الحانة التي تأخذ شكل السفاري.
وقال فان هود (62 عاما) «على المدى الطويل نريد أن نستغني عن المانحين وتمويل عمل المؤسسة من دخلنا الخاص»، موضحاً أن موظفيهم، غالباً ما يخضعون لدورات تدريبية في فنادق كبيرة، ومنها ما يوظّف بعض هؤلاء الشبان.

المصدر: د ب أ

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...