الأسد وعبد الله: الحل شامل

12-05-2009

الأسد وعبد الله: الحل شامل

شدد الرئيس بشار الأسد والملك الأردني عبد الله الثاني، خلال قمة بينهما في دمشق، أمس، على أهمية دعوة الإدارة الأميركية لسلام شامل وضرورة استناده الى مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، الأمر الذي يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
في هذا الوقت، حذر الملك الأردني، في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية، نشرت أمس، من أن الفشل في التوصل إلى السلام سيؤدي إلى حرب جديدة في المنطقة خلال الأشهر الـ12 او الـ18 المقبلة. وذكرت الصحيفة إن الملك الأردني وضع خلال لقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما، في واشنطن في نيسان الماضي، خطة سلام تتضمن «حلاً يضم 57 دولة» يعترف فيها العالم الإسلامي كله بإسرائيل.
وذكرت وكالة (سانا) إن الأسد بحث مع الملك عبد الله، الذي قام بزيارة قصيرة إلى دمشق استمرت ساعات عاد بعدها إلى عمان، «علاقات الأخوة التي تجمع سوريا والأردن، والتعاون القائم بين البلدين في مجالات متعددة، حيث عبر الرئيس والملك عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية وعن الرغبة في فتح آفاق جديدة للتعاون تخدم مصالح الشعبين الشقيقين».
وتم خلال المباحثات «استعراض الأجواء الإيجابية السائدة على صعيد العلاقات العربية والدولية، ووضع الملك الأردني الرئيس السوري في صورة المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن في نيسان»الماضي.
وشدد الأسد والملك عبد الله «على أهمية دعوة الإدارة الأميركية لسلام شامل في المنطقة، وضرورة استناد هذا السلام إلى مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، الأمر الذي يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة وينعكس إيجاباً على السلام والأمن الدوليين».
كما جرى «بحث آخر المستجدات في المنطقة، ولا سيما على الساحة الفلسطينية، وتم التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني بما يعزز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، ولا سيما مع وصول حكومة إسرائيلية يمينية ترفض السلام وإعادة الحقوق لأصحابها». وأكد الجانبان «استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين حول مختلف القضايا بما يخدم شعبي البلدين والمصالح العربية المشتركة».
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الملك عبد الله بحث والأسد «الجهود المبذولة للتوصل إلى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط يضمن استعادة جميع الحقوق العربية وفق مبادرة السلام العربية». وأكد الملك الأردني والرئيس السوري «ضرورة شمولية الحل الذي يجب أن يؤدي إلى معالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي شامل على استعادة جميع الأراضي السورية واللبنانية المحتلة، وفي إطار ما نصت عليه مبادرة السلام العربية والمرجعيات المعتمدة». وشددا على «أهمية تعزيز التضامن العربي خلال المرحلة المقبلة وصولاً إلى موقف عربي موحد للتعامل مع القضايا الإقليمية ومواجهة التحديات المشتركة».
وأكد الملك عبد الله، في مقابلة مع «التايمز»، أن «مبادرة السلام العربية تفتح الباب أمام سلام شامل ودائم بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية التي تدعم المبادرة»، مشدداً على انه «لا تغيير في المبادرة».
واعتبر الملك الأردني أن البدء بمفاوضات جادة ينتظر إعلان الإدارة الأميركية خطة لتحقيق السلام، من المتوقع أن تتبلور بعد لقاء اوباما ونتنياهو الاثنين المقبل. وأكد أن «وجود حكومة يمينية في إسرائيل لا يعني أن نستسلم». وتابع «اعتقد أننا سنشهد نشاطاً دبلوماسياً ونجلب الناس إلى الطاولة في الشهرين المقبلين للتوصل إلى حل».
وعن أن هناك من قد يشكك بجدوى المباحثات، قال الملك الأردني «كانت هناك أربعة أو خمسة عقود من دون تحقيق نتائج! هناك عاملان رئيسيان، نحن سئمنا وتعبنا من عملية لتحقيق السلام. ما نتحدث عنه الآن هو مفاوضات مباشرة، هذه نقطة رئيسية، ونحن نتعامل مع هذا الأمر في سياق إقليمي من خلال مبادرة السلام العربية، والأميركيون يرون هذا كما نراه نحن، وأظن أن الأوروبيين يرون الشيء ذاته، وبريطانيا تؤدي دوراً نشطاً أكثر مما رأيت خلال عشر سنوات».
وأضاف «ما نتحدث عنه ليس جلوس الإسرائيليين والفلسطينيين معاً حول الطاولة، ولكن جلوس الإسرائيليين مع الفلسطينيين، وجلوس الإسرائيليين مع السوريين، وجلوس الإسرائيليين مع اللبنانيين، ومن خلفهم يصطف العالم العربي والإسلامي لفتح مفاوضات مع الإسرائيليين في الوقت ذاته. لهذا فانه عمل يحتاج إلى أن يتم خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولديه جواب إقليمي - انه ليس حل الدولتين، ولكنه حل الـ57 دولة».
وعما إذا كان يعتقد أن دمشق ستوافق على الانضمام إلى المفاوضات، قال الملك الأردني «السوريون بالتأكيد يرون فوائد مفاوضات السلام مع إسرائيل، وآمل خلال مباحثاتي معهم غداً (أمس) أن يتفهموا أنها مقاربة إقليمية».
وعما إذا كان يهتم إذا فشل في خططه للسلام، قال الملك الأردني «ستكون هناك حرب، فقبل الحرب على لبنان قلت إنه سيكون هناك نزاع مع إسرائيل، وقلت ذلك قبل أربعة أو خمسة أشهر من الحرب، وقلت إن ذلك سيحدث إما في لبنان أو في غزة، وحدث ذلك في لبنان، وفي تشرين الثاني قلت ستكون هناك أيضاً حرب في لبنان أو غزة، واعتقدت أنها ستحدث خلال تسلم اوباما مهام منصبه، لكنني فوجئت بحدوث الحرب قبل شهر من ذلك، وإذا لم تتقدم مباحثات السلام، فانه سيكون صراع آخر بين العرب أو المسلمين وإسرائيل خلال الأشهر الـ12 والـ18 المقبلة».

المصدر: وكالات


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...