التجاذبات السياسية بين موسكو ولندن ودور واشنطن فيها

21-07-2007

التجاذبات السياسية بين موسكو ولندن ودور واشنطن فيها

الجمل:   يقول الصحفي الأمريكي مايك ويتني: إن الزيارات والاجتماعات السرية بين زعماء وقادة الدول، تمثل أمراً عادياً، ولكن عندما يستغل شخص بـ(وزن ومكانة) هنري كيسنجر الطائرة رأساً إلى موسكو، فجأة وبلا مقدمات، فإن الأمر يستلزم التركيز والانتباه.
• تحركات كيسنجر على خط موسكو- واشنطن:
غادر واشنطن سراً وزير الخارجية الأمريكي السابق، وخبير العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، البروفيسور في جامعة هارفارد الأمريكي هنري كيسنجر إلى موسكو، وكان الوفد المرافق له يتكون من:
- جورج شولتز، وزير الخارجية الأمريكي السابق.
- روبرت روبين، وزير الخزانة الأمريكي السابقة.
- توماس غراهام السفير الأمريكي السابق، والخبير في شؤون ضبط التسلح وعدم انتشار الأسلحة النووية.
- سام نون، عضو الكونغرس الأمريكي السابق.
- ديفيد أوريللي، رئيس مجلس الإدارة، والمدير التنفيذي لشركة شيفرون النفطية الأمريكية.
المعلومات الواردة تقول: إن هذه المجموعة تحاول القيام بـ(عمل) حكومي أمريكي رسمي في موسكو، وبرغم ذلك فقد عبرت أجهزة الإعلام الأمريكية عن احتجاجها بسبب تعمد البيت الأبيض الأمريكي عدم الإدلاء بأي معلومات، إضافة إلى إصداره تعميماً لكافة الوزراء والوكالات الأمريكية بعدم التعليق أو الإدلاء بأي تصريحات حول (مهمة) كيسنجر السرية.
• أبرز التكهنات:
على خلفية الخلافات الأمريكية- الروسية المتصاعدة، وزيارة بوتين الأخيرة إلى أمريكا، وما أثمرت عنه قمة بوش- بوتين، تشير التكهنات إلى أن روسيا والولايات المتحدة تقومان حالياً بالانخراط في محادثات عالية المستوى شديدة الحساسية حول عدد من القضايا والمسائل التي تأتي في مقدمتها:
- ملف الخلاف الروسي- الأمريكي: ويتضمن القضايا الآتية:
* نشر شبكات الدفاع الصاروخي.
* الاتفاقيات السابقة بين روسيا وأمريكا.
* العلاقات مع الاتحاد الأوروبي:
* نفط منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى.
* القواعد العسكرية الأمريكية في آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس.
* حلف الناتو.
- ملف الشرق الأوسط:
* أزمة الملف النووي الإيراني.
* الأزمة اللبنانية.
* الأزمة الفلسطينية.
* الأزمة العراقية:
* أزمة دارفور.
* أزمة الصحراء الغربية.
* أزمة السلام في الشرق الأوسط.
* الأزمة التركية.
* الأزمة الأفغانية.
* الأزمة الباكستانية.
- ملفات الشؤون الدولية:
* ضبط التسلح.
* الحرب ضد الإرهاب.
* اصلاح الأمم المتحدة.
* المصالح النفطية العالمية.
* قضايا تحرير التجارة العالمية.
- الملف الأكثر أهمية: طبيعة نظام القضايا العالمية:
مصدر الخلاف الأساسي في علاقات موسكو- واشنطن يتمثل في الإدراك المتبادل، فأمريكا تنظر لطبيعة النظام الدولي باعتباره يقوم على أساس (القطبية الواحدة) بزعامة أمريكا، ومن ثم تطالب الآخرين بالانصياع لها.. أما روسيا فتنظر إلى طبيعة النظام الدولي باعتباره يقوم على أساس (التعددية القطبية) ومن ثم تطالب بطرح كل شيء للحوار والنقاش وصولاً إلى التوافق وإجماع الأقطاب.
حاولت أمريكا فرض القطبية الواحدة كأمر واقع عن طريق تجاوز وتجاهل ما تطالب به روسيا، وفي الوقت نفسه فرض الشروط عليها.
آخر السوابق يتمثل في استخدام الأمريكيين للحكومة البريطانية في القيام بعملية شن حرب (البروكسي) الدبلوماسية الساخنة ضد روسيا، فقد سبق أن تقدمت روسيا بـ21 طلباً للحكومة البريطانية خلال العام السابق، بتسليم أحد زعماء عصابة المافيا الروسية- الإسرائيلية، والذي يدعى بوريس بوريزوفيسكي، الذي يعيش حالياً في بريطانيا، وبرغم أن الحكومة البريطانية رفضت القيام بإجراءات التسليم، فقد كان الجديد في الأمر هو تجاهل الحكومة البريطانية تقديم أي رد للحكومة الروسية، وبالمقابل عندما تقدمت بريطانيا بطلب إلى روسيا بتسليم أندريه لوغوفوي المتهم باغتيال ليتفينينكو في لندن العام الماضي، ورفضت روسيا، كان رد الفعل البريطاني الذي تمثل في القيام بطرد الدبلوماسيين الروس من بريطانيا مثيراً للاهتمام، ويقول الخبراء بأن بريطانيا ما كانت لتتجرأ على القيام بذلك، دون الحصول على ضوء أخضر من واشنطن، والهدف واضح ويتمثل في: التقليل من مكانة ووزن موسكو في النظام الدولي الحالي، وجعلها تفهم وتدرك وتقبل بالأمر الواقع القائل بان النظام الدولي قد أصبح محكوماً بـ(القطبية الواحدة) تحت قيادة أمريكا.. ويقول المحللون بأن الرد الروسي المنتظر على طرد الدبلوماسيين هو الذي سوف يحدد قبول أو عدم قبول روسيا لمضمون رسالة (واشنطن) المرسلة لـ(موسكو) عبر (لندن).
تقول المعلومات بأن مهمة كيسنجر السرية يقوم بمتابعتها والإشراف عليها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني شخصياً، والذي تحدث مع كيسنجر بأن يطلب من (موسكو) تفهم طبيعة دورها الثانوي في النظام الدولي، وأن تكف عن (عدم التعاون) مع التوجهات الاستراتيجية الخاصة بـ(واشنطن) وبالذات إزاء ملفات طهران، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...