الثورات الأمريكية الملونة والتنسيق مع (الاخوان) لتقويض استقرار سورية

21-09-2007

الثورات الأمريكية الملونة والتنسيق مع (الاخوان) لتقويض استقرار سورية

الجمل:     خبير اللوبي الإسرائيلي ديفيد ماكوفيسكي، في التحليل الذي نشرته دورية جورنال أوف أيدياز، في عددها الصادر في خريف 2007م، والذي حمل عنوان (ترقية الديمقراطية الليبرالية) أشار قائلاً بأن توجهات إدارة بوش الحالية من أجل نشر وترقية الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط تمثل امتداداً للتقاليد الأمريكية الويلسونية القديمة.
• المفهوم الأمريكي للديمقراطية واشكالية المفارقة الشرق أوسطية:
على الصعيد النظري تتحدث الأدبيات الرسمية الأمريكية عن الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان. وضرورة قيام الإدارة الأمريكية بتعميم ونشر هذه القيم في سائر أنحاء العالم، وعلى الصعيد العملي، تشير تجربة الإدارة الأمريكي إلى عكس ذلك تماماً.
تتميز منطقة الشرق الأوسط بالبيئة السياسية الشديدة التعقيد، والتي بالأساس كانت السياسة الإسرائيلية والأمريكية السبب الرئيسي في نشوء تعقيداتها، وذلك على النحو الذي جعل السياسة الأمريكية نفسها تعاني من التعقيد وتضارب وتعاكس التوجهات وعدم التوازن بين الواقع وإدراكه، والأداء السلوكي الصحيح المطلوب للتعامل معه.
• برامج نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط:
بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، ببضعة أيام، قام اللوبي الإسرائيلي بتحويل مركز ميمرى التابع له، لكي يصبح مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة ميمرى هذه كان يشرف عليها مجموعة من اليهود الأمريكيين، وكانت تعمل حصراً في مجال جمع التبرعات من أجل دعم برامج تحسين صورة إسرائيل أمام العالم من جراء الأضرار والتشوهات التي سببتها الانتفاضة الفلسطينية.
ركزت برامج نشر الديمقراطية تحت  إشراف مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية (التابعة للوبي الإسرائيلي) على الآتي:
- دعم حركات الاحتجاج المدني في الدول المعارضة للمشروع الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
- دعم حركات الاحتجاج المدني المعارضة لروسيا، وتحديداً في الجمهوريات الوليدة التي استقلت مؤخراً عن الاتحاد السوفييتي.
أبرز النتائج التي تمخضت عن برامج نشر الديمقراطية تمثلت في الثورات الملونة التي عصبت بالاستقرار السياسي في العديد من هذه البلدان، وعربياً كان ما يعرف بـ(منتدى الشرق الأوسط) الذي يشرف عليه اليهودي الأمريكي ايليوت ابراهام (نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي حالياً) ودانيال بيبيز، إضافة إلى بعض العرب مثل اللبناني زياد عبد النور وغيرهم) أحد المراكز المهمة بقيادة حملة اللوبي الإسرائيلي تحت غطاء نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.
كذلك هناك العديد من المراكز والجمعيات الأمريكية التي يشرف عليها اللوبي الإسرائيلي ومن أبرزها اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان، اللجنة الأمريكية لتحرير العراق، اللجنة الأمريكية لتحرير إيران.. وجميع هذه اللجان تعمل في مجال تقديم المعلومات والدراسات والتوصيات الهادفة إلى دفع الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى انتهاج خط سياسي يهدف إلى تطبيق سياسة (تغيير النظام) إما عن طريق الغزو والاحتلال على غرار النموذج العراقي الحالي، أو عن طريق الضغوط والعقوبات والعزل على غرار ما تقوم بتطبيقه إدارة بوش حالياً ضد سورية وإيران.
• مفارقة الثورات الأمريكية الملونة في العالم العربي:
يقول بعض الخبراء الناشطين في المنظمات الدولية، بأن أمريكا اندفعت بشدة في برنامج نشر الديمقراطية الذي أعلنه وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول.. ولكنها توقفت عن تطبيق هذا البرنامج بسبب (الضربة) القوية التي تلقتها السياسة الخارجية الأمريكية على يد حركة حماس عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ويقول بعض الخبراء بأن الضربة التي تلقتها أمريكا تشبه تماماَ الضربة التي تلقتها  إسرائيل على يد حزب الله اللبناني في حرب الصيف الماضية. وبكلمات أخرى فقد استطاعت حركة حماس هزيمة مشروع نشر الديمقراطية الأمريكية، واستطاع حزب الله هزيمة مشروع احتلال لبنان عسكرياً بواسطة الجيش الإسرائيلي.
وبرغم هذه (الضربات) والهزائم، مازالت إدارة بوش تحاول الاستمرار في مشروع نشر وتعميم الديمقراطية حالياً، ولكن هذه المرة بوسائل أخرى.
الآن، بجانب الاستهداف العسكري الإسرائيلي والأمريكي إلى سورية، فإن الإدارة الأمريكيةـ تحاول –اقتداء بنصيحة جنبلاط- الاعتماد على الاخوان المسلمين السوريين من أجل تقويض استقرار سورية، على النحو الذي تؤدي فيه عمليات نشر الفوضى والاضطرابات التي سوف تقوم بها الجماعة إلى إضعاف سورية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً، على النحو الذي يمهد المسرح السوري ويؤدي إلى انفتاحه على غرار المسرح السياسي اللبناني، أمام (العمليات السرية الإسرائيلية) الهادفة إلى القضاء على القوام الوطني السوري، باعتباره الركيزة والسند الأساسي للقوام القومي العربي.
وما هو واضح الآن أن سخرية القدر قد جعلت (صدر الدين البيانوني) المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين السورية بمثابة القائد والمرشد العام لـ(الثورة الملونة) التي تخطط مراكز اللوبي الإسرائيلي لـ(اندلاعها) في سورية، وتتولى كل من وزارة الخارجية الأمريكية تحت إشراف اليهودي الأمريكي ديفيد وولش ومجلس الأمن القومي الأمريكي تحت إشراف اليهودي الأمريكي إيلوت ابراهام، ومؤسسة بيت الحرية، الذي يشرف عليه حالياً اليهودي الأمريكي وولفوفيتز، وغيرهم، عملية دعمها وتقديم المساعدات والغطاء اللازم لها.
وهكذا، تدور وقائع أشد السيناريوهات غرابة: إسرائيل تخطط مع اللوبي الإسرائيلي، ويهود أمريكا يقومون بالتمويل والدعم السياسي، وحركة الاخوان المسلمين بقيادة صدر الدين البيانوني تنفذ على الأرض.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...