الجد الأكبر للجمل سوري و130 بعثة تنقب في تاريخ سوريا

22-10-2006

الجد الأكبر للجمل سوري و130 بعثة تنقب في تاريخ سوريا

توصلت بعثات أثرية سورية واجنبية في ختام موسم التنقيب الخريفي، الى اكتشافات تاريخية مهمة قد تعيد حسابات المؤرخين في شأن مسلمات تتناول عناوين عدة: بدءا من تاريخ التحنيط ومرورا بعبادة عشتار ومصانع الدبس وانتهاء بحجم الجمل وظهوره.

وقال المدير العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية الدكتور بسام جاموس ان 130 بعثة تنقيب تعمل في موسمي الربيع والخريف في البلاد، بينها حوالي 45 بعثة اجنبية. وحصل احد اهم الاكتشافات هذه السنة في موقع تل اسود في غوطة دمشق على بعد 25 كيلومترا من العاصمة. اذ عثرت بعثة سورية - فرنسية، بعد ستة اعوام من العمل، على قرية نموذجية تضم منازل دائرية ومربعة رصفت ارضياتها بالطين المدكوك تعود الى الألف السابع قبل الميلاد.

ويقول جاموس الذي يرأس البعثة، مع الفرنسية دانيال ستوردور، ان الاهم في هذا الموقع هو «اكتشاف جماجم مجصصة وملونة ما شكل اقنعة كأن الوجوه تنطق وتبتسم، ما يدل الى بدايات التحنيط. كما ان عمليات الدفن الشعائري تدل الى تطور الفكر العقائدي».

ونقل خبراء الجماجم الـ12 المكتشفة الى متحف دمشق، قبل ان يُنقل بعضها الى فرنسا لاجراء اختبارات عليها وعلى التراب الموجود في داخلها. وقال احد الخبراء: «المدهش في هذه الوجوه، ان العيون نزلت بالقار الاحمر ولا يزال احمرارها يلمع الى الآن».

واوضح مدير التنقيب والدراسات الاثرية البروفيسور ميشال المقدسي لـ «الحياة» ان الاكتشاف دل الى «طقوس معينة في الدفن، بحيث كانت تُقطع الرؤوس وتُطلى بالكلس مع وضع الزفت الاحمر في العيون ما ادى الى الحفاظ عليها بشكل كبير مدة تسعة الاف عام». لكنه ميّز بين هذه الطقوس في دفن الرؤوس، وبين التحنيط الذي اعتمده الفراعنة في مصر.

وعلى بعد حوالي 250 كيلومترا من هذا الموقع، عثرت بعثة سورية - سويسرية في موقع «الهمّل - الندوية» في صحراء تدمر وسط البلاد، على اجزاء عظمية من الجمل الذي كان يستخدم في الحياة اليومية. وقال الدكتور جان ماري لوتون سورير بعد تحليله العظام في مختبرات سويسرية ان «حجم الجمل يبلغ ضعف حجم الجمل الحالي». واوضح جاموس ان التقديرات تفيد بأن الجمل ظهر قبل 15 الف عام وبحجمه الذي نعرفه، لكن الاكتشاف الجديد بين ان «سفينة الصحراء ظهرت قبل مئة الف عام وبضعف الحجم». ولفت المقدسي الى ان «الجد الاكبر للجمل كان بسنم واحد وليس بسنمين في ظهره».

في الضفة اليمنى لنهر الفرات قرب الحدود مع تركيا شمال البلاد، عثرت بعثة فرنسية - سورية في موقع «جادة المغارة» على منزل على شكل رأس ثور طليت جدرانه بالاحمر والاسود والابيض. واوضح جاموس :»هذا يدل الى ان عبادة الثور انتشرت في الألف التاسع قبل الميلاد في الفرات الاوسط». واذ دلت التركيبة اللونية الى تطور الفكر الفني وقتذاك، يعتقد مسؤلوون في «مديرية الاثار» بأن الاهم في هذا الموقع، هو «اكتشاف تمثال نصفي لعشتار مصنوع من الجص الابيض الزجاجي. ونُقشت العينان في الوجه، بينما تحمل اليدان الثديين».

وفي حال ثبوت هذه الفرضية، يعني ان عبادة «عشتار» باسمها، ظهرت في الألف التاسع قبل الميلاد، وليس الثالث كما يُعتقد حتى الآن، اي بفرق ستة الاف سنة. ويقول المقدسي :»ليس معروفا الى الان، هل هي عشتار ام لا. هي الرب الأم، لان عشتار لم تكن موجودة في الألف السابع قبل الميلاد».

وعثرت بعثة اخرى، غرب «جادة المغارة»، على اقدم منشأة صناعية في موقع «قطْنا» على بعد 20 كيلومترا شمال شرقي حمص (وسط سورية). وقال المقدسي انها مخصصة لـ» تصنيع منتجات الدبس والعنب والنبيذ، ما سيعطينا فكرة على طبيعة تصنيع هذه المواد في فترة الدويلات الآرامية» اي في القرن التاسع قبل الميلاد.

ابراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...