السعودية ترعى حوار الأديان.. خارج أراضي المملكة

19-07-2008

السعودية ترعى حوار الأديان.. خارج أراضي المملكة

الجمل: سوف ينعقد خلال هذا الأسبوع برعاية سعودية مؤتمر حوار الأديان في العاصمة الإسبانية مدريد والذي تقول المعلومات المتداولة بأنه سيهدف إلى إفساح المجال أمام تطوير آفاق التسامح الديني وتبني القيم المشتركة المتعلقة باحترام الأديان.
* توازنات المؤتمر:
• البعد الهيكلي – البنائي: سيضم المؤتمر أكثر من 200 مندوباً يمثلون الإسلام، المسيحية، اليهودية، الهندوسية، والبوذية. وتقول المعلومات بأن هؤلاء المندوبين ينتمون إلى 54 بلداً. الإشراف السعودي على المؤتمر يتم من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي التي ترعاها حكومة المملكة.
• البعد الإدراكي – القيمي: تنظر الأوساط الغربية إلى المؤتمر ليس باعتباره يهدف لإقامة حوار أديان حقيقي وإنما لجهة اعتباره محاولة سعودية تهدف إلى:
- تعزيز قوة الدبلوماسية العامة السعودية.
- تشديد النفوذ السعودي على الزعماء الإسلاميين.
- تحسين صورة السعودية في الغرب، وعلى وجه الخصوص أمريكا التي تتهم السعودية بدعم الحركات الإسلامية الأصولية المتطرفة.
وترى بعض التحليلات أن اختيار إسبانيا كمكان لانعقاد المؤتمر يهدف إلى استعادة القيمة التاريخية لإسبانيا في الفترة من القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر حيث كانت مكاناً يتعايش فيه جنباً إلى جنب المسلمون والمسيحيون الكاثوليك واليهود في حالة من السلام والاستقرار المستمر تحت الحكم الإسلامي.
• البعد الحركي – التفاعلي: سيتضمن جدول أعمال مؤتمر الحوار بمدريد الأجندة الآتية:
- قضايا حقوق الإنسان.
- التعايش السلمي.
- القيم الأخلاقية المعاصرة.
- دور الدين في مكافحة ومحاربة الجريمة والمخدرات والفساد.
* أبرز الانتقادات للمؤتمر:
الانتقادات الموجهة للمؤتمر جاءت بشكل استباقي على لسان كل من سايمون هندرسون خبير شؤون الخليج بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وياسمينة الجمل خبيرة شؤون الإصلاح في العالم العربي وقد ركزت الانتقادات على النقاط الآتية:
• لم يتم عقد المؤتمر في السعودية لأنها لا تسمح بعقد مثل هذه المؤتمرات.
• السعودية بلد غير متسامح مع الأديان الأخرى، بدليل أن السلطات السعودية تصادر من أتباع الديانات الأخرى الكتب المقدسة التي تعبر عن معتقداتهم وعلى وجه الخصوص الإنجيل والتوراة وما شابه ذلك.
• وجهت السعودية الدعوة بطريقة انتقائية وعلى سبيل المثال:
- تمت دعوة الحاخامات اليهود المعارضين لإسرائيل.
- تمت دعوة رجال الدين المسيحي ذوي الاتجاهات المعادية لليهود واليهودية.
- تسيطر النزعة الوهابية على معظم رجال الدين الإسلامي المشاركين في المؤتمر.
* واشنطن وتحديات استغلال فرصة مؤتمر مدريد:
تقول ورقة الرصد السياسي رقم 1388 التي نشرها اليوم الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن بأن على الإدارة الأمريكية الاهتمام بانعقاد مؤتمر حوار الأديان بمدريد بحيث ينصب الاهتمام على القيام بالآتي:
• إدارة النقاش والحوار الذي يؤدي إلى إصدار المزيد من التوصيات التي تخدم المنظور الأمريكي للمملكة العربية السعودية باعتبارها دولة حليفة للغرب ولكنها تدعم الحركات الأصولية الإرهابية.
• الدفع باتجاه أن تتطرق التوصيات على المطالبة بحرية الأديان واحترام حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب.
وبعد انتهاء المؤتمر فإن توصياته وبيانه النهائي، سيكون بمثابة وسيلة جديدة في يد الإدارة الأمريكية في الضغط على السعودية ومطالبتها علناً بتطبيق توصيات المؤتمر الذي رعته السعودية نفسها، وتقول المعلومات والتسريبات بأن الرياض ستحاول بالمقابل توجيه دفة المؤتمر بحيث لا يتوصل المؤتمرون إلى بيان ختامي يتضمن صيغة نهائية لتوصيات من النوع الذي يمكن استخدامه لاحقاً كسلاح ضد السعودية.
تقول التسريبات أيضاً بأن الصدام الحقيقي بين واشنطن والرياض حول توصيات المؤتمر إذا جاءت بما يخالف توقعات السعوديين سيكون صداماً بين الإدارة الأمريكية وولي العهد السعودي الأمير سلطان لأن الملك عبد الله قد بلغ الخامسة والثمانين من العمر ويعاني اعتلالاً في الصحة وعدم القدرة على التفكير السليم وتشير المصادر الأمريكية إلى أن الأمير سلطان يتميز بارتباطاته القوية بالنخب الدينية الوهابية، وهو الأمر الذي قد يترتب عليه احتمالات لجوء واشنطن إلى استخدام توصيات المؤتمر كورقة لجهة المقاومة وعقد صفقة مع ولي العهد تقوم على أساس اعتبارات خيارين إما تطبيق المزيد من الإصلاحات أو إعطاء المزيد من المزايا الإيجابية لواشنطن في مجالات النفط السعودي بحيث يحصل الأمريكيون على نفط أكثر مقابل غض النظر عن ملفات الإصلاحات المطلوبة!!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...