السياسة الأمريكية ذاهبة باتجاه معركة داخلية الشهر القادم

14-12-2006

السياسة الأمريكية ذاهبة باتجاه معركة داخلية الشهر القادم

الجمل:   نشرت صحيفة أونلاين جورنال الالكترونية الأمريكية، مقالاً أعده الكاتب الأمريكي مايك ويتني، بتاريخ اليوم 14 كانون الأول 2006م، حمل عنوان (جيمس بيكر في مواجهة اللوبي)، وذلك في إشارة إلى الصراع الدائر بين جماعات اللوبي الإسرائيلي، ومؤيدي تقرير لجنة بيكر- هاميلتون.
يبدأ مايك ويتني مقاله بعبارة مقتبسة من مقال آخر كتبه الصحفي والمحلل السياسي الأمريكي البارز جاستن رايموندو، رئيس تحرير صحيفة أنتي وار الالكترونية الامريكية المناهضة للإدارة الأمريكية الحالية، سبق أن نشره في مقال حمل عنوان (ليس بإمكاننا الانتظار حتى عام 2008)، أي لن نستطيع تحمل توجهات الرئيس بوش حتى نهاية ولايته في عام 2008م.
يقول الاقتباس: (القيمة العظيمة لتقرير بيكر- هاميلتون تتمثل في أنه أعاد التأكيد على ضرورة اتباع وتقفي مصالح أمريكا باعتبارها تتعارض تماماً مع المصالح الإسرائيلية الخالصة).
يشير كاتب المقال إلى التوتر بين إدارة بوش وأعضاء مجموعة دراسة العراق، على نحو أصبح يعكس الفجوة الكبيرة التي برزت بين امبرياليي الحرس الأمريكي القديم وجماعة المحافظين الجدد الذين يعطون الأولوية لإسرائيل قبل أمريكا، ويعلون من شأن المصالح الإسرائيلية حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الأمريكية. ويقول الكاتب: إن هذا الانقسام بين الطرفين سوف يؤدي إلى اندلاع معركة كبيرة بينهما، أي بين المعسكر الذي يقول بأولوية المصالح الأمريكية حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الإسرائيلية، والمعسكر الذي يقول بأولوية المصالح الإسرائيلية حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الأمريكية، ويحدد الكاتب قائلاً بأن الفائز في هذه المعركة، سوف يقوم بتقرير أمر السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط في الحقبة القادمة.
لقد وضع احتلال العراق كامل منطقة الشرق الأوسط في مسار الكارثة، وما حاول جيمس بيكر- هاملتون القيام به، هو الحد من الضرر طويل الاجل الذي أصيبت به المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
يقول مايك ويني، بأن جيمس بيكر، حاول في هذا التقرير إنقاذ الامبريالية الأمريكية المعاصرة، التي أسهم بقدر كبير في توطيد دعامتها، عندما كان يعمل سابقاً وزيراً للخارجية الأمريكية خلال فترة إدارة الرئيس ريغان، وقد سبق ان دعم بيكر نظام صدام حسين، خلال فترة إدارة ريغان من خلال رفع اسم العراق من لائحة الدول الداعية للإرهاب في الفترة من عام 1982 وحتى عام 1990 ، عند قيام العراق بغزو الكويت، كذلك يرى الكاتب بأن توجهات جيمس بيكر، تقوم على قناعات جيمس بيكر وايديولوجيته ذات الطابع الذرائعي البراغماتي، فهو يرى بأن الحرب ليست شأناً مهماً في حد ذاته.. دائماً المهم هو التجارة، وبالتالي عندما تستثمر التجارة.. يجب على أمريكا أن تحافظ على ذلك الاستمرار.. حتى لو كان الثمن دعم الديكتاتورية.. مثل نظام صدام حسين.. ومن ثم، فقد كان جيمس بيكر معارضاً للحرب ضد العراق منذ البداية، وحالياً يؤكد جيمس بيكر على صدق موقفه بالاشارة إلى أن أمريكا كانت تكسب التجارة في أيام ديكتاتورية صدام حسين.. ولكن عندما قررت إدارة بوش القضاء على الديكتاتورية، وبناء الديمقراطية.. كانت الخسارة فادحة، فقد خسرت أمريكا التجارة، ولم تقم ببناء الديمقراطية.. وتزايدت خسائر أمريكا المادية، على النحو الذي أصبحت خسارة نفقات الحرب العراقية فيه ما يقرب من تريليون دولار (أي ألف مليار دولار).
يشير الكاتب، إلى حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي، عند عودته من لوس أنجلس في منتصف نوفمبر الماضي، والتي قام فيها بطمأنة الإسرائيليين بأنه لا خوف من توصيات لجنة بيكر- هاملتون، على إسرائيل.. وذلك لأن الإدارة الأمريكية سوف لن تطبق هذه التوصيات، كذلك أشار الكاتب إلى ثقة إيهود أولمرت وهو يتحدث عن الجهد الذي تقوم به منظمة الإيباك (اللوبي)، من أجل إحداث انقسام في صفوف النواب الديمقراطيين داخل الكونغرس، بحيث يتم تكوين ثلاثة كتل برلمانية داخل هذا الكونغرس:
الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل، الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، الديمقراطيين غير المتقاطعين مع إسرائيل، وبالتالي، تكون الكتلة الأكبر في الكونغرس هي كتلة المؤيدين لإسرائيل والتي تضم الجمهوريين جنباً إلى جنب مع الديمقراطيين، كذلك أشار إيهود أولمرت إلى أن عدد الأعضاء اليهود داخل الكونغرس الجديد هو الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك لأن عدد أعضاء الكونغرس في الحزبيين الديمقراطيين والجمهوريين قد بلغ الآن بعد الانتخابات الأخيرة 40، بعد ان كان 26 يهودياً فقط قبل انتخابات السابع من تشرين الثاني.
المعركة بدأها الإيباك، والذي باشر التحرك داخل الولايات المتحدة، ضمن المسارات الآتية:
• تجميع أكبر عدد ممكن من أعضاء الكونغرس المؤيد لإسرائيل، ودفعهم لمعارضة تطبيق توصيات تقرير بيكر- هاميلتون.
• دعم مراكز الدراسات التابعة لجماعات المحافظين الجدد في حملة تهدف إلى إصدار التقارير والدراسات التي تقوض مصداقية توصيات تقرير بيكر، وحالياً ينشط معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومعهد القرن الأمريكي، وغيرها.
• دعم الحملة الإعلامية التي تقودها أجهزة الإعلام الامريكية الداعمة لتوجهات جماعة المحافظين الجدد، والمؤيدة لإسرائيل، مثل شبكة فوكس نيوز، وصحيفة الواشنطن تايمز، ومجلة الويكلي ستاندارد وغيرها.
• الاستعانة بالأطراف الدولية الحليفة لأمريكا مثل بريطانيا، أو التي تسير –رغماً عنها- في ركب التبعية الأمريكية، مثل الأردن، والسعودية، ومصر، للمطالبة ببقاء القوات الأمريكية في العراق، و(تحذير) الرأي العام الأمريكي من (التداعيات الخطيرة) التي سوف تحدث إذا انسحبت أمريكا حالياً من العراق.
• الاستعانة بالأطراف العراقية المستفيدة من استمرار عملية الاحتلال الأمريكية للعراق، مثل الفصائل الكردية، وحركة المجلس الشيعي الأعلى، وحكومة نوري المالكي، ودفعها للمطالبة العلنية باستمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وذلك حتى يفهم الرأي العام الأمريكي أن العراقيين هم الذين يطالبون بوجود أمريكا.
وأخيراً يقول الكاتب مايك ويتني: إن جيمس بيكر ومجموعة المحافظين سوف لن يستسلموا بسهولة لمخططات الإيباك، وسوف يردون بقوة. وبرغم عدم سيطرتهم على الكونغرس، إلا أنهم قادرون على السيطرة على الكونغرس، عن طريق الضغط عليه من الخارج، عن طريق حشد الرأي العام الأمريكي، والذي أكدت استطلاعات الرأي أن 74% من الأمريكيين تؤيد بقوة تطبيق توصيات بيكر.
وحالياً بسبب الخوف من ضغوط الرأي العام الأمريكي مايزال الرئيس بوش غير قادرة على الحديث علانية عن رفضه لتوصيات تقرير بيكر. وبرغم رفض بوش لهذه التوصيات وتفضيله لسياسة التصعيد والهروب إلى الأمام، إلا أنه يحاول التمهيد لذلك عن طريق تأجيل إعلان استراتيجيته الجديدة، ريثما يعطي الوقت لجهود الإيباك، بحيث يعلنها عندما يتيقن أن هذه الجهود قد استطاعت أن تغير توجهات الرأي العام وتخلق البيئة السياسية المواتية لتوجهات الإدارة الأمريكية الهادفة إلى التصعيد.
ويتوقع الكاتب اندلاع المعركة السياسية داخل الولايات المتحدة بقوة خلال أشهر كانون الثاني وشباط وآذار القادمة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...