سوريا: من يريد الحرب, ومن يريد السلام؟

13-10-2013

سوريا: من يريد الحرب, ومن يريد السلام؟

الجمل- *جين بريكمونت- ترجمة:د. مالك سلمان:
 
مع قرع طبول الحرب مرة أخرى في الشرق الأوسط, ضد سوريا هذه المرة, من المهم أن نسألَ أنفسَنا: من مع هذه الحرب ومن ضدها؟
من السهل تحديد الذين يقفون ضد هذه الحرب: البلدان المعنيان بشكل مباشر بالطبع, سوريا وإيران, ولكن أيضاً غالبية شعوب العالم وحكوماتها, المدافعون عن القانون الدولي, وخاصة روسيا والصين, إضافة إلى – وهذا شيء جديد – معظم الناس في الغرب, وحتى قسم من ممثليهم. ولكن, من يقف مع هذه الحرب إذاً؟
هناك اللاعبون الإقليميون مثل المتمردين السوريين, والمملكة السعودية أو تركيا والحكومتين الأمريكية والفرنسية. ولكن ما سأحاول مناقشته هنا هو الأسباب الرئيسة التي تدفع الغرب للسعي إلى إشعال حرب في الشرق الأوسط. فإن كنا نريد حواراً حقيقياً بين الحضارات, علينا أن نفهمَ من يقف ضد هذا الحوار. هل هو الغرب برمته, أم الطبقات الحاكمة فيه, أم شيء آخر؟
الإجابة القصيرة هي أن ما يدفعنا باتجاه الحرب هو مزيج من الإيديولوجيا والأفعال الصادرة عن مجموعات الضغط: المحافظون الجدد- الصهاينة اليمينيون, ودعاة التدخل الليبراليون اليساريون.
لكي نعرفَ ما تفعله وتريده المجموعة الأولى, دعونا نقتبس بعض العناوين الرئيسة من الصحافة الأمريكية والإسرائيلية.
تبعاً لصحيفة "التايمز" الإسرائيلية: "الاستخبارات الإسرائيلية تلعب دوراً مركزياً في القضية الأمريكية ضد سوريا"؛ وفي "هاآرتز": "اللوبي الداعم لإسرائيل يسعى إلى تغيير مجرى النقاش حول القضية السورية في الكونغرس"؛ وتبعاً لصحيفة "بلومبيرغ": "حاخامات الولايات المتحدة يحثون الكونغرس على دعم أوباما في حربه على سوريا".
"قال مسؤولو الإدارة إن مجموعة الضغط المؤثرة الداعمة لإسرائيل ‘إيباك’ كانت تعمل بنشاط للضغط من أجل القيام بعمل عسكري ضد حكومة السيد الأسد, لأنه إذا تمكنت سوريا من التهرب من الانتقام الأمريكي لاستخدامها الأسلحة الكيماوية يمكن أن تتجرأ إيران على مهاجمة إسرائيل في المستقبل. ... وقد قام أحد مسؤولي الإدارة الذي رفض – على غرار الآخرين – ذكر اسمه في سياق مناقشة استراتيجية البيت الأبيض بتسمية ‘إيباك’ ﺑ ‘الغوريلا التي تزن 800 باوند في الغرفة’ وقال إن حلفاءَها في الكونغرس يقولون بالتأكيد, ‘إن لم يكن البيت الأبيض قادراً على فرض هذا الخط الأحمر’ ضد الاستخدام الكارثي للأسلحة الكيماوية’ ‘فإننا نواجه مشكلة’."
ولكن من حق المرء أن يسأل ما هي مصلحة إسرائيل نفسها في تحريض الولايات المتحدة على القتال في سوريا؟ يزعم بعض المراقبين أنه طالما أن بشار الأسد قد سمح لإسرائيل باحتلال الأراضي السورية في مرتفعات الجولان وحافظ على الهدوء عند الحدود (دون أن يوضحوا الخيارات الأخرى المتاحة أمامه, إذا أخذنا بعين الاعتبار توازن القوى), فإنهم يستنتجون أن لا مصلحة لإسرائيل في إسقاطه. لكن المهم هو أن الأسد متحالف مع حزب الله ومع إيران. وإسرائيل تكره حزب الله بسبب مقاومته الناجحة للاحتلال الإسرائيلي للبنان, وترى في إيران الخطرَ الأكبر على التفوق الإسرائيلي العسكري في المنطقة.
وعلى الرغم من ذلك, ليس من المؤكد أن هدفَ إسرائيل من الحرب هو إسقاط الأسد. وتقدم مقالة نشرت في "نيويورك تايمز" (5 أيلول/سبتمبر) إشارة إلى نوايا إسرائيل:
"هذه مباراة فاصلة تريد أن يخسرَ فيها الطرفان, ولكن على الأقل لا تريد لأي طرف أن يربح – سنقبل بالتعادل," قال آلون بينكاس, القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك. "دعوا الطرفين ينزفان حتى الموت: هذا هو التفكير الاستراتيجي هنا. فطالما أن الوضع مستمر على هذه الشاكلة, لا تشكل سوريا أي خطر حقيقي."
صحيح أن هناك قوات أخرى تضغط من أجل الحرب غير اللوبي الإسرائيلي. فبعض البلدان المجاورة مثل المملكة السعودية وتركيا يريد تدمير سوريا أيضاً, لأسبابه الخاصة. لكن تأثير هذه الأطراف لا يقارَن بالدور السياسي الذي تلعبه الولايات المتحدة واللوبي الداعم لإسرائيل. فإذا اعتمدَ بعض الأمراء السعوديين على أموالهم في محاولة لإفساد حفنة من السياسيين الأمريكيين, يمكن رفض ذلك بصفته تدخلاً من قبل قوة أجنبية في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة. ولكن لا يمكن توجيه تهمة مماثلة ضد النفوذ الإسرائيلي بسبب القاعدة الذهبية المُفحمة: يمكن تأويل أي ذكر لمثل هذا النفوذ فوراً على أنه شتيمة معادية للسامية ضد "نفوذ يهودي" غير موجود, كما يزعمون.
إن تفسير الحرب على أساس مزيج من الإيديولوجيا وأنشطة مجموعات الضغط يتناقض مع الاعتقاد الشائع الذي يؤمن به معظم اليساريين, وخاصة أولئك الذين يعتبرون أنفسَهم ماركسيين (مع أن ماركس نفسه لم يكن قطعياً في هذه المسألة), والقائل إن الحرب نتيجة حسابات نفعية منطقية يقوم بها الرأسماليون. فلو كان الأمر كذلك, يمكن اعتبار هذه الحروب التي يتم شنها "من أجل النفط" تصب "في المصلحة الوطنية". لكن هذه الرؤية تنظر إلى "الرأسمالية" بصفتها قوة موحَدة تقوم بإصدار أوامرَ للسياسيين المطيعين على أساس الحسابات الدقيقة. وكما قال برتراند رَسل فإن هذا المنطق الشائع المزعوم يتجاهل "محيط الغباء الإنساني الذي يطفو على سطحه المركبُ الصغير الضعيف للمنطق الإنساني." فقد تم شن الحروب لعدة أسباب لا تتعلق بالاقتصاد, مثل الدين أو الانتقام, أو ببساطة بهدف استعراض القوة.
على الأشخاص الذين يعتقدون أن الرأسماليين يريدون الحروبَ لجني الأرباح أن يراقبوا مجلس إدارة أي شركة كبيرة: الرأسماليون بحاجة إلى الاستقرار وليس الفوضى, والحروب الأخيرة لا تجلب إلا المزيد من الفوضى. يجني الرأسماليون الأمريكيون ثروات طائلة في الصين وفيتنام الآن بعد أن حلَ السلام بين الولايات المتحدة وهذين البلدين, وهذا لم يكن ممكناً في أجواء عدائية متوترة. أما بالنسبة إلى الرأي القائل إنهم بحاجة إلى الحروب لنهب الموارد, يمكن للمرء أن يلاحظ أن الولايات المتحدة تشتري النفط من العراق الآن, كما تفعل الصين, لكن الصين لم تدمر نفسها في حرب مكلفة. وعللا غرار العراق فإن إيران وسوريا ترغبان في بيع مواردهما, لكن الحظر السياسي الذي تفرضه الولايات المتحدة هو الذي يعيق مثل هذه العمليات التجارية.
وكيف يفسر المرء أن العديد من المؤيدين العتاة للحرب في الولايات المتحدة هم من اليمينيين؟ أليس بمقدور "حزب الشاي" ورون بول وبات بوكانن وجستين رايموندو والمناهضين للحرب, ومن بينهم بول كريغ روبرتس, أن يروا الأرباح الرائعة التي يمكن للرأسماليين أن يجنوها في سوريا؟
الحقيقة هي أنه في فترة ما بعد- الكولونيالية, أينما يمكن جني الأرباح من خلال الحرب يمكن جنيها بشكل أكثر ضماناً في ظروف السلم, ويبدو أن معظم الرأسماليين قد فهموا ذلك.
من جهة أخرى, يمكن القول إن المُجمَع العسكري- الصناعي الضخم يفيد من الحروب. لكن المجمع العسكري- الصناعي يفيد بالدرجة الأولى من التهديد بالحرب, وخير مثال على ذلك التهديد السوفييتي خلال الحرب الباردة الذي حافظ على تدفق الأموال والعقود إلى البنتاغون. لكن الحروب الطويلة الخرقاء مثل الحرب في أفغانستان والعراق تسيء إلى سمعة الحرب, وهي مدمرة من الناحية الاقتصادية, وتقود إلى التساؤل حول الحاجة إلى الجيش الأمريكي الضخم. إن المجمع العسكري- الاقتصادي ليس بحاجة إلى حرب أخرى في سوريا. وفوق ذلك, هناك العديد من الضباط المعارضين لمهاجمة سوريا.
ربما لأن المصالح الأمريكية المادية أو الاقتصادية الحقيقية في الحرب على سوريا تكاد تكون غائبة, انتقلَ التركيز خلال العقد الأخير إلى الاعتبارات "الأخلاقية" المزعومة, مثل "مسؤولية الحماية" ("آر 2 بي": ريسبونسيبيليتي تو بروتيكت"). فاليوم, إن أعتى دعاة الحرب هم الإمبرياليون الإنسانيون المختلفون أو دعاة التدخل الليبراليون, الذين يجادلون على أساس "آر 2 بي", أو "العدالة للضحايا", أو "منع الإبادة الجماعية" المزعومة. وهذا عامل إيديولوجي رئيسي آخر يدفعنا نجو الحرب الدائمة.
هناك تداخل كبير بين نزعة التدخل الإنساني ودعم إسرائيل. ففي فرنسا قال برنار كوشنير, الذي كان أولَ من اخترعَ وروجَ مفهومَ "حق التدخل", في مقابلة حديثة إن "إسرائيل لا تشبه أي بلد آخر. إنها نتاج المجزرة المرعبة للهولوكوست." ولذلك "من واجبنا" أن نحميها. كما حثَ برنار- هنري ليڤي الحكومة الفرنسية لشن الحرب على ليبيا, دون أن يخفي حقيقة أنه يتصرف بصفته يهودياً يعمل من أجل مصلحة إسرائيل؛ وهو الآن من أكبر وأشرس المؤيدين لقصف سوريا.
في 6 أيلول/سبتمبر نشرت "أنباء كليفلاند اليهودية" رسالة من "أهم الحاخامات" تحث الكونغرس على دعم خطط الرئيس أوباما لضرب سوريا. وقد جاء في الرسالة: "نكتب لكم بصفتنا أبناء الناجين من الهولوكوست والمهجرين الذين قتلَ أسلافهم بالغاز في معسكرات الاعتقال." ومن خلال التفويض بعمليات القصف, قال الحاخامات: "بمقدور الكونغرس أن ينقذ أرواح الآلاف."
بدون هذه الدراما, وإخفاء حقيقة كل أزمة جديدة بصور الهولوكوست, فإن الفكرة القائلة إن الطريقة المثلى للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية السكان تكمن في شن الحروب الأحادية التي تدمر ما تبقى من النظام القانوني الدولي وتنشر الفوضى تكشف عن عبثيتها الحقيقية.
وفي الحقيقة, وفي المقام الأول, في عالم مليء بالمآسي, إن كنت تريد إنفاق المال "لفعل الخير" هناك بالتأكيد شيء آخر يمكنك أن تفعله غير إنفاق مئات ملايين الدولارات في بناء الآلة العسكرية الأمريكية الضخمة.
ثانياً, على المرء ألا ينسى أبداً أن التدخل يعني التدخل عسكرياً, ولذلك فإنك تحتاج إلى الوسائل العسكرية المناسبة. لا يمتلك الأوروبيون تلك الوسائل وليس لديهم الرغبة في إنفاق الأموال للحصول عليها. ولذلك فإن حقيقة رسالة دعاة التدخل الأوروبيين هي: "رجاءً, أيها الأمريكيين, مارسوا الحرب وليس الحب!" بل أفضل من ذلك, وبعد المستنقع الذي غرق فيه الأمريكيون في أفغانستان والعراق وأخذوا يعارضون فكرة إرسال الجنود, فإن هذه الرسالة تعني الطلب من القوات الجوية الأمريكية قصف البلدان التي تحدث فيها خروقات لحقوق الإنسان.
وفوق ذلك, فإن الطبقة السياسية والعسكرية التي يفترَض أنها ستنقذ السكان "الذين يقتلهم قادتهم المستبدون" هي نفسها التي شنت حربَ فيتنام, وفرضت العقوبات والحروبَ على العراق, والتي تفرض العقوبات القسرية على كوبا وإيران وأي بلد آخر لا يعجبها, والتي تقدم الدعمَ الضخمَ وغير المشروط لإسرائيل, وتستخدم جميع الوسائل بما في ذلك الانقلابات العسكرية لمواجهة الإصلاحات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية, من آربينز إلى تشافيز مروراً بأيندي وغولارت وآخرين, والتي تستغل – بلا أي خجل – العمالَ والمواردَ حول العالم. على المرء أن يكون أحوَلَ لكي يرى في تلك الطبقة السياسية والعسكرية أداة لإنقاذ "الضحايا", ولكن من الناحية العملية هذا تماماً ما يدعو إليه دعاة التدخل لأنه – إذا أخذنا علاقات القوى في العالم بعين الاعتبار – لا توجد أية قوة عسكرية أخرى غير الولايات المتحدة قادرة على فرض إرادتها.
أخيراً, ما ينساه دعاة التدخل هو أن البلدان غير الغربية لا تنظر إلى نوايانا الطيبة المزعومة كما نراها نحن, كما أنها تعتبر حروبَنا الدائمة بصفتها جهوداً تهدف إلى الهيمنة ولا تحمل أي بعد إنساني. ولذلك نرى تحالفات مضادة تتشكل في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وروسيا, إلخ. وسوف تنتهي التدخلات الإنسانية إما بحرب شاملة أو بالانسحاب.
إن الإيديولوجيا الصهيونية/المحافظة الجديدة وإيديولوجيا التدخل هما وجهان لدين الهولوكوست الذي باتَ الدينَ السائدَ في الغرب, على الأقل بين المثقفين. وعندما أتحدث عن دين الهولوكوست فأنا لا أعني أن أنكر الحدث أو أقللَ من الرعب الذي ولده, بل أتساءَل عن علاقته بالنقاشات السياسية الدائرة اليوم: فعندما يتحدث المرء اليوم عن الحرب والسلام, أو البناء الأوروبي, أو الدولة القومية, أو الهجرة, أو حتى عن حرية التعبير, سرعان ما يتم استحضار الهولوكوست في معظم النقاشات, ولكن دون تناغم أو معنى. إذ يمكن للمرء أيضاً أن يستحضرَ الهولوكوست لتبرير السلام والاستقرار وليس الحروب الإنسانية.
الآن, تجنبنا التهديد بالحرب, أو على الأقل "أجلناه". ولكن يجب ألا ننسى أن العراق وليبيا تخليتا عن أسلحة الدمار الشامل أيضاً, ومن ثم تعرضتا للهجوم فيما بعد. من المرجح أن تتخلى سوريا عن أسلحتها الكيماوية ولكن دون أي ضمانة بعدم استحواذ المتمردين, أو إسرائيل, على مثل هذه الأسلحة. لقد كان التحرك الشعبي ضد الحرب – الذي ربما يكون الأولَ من نوعه لإيقاف حرب قبل أن تقع – قوياً ومكثفاً ولكن يمكن أن يخمد. ويجب أن يشكل ذلك تحفيزاً من أجل جهود مستمرة لجعل الدبلوماسية تتغلب على "السلبَطة", وجعل نزع التسلح يتغلب على الحرب الدائمة. فإن كانت شعوب العالم تريد السلامَ حقاً, فبالإمكان تحقيق ذلك.
يتفق ملايين الناس في "الغرب" مع الآراء المطروحة هنا, في رفضهم للحرب كوسيلة لتسوية النزاعات الدولية. فهم ملتزمون بأهداف حركة عدم الانحياز التي تدعو إلى التعاون الدولي مع احترام السيادة الوطنية والمساواة بين جميع الشعوب. وهم يخاطرون بالتشهير بهم في إعلام بلدانهم وتوصيفهم بأنهم معادون للغرب, أو معادون لأمريكا, أو معادون للسامية. ومع ذلك فهم الأشخاص الذين يفتحون عقولهم لطموحات بقية البشر ويفعلون كل ما يتمتع بقيمة حقيقية في التقليد الإنسانوي الغربي.

*جين بريكمونت, رودوس, 6 تشرين أول/أكتوبر 2013
"التدخل" في "الجلسة السنوية" ﻠ "المنتدى الجماهيري العالمي": "حوار الحضارات", المنعقد في جزيرة رودوس اليونانية (2- 6 تشرين أول/أكتوبر 2013).
http://www.globalresearch.ca/syria-who-wants-war-who-wants-peace/5353861

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 10 تشرين أول/أكتوبر 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...