شركة بلاك ووتر تخطط للعودة، وسورية محطتها الأولى

30-01-2019

شركة بلاك ووتر تخطط للعودة، وسورية محطتها الأولى

يعرض إيريك برنس، وهو ضابط سابق في أسطول البحريّة الأمريكي، وشقيق وزير التعليم بيتسي ديفوس، على ترامب طريقة لحماية الحلفاء، وسحب القوات من الشرق الأوسط. فهل سيوافق ترامب؟


عادت شركة المقاولات الأمنية المثيرة للجدل بلاك ووتر لتتصدر عناوين الأخبار الآن، إذ أعلن مؤسسها، الملياردير وضابط البحريّة الأمريكيّة السابق إريك برنس، أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تستبدل بقواتها الصغيرة على الأرض والتي يبلغ قوامها من 2000 جندي في سورية مجموعات من المرتزقة.

ويأتي إعلان برنس بُعيد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ سحب قواته في كانون الأول/ديسمبر من سورية تاركاً حلفاء واشنطن –القوات الكرديّة السورية التي حاربت “داعش”– وسط حالة من الخوف على أمنها في مواجهة التهديدات التركيّة.

لقد أصبحت بلاك ووتر، التي أعيدت تسميتها بـ أكاديميا، وبدأت عملها عام 2011 في ولاية فيرجينيا بعد أن تم حظرها في العراق في أعقاب قيام بعض أفرادها بإطلاق النار على المدنيين هناك.


يتطلع برنس إلى عودة مهمة، بوساطة العرض الذي قدمه لترامب لإيجاد طريقة لحماية حلفاء الولايات المتحدة في سورية أثناء سحب القوات الأمريكية ولإعادة الجنود إلى البلاد، وهو الوعد الذي كان قطعه في حملته الرئاسية لعام 2016، والذي أصبح أكثر أهمية بعد قتل الجنود الأمريكيين بتفجير نفذه “داعش” في سورية مؤخراً.

وقال برنس لفوكس بزنس: «سيتم القضاء على حلفائنا، إذا لم يكن هناك نوع من القدرة على ردع الغزو البري ومواجهة القوة التقليدية التي يملكها الإيرانيون والسوريون».


كان برنس قد عرض سابقاً على إدارة ترامب خصخصة الحرب في أفغانستان، والتي هي الآن في عامها الثامن عشر. في مقالة افتتاحية في صحيفة “وول ستريت جورنال” في أيار/مايو 2017، روّج برنس لفكرة تحويل القوات في أفغانستان إلى مقاولين عسكريين من القطاع الخاص الذين سيقدّمون تقارير إلى “الممثل” الخاص للحرب والذي سيقدم تقاريرهم مباشرة إلى الرئيس.

تعهد ترامب في الشهر الماضي بسحب 7 آلاف جندي أمريكي من أفغانستان أيضاً. وأضاف برنس لفوكس بزنس: «التاريخ الأميركي مليء بالشراكات العامة والخاصة، والأماكن التي يستطيع فيها القطاع الخاص سدّ تلك الثغرات، حيث لا ينبغي أن يوجد الجيش بشكل مكثف فيها».

وقد أوضح مارك كانسيان، وهو من كبار المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في فوربس في آب/أغسطس المنطق وراء عرض برنس بخصوص أفغانستان: «يقترح على الولايات المتحدة طريقة من أجل تحقيق أهدافها، عن طريق الحدّ من الصراع والسماح للالتزامات طويلة الأمد الضرورية لتعزيز القوات الأفغانية والإطاحة بطالبان».
وكما قال كانسيان، «كانت هذه استراتيجية الولايات المتحدة في كولومبيا، حيث قامت بدعم القوات المحلية على المدى الطويل وبشكل شبه كامل، ذلك باستخدام المقاولين العسكريين».


جيش بوتين الخاص


اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي في الشهر الماضي بأنَّ المتعاقدين العسكريين الخاصين الروس من شركة Wagner Group لهم الحق في العمل ومتابعة مصالحهم في أي مكان في العالم، طالما أنهم لم يخرقوا القانون الروسي.

وكان الكرملين قد نفى منذ وقت طويل وجود مقترحات بأن المقاولين الروس كانوا يعملون سراً في سورية –وهم يذهبون إلى أبعد الحدود لإخفاء نشاطهم وإخفاء حصيلة القتلى الرسمية في البلد الذي مزّقته الحرب.

أفاد موقع Fontanka ومقره بطرسبورغ أنَّ نحو 3000 روسيٍ متعاقدٍ مع مجموعة فاغنر قد حاربوا في سورية منذ عام 2015 –في الوقت الذي تدخلت فيه روسيا نيابة عن “نظام الأسد”، وهي خطوة أسهمت في تحويل مسار الحرب لصالح الرئيس الأسد.

تجدر الإشارة إلى أنه في التحقيق الذي قام به المستشار الخاص للولايات المتحدة، روبرت مولر حول ترامب وروسيا، قد استمع إلى أدلة تشير إلى أن برنس سافر بعيداً إلى سيشل في محاولة لإنشاء قناة خلفية بين ترامب وروسيا. 

وفي حزيران/يونيو، قال برنس: إنه تعاون مع تحقيق مولر، لكنه زعم أن الاتصال مع مسؤول مرتبط ببوتين كان مجرد اجتماعٍ “عَرَضيٍّ” –نافياً أي محاولة لإعادة الاتصال بين ترامب والكرملين.


‘نحن قادمون’

 
نشرت بلاك ووتر إعلاناً على صفحة كاملة في العدد الأخير من مجلة – Recoil Magazine مجلة “الأسلحة النارية أسلوب حياة”– مع ثلاث كلمات واضحة جداً: “نحن قادمون”.


ووفقاً لصحيفة “ذي ميليتري تايمز”، التي رفضت تقديم المزيد من التعليقات من فريق العلاقات العامة الخاص ببرنس، «يشير إعلان مجلة ريكويل إلى أن بلاك ووتر بدأت تجدد نشاطها من تلقاء نفسها، ولكن لم يكن واضحاً في أي شكل».

ولاحظ العديد من المراقبين أيضاً أنَّ الإعلان يأتي بعد استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس والاستبدال المخطط له للجنرال جوزيف دانفورد كرئيس هيئة الأركان المشتركة. فكلاهما أعرب عن معارضته لخصخصة الحرب في أفغانستان.

 


الكاتب: ألكسندر غرفتنغ (Alexander Griffing)
المصدر: هاآرتس (Haaretz)

صحافة العدو 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...