"طائف عراقي" في الرياض بعد العيد

31-10-2010

"طائف عراقي" في الرياض بعد العيد

 دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، أمس السبت، القادة العراقيين إلى إجراء محادثات في الرياض،ترعاها الجامعة العربية بعد عيد الأضحى (موسم الحج)، لتجاوز مأزق تشكيل الحكومة العراقية، ما يذكر باتفاق الطائف الذي كفل وضع حد للحرب اللبنانية عام 1989. يوم اجتمع الفرقاء اللبنانيون في الطائف وأنجزوا اتفاقاً حظي بغطاء عربي ودولي، ورحبت كتل سياسية عراقية بالدعوة .
وقال الملك عبد الله في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، “أدعو الأخ الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، إلى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها . ولتدارسوا، وتتشاوروا، لتقرروا أي طريق نبيل تسلكون، وأي وجهة كريمة تتجهون” .
أضاف “من يملك زمام القرار جدير به أن يتحلى بالحكمة وضالتها، فالهدم سهلة دروبه، والبناء إرادة صلبة عمادها القوة - بعد الله” . وتابع قائلاً “الجميع يدرك أنكم على مفترق طرق تستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتيتم من جهد لتوحيد الصف، والتسامي على الجراح، وإبعاد شبح الخلافات، وإطفاء نار الطائفية البغيضة” .
ودعا الملك السعودي القادة العراقيين إلى أن يكونوا سداً منيعاً في وجه الساعين إلى الفتنة مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم، وليتمكنوا من إعادة بناء وطن الرافدين ليظل مع أشقائه العرب حصناً حصيناً ضد كل فرقة، أو فتنة، أو عبث لا يستفيد منه غير أعداء الأمة  . وأعرب عن استعداد المملكة التام لمد يد العون، والتأييد، والمؤازرة، لكل ما سوف تتوصلون إليه من قرارات، وما تتفقون عليه من أجل إعادة الأمن والسلام إلى أرض الرافدين . وأضاف “هذه أيدينا ممدودة لكم ليصافح الوعي راحتها، فنعمل معاً من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق الشقيق” . وقال الملك السعودي “إن العراق بكل المعطيات التاريخية جدير بأن يجد لنفسه مخرجاً من أزماته ومحنه” .
وقالت الناطقة الرسمية باسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي إن المبادرة السعودية تحظى بترحيب وتقدير الكتلة، لأن هذه المبادرة تصب في مصلحة العملية السياسية، وستسهم في حلحلة أزمة تشكيل الحكومة العراقية .
ورحب القيادي في التيار الصدري بهاء الأعرجي بمبادرة العاهل السعودي، بيد أنه أشار إلى أن التيار يحتاج إلى معرفة آليات المبادرة . وأعرب الأعرجي عن اعتقاده أن الأزمة العراقية في طريقها إلى الحل خلال الأسبوعين المقبلين، وتوقع أن تشهد الأزمة انفراجاً كبيراً .
بدوره، أكد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي أنه يرحب بكل مبادرة تسهم في استقرار ووحدة العراق، لكنه يرى أن أزمة تشكيل الحكومة وصلت إلى نهايتها .
وقال ثائر الفيلي عضو ائتلاف دولة القانون إن ائتلافه سيجتمع اليوم لمناقشة هذه المبادرة بشكل تفصيلي ومعرف آلياتها .
وعلى صعيد متصل قال شاكر كتاب، عضو كتلة “تجديد” التي يتزعمها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ان مبادرة العاهل السعودي المتعلقة بدعوته للقادة العراقيين تمثل حرصاً كبيراً على وحدة واستقرار العراق .
وذكر كتاب ل “الخليج” أن كتلته إذا تلقت دعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض ستكون السباقة في حضوره، لأن السعودية سبق لها أن استقبلت وكرمت الكثير من القادة العراقيين بعد الانتخابات الأخيرة، مبدياً ارتياحه وترحيبه لهذه المبادرة .
ووصف أحمد أبو ريشة عضو ائتلاف وحدة العراق الذي يتزعمه وزير الداخلية العراقي جواد البولاني المبادرة السعودية بالكريمة والطيبة لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة في العراق، ورحب بها .
وقال باسم العوادي المتحدث باسم زعيم المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم “إن المجلس لا يستطيع أن يعطي رأيه بهذه المبادرة بهذه العجالة” .


زيدان الربيعي

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...