لا تهدئة ولا عيد في سورية و دمشق ستستقبل الإبراهيمي وكيري يدعم المعارضة بالتصريحات

15-10-2013

لا تهدئة ولا عيد في سورية و دمشق ستستقبل الإبراهيمي وكيري يدعم المعارضة بالتصريحات

يمر العيد ثقيلا على السوريين. لا مؤشرات على هدنة أو تهدئة وشيكة. المشهد الميداني والأجواء التفاؤلية نسبيا التي أثارتها التسوية الكيميائية بين الأميركيين والروس، بدت أمس كأنها استنفدت قوة دفعها. الإشارات الإيجابية القليلة إن صح القول، تمثلت بإلحاح وزير الخارجية الاميركي جون كيري على ضرورة تحديد موعد لمؤتمر «جنيف 2» السوري، واحتمال وصول المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الى بيروت في 25 تشرين الاول الحالي للتوجه الى دمشق للمرة الاولى منذ شهور عدة. صورة وزعتها وكالة «سانا» امس لجنود سوريين ومدفعية فوق احدى التلال في القلمون امس الاول (ا ب ا)
وما عدا ذلك، كان المشهد على حاله، قاتما. تفجيرات وغارات واشتباكات في أكثر من منطقة سورية. حتى دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار لم تلق آذانا صاغية من أي طرف. مشهد الواقع الانساني لا يقل صعوبة، من موت ودمار وتردي الحال المعيشية، فيما لسان حال السوريين يقول بأي حال عدت يا عيد! التشاؤم عكس نفسه ايضا في اتهام دمشق «الوهابية السعودية» بعرقلة الحجاج السوريين عن أداء مناسك الحج لهذا العام. وعكس نفسه ايضا في تجديد الوزير الاميركي مقولة ان الرئيس السوري بشار الاسد «فقد شرعيته.. ليكون عنصرا جامعا يمكنه تقريب الأطراف» ويجب تشكيل حكومة انتقالية، ما يثير تساؤلات حول متانة التفاهم الأميركي - الروسي. كما عكس التشاؤم نفسه في انتقاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية لعجزها عن إقناع المعارضة بالمشاركة في مؤتمر جنيف، محذرا من أن المماطلة في عقد «جنيف 2» تصب في مصلحة «الجهاديين».
وأعلن «الائتلاف السوري» المعارض أنه لن يشارك في «جنيف 2 ما لم يناقش المشاركون تشكيل حكومة انتقالية تحل محل الأسد». وقال المتحدث باسمه خالد صالح إن «الائتلاف لم يتلق أي ضمانات من الأطراف المعنية لتشكيل حكومة انتقالية». وأضاف «حتى الآن لدينا النقاط الست التي يتضمنها بيان جنيف، لكن مسألة الانتقال إلى الديموقراطية ما زالت غائبة، وتظل أمرا لا تستطيع ضمانه أي من الدول المعنية بهذا الشأن ولا الأمم المتحدة».
وقالت مصادر مطلعة ان الابراهيمي سيصل الى بيروت في 25 تشرين الأول ومنها يتوجه الى العاصمة السورية للقاء الرئيس بشار الأسد في السادس والعشرين، على أن يتابع بعد ذلك جولته الاقليمية، فيما لم تحدد السعودية له أي موعد حتى الآن.
وتواصل سقوط قذائف الهاون على دمشق، حيث سقطت قذيفة في حديقة قرب مبنى السفارة الروسية وأخرى على جرمانا. وقتل 27 شخصا وأصيب العشرات بانفجار سيارة في بلدة دركوش في محافظة ادلب قرب الحدود التركية. وتواصلت الاشتباكات بين القوات السورية والمسلحين في عدة أحياء في دير الزور ومحيط مطار دير الزور العسكري.
وقال كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع الإبراهيمي في لندن، «اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا، ونعتقد انه من الملح تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر (جنيف 2) بهدف العمل من أجل سوريا جديدة».
وأضاف كيري «نعتبر، وهي نظرتي أنا لأنه مفاوض ولا يمكنه قول هذا الأمر، أن الرئيس الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصرا جامعا يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح أنه لتطبيق جنيف 1، وهو التبرير الوحيد لعقد جنيف 2، لا بد من عملية انتقالية حكومية. يجب أن يكون هناك كيان جديد في السلطة في سوريا من أجل التوصل إلى سلام».
وتابع «هذا يحتاج من كل الأطراف الحضور (إلى المؤتمر) بإيمان جيد. إن الممثل الخاص (الإبراهيمي) سيزور المنطقة قريبا، حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والأطراف المعنية. وهو سيعمل للتوصل إلى جواب بشأن عملية عقد مؤتمر جنيف 2. لكن بالنسبة لنا وللروس فإننا ملتزمون بقوة بمحاولة العمل لعقد مؤتمر جامع يسمح بإنهاء العنف والتوصل إلى سوريا جديدة، ويتعامل مع الكارثة الإنسانية التي تزداد يوماً بعد يوم، وفي النهاية محاولة إيجاد طريق للتوصل إلى السلام والاستقرار في المنطقة، وليس فقط في سوريا».
من جهته، قال الإبراهيمي «أوافق مئة في المئة على انه لا حل عسكرياً في سوريا. سيكون هناك حل سياسي إذا اجتمع الجميع وعملوا من أجل هذا الأمر». وأضاف «لقد قلنا بعد الاجتماع في نيويورك إن جنيف 2 سيكون تطبيقا لجنيف 1، وسيُعقد في تشرين الثاني. ونحن نعتبر أنه من الضرورة مشاركة جميع من يمكنه المساعدة في حل هذه الأزمة في المؤتمر. ويجب بالتأكيد أن يكون للسوريين مكان خاص بهم في المؤتمر، لان المفاوضات تعتمد عليهم».
وتابع الإبراهيمي «كما قال الوزير، فإنني سأتوجه إلى المنطقة فورا بعد عيد الأضحى لمقابلة أكبر عدد من الناس وإجراء مباحثات معهم، والاستماع إلى هواجسهم وأفكارهم وكيف يمكنهم المساهمة في مؤتمر جنيف».
وقال مصدر سوري لصحيفة «الوطن» إن «دمشق وافقت على استقبال الإبراهيمي في إطار جولة يقوم بها في المنطقة تحضيراً لعقد جنيف 2».

وفي موسكو، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة خارجية هندوراس ميريا اغييرودي كوراليس، إن «عجز الدول الغربية التي ترعى المعارضة السورية عن إقناعها بضرورة إجراء مفاوضات السلام مع الحكومة السورية يشكل عقبة رئيسية على طريق عقد مؤتمر جنيف».
ورأى أن «قرار المجلس الوطني السوري عدم المشاركة في جنيف 2 كشف عجز الغرب عن الوفاء بالتزاماته بإقناع المعارضة السورية بضرورة التفاوض مع الحكومة السورية»، معتبرا أن ما أعلنه رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا «يؤكد ضرورة عقد هذا المؤتمر في أسرع وقت، لأن التمهل يصب الماء في طاحونة الجهاديين والمتطرفين الذين يوطدون مواقعهم وسط الذين يحاربون النظام السوري».
وأشار إلى تزايد الدلالات على تفكك المعارضة السورية على خلفية خروج مجموعات من «الائتلاف» تعلن أنها «تحارب، ليس من أجل سوريا ديموقراطية، بل من أجل تأسيس خلافة في سوريا وخارجها».
والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في موسكو، مع ممثلين عن «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» السورية المعارضة وبحث معهما الأزمة السورية وآفاق تسويتها.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن بوغدانوف التقى نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر. وذكرت أن «الطرفين أكدا أنه لا بديل للتسوية الديبلوماسية - السياسية للأزمة في سوريا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...