لبنان: هكذا تحرّكت «الشبكات الإسرائيلية» بالتوقيت والأهداف

15-05-2009

لبنان: هكذا تحرّكت «الشبكات الإسرائيلية» بالتوقيت والأهداف

 ظلّ ملف الشبكات الاسرائيلية حاضرا في الإعلام وفي الأسئلة السياسية المترامية من حوله، في ضوء ما يتكشف، يوميا، من أسماء ووقائع ووثائق وتقنيات، وهو ملف يبدو أنه سيكون حاضرا حتى إشعار آخر في ظل المعطيات السياسية والأمنية المحيطة به. 
فبعد نهاية«حرب تموز» إلى إخفاق عسكري واستخباراتي، عبّر عنه تقرير «لجنة فينوغراد» وما تضمنه من توصيات حول وجوب إعطاء أولوية للعمل الأمني والاستخباراتي في لبنان.
تحرك الإسرائيلي منذ مطلع العام ألفين وسبعة على ثلاث جبهات، إيقاظ الشبكات النائمة وبعضها قديم وتاريخي مثل شبكة علي الجراح وشبكة أديب العلم، وقرر إعادة الصلة بعملاء قديمين وأوكل إلى «المحركين الأمنيين» مثل الجراح والعلم تجنيد شبكات جديدة، وكان المدخل عبر إعلانات عن شركات تطلب عشرات الموظفين... ونجحوا في تجنيد عدد كبير من الشبكات، خاصة في بعض «البيئات» التي يمكن أن يتحركوا فيها بسهولة.
أدار الإسرائيلي الشبكات عبر طرق عدة أبرزها ثلاثة، أولا، الإدارة عبر الحدود مع لبنان بواسطة خطوط خلوية لبنانية، ثانيا، عبر عدد من العواصم الأوروبية، تبعا لنوع العميل وهويته الطائفية والاجتماعية، ثالثا، من داخل فلسطين المحتلة حيث كان يجري تأمين انتقالهم بطرق مختلفة، خاصة لإقامة دورات تدريبية، حسب الاختصاصات والوظائف الأمنية.
وحدد الإسرائيليون لشبكاتهم وظائف ثلاثا، أولاها، الحصول على معلومات وإرسالها (إشارة على الخريطة مع إحداثيات، صور فوتوغرافية، صور فيديو، نقل مباشر، الخ...)، ثانيتها، «المحركات الأمنية» ووظيفتها التجنيد، وثالثتها، لوجستية وتنفيذية، غير أن هذا التقسيم لم يكن صارما بل متحرك وكانت هناك بعض الشبكات تسند إليها وظيفة أو اثنتان أو ثلاث مثل أديب العلم الذي وفر المعلومات وجند عملاء وتولى أدوارا لوجستية مثل نقل الضابط الإسرائيلي، الذي فجر لاســلكيا، سيارة الأخوين المجذوب في صيدا، ذهابا من جونية إلى الجنوب وإيابا من صيدا إلى جونية أيضا، علما أنه دخل إسرائيل تسع مرات آخرها بعد «حرب تموز» مباشرة!
بدا واضحا أن الإسرائيلي، يركز عمله في منطقة شمال نهر الليطاني، ولا يولي الأهمية نفسها لجنوب النهر وكأنه لزّم ذلك لـبعض «الدول» وفرقها، من أجل محاولة رصد حالة الجهوزية وعناصر القوة المتراكمة وبصورة قياسية لدى المقاومة بعد «حرب تموز».
لم يستثن الاسرائيلي أي هدف للمقاومة، من العنصر الحزبي العادي إلى الكادرات والقيادات المركزية، وخاصة السيد حسن نصرالله، حيث كان البعض يعملون على محاولة تحديد مكانه، كما شمل المنازل والمراكز التربوية والصحية واللوجستية الخ... ومن بين هؤلاء، تميز العنصر الأمني اللبناني هيثم السحمراني الذي أجرى، وبحكم وظيفته الأمنية الرسمية وبالتالي سهولة حركته، أكثر من مسح، وكان خلال «حرب تموز» يتنقل بين أحياء العاصمة والضاحية ويقدم إحداثيات حول أماكن محتملة للسيد حسن نصرالله وقادة آخرين أبرزهم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، كما قدم إحداثيات للسفارة الإيرانية في بئر حسن كاحتمال يختبىء فيه السيد نصرالله بالإضافة إلى «مجمع سيد الشهداء» و«مجمع العباس» و«مجمع الإمام الحسن» في الرويس الخ...
ولم يقتصر دور الشبكات الإسرائيلية، على الداخل اللبناني وبنية المقاومة في لبنان، بل تعداها إلى سوريا، حيث كانت بعض الشبكات ومنها العلم والجراح يتولون أيضا الرصد والمعلومات لتشكيل «بنك أهداف» ضمن الأراضي السورية، وربما سهّل ذلك أيضا، استهداف قيادات فلسطينية ولبنانية مقاومة على الأراضي السورية... وصح القول عنهما أنهما من نماذج الجاسوسية الاستراتيجية!

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...