لقاء أوباما وبوتين الإثنين وتقدّم «مشجّع» في إزالة «الكيميائي»

04-10-2013

لقاء أوباما وبوتين الإثنين وتقدّم «مشجّع» في إزالة «الكيميائي»

قدّمت الأمم المتحدة، أمس، أول إشارة على تعاون السلطات السورية مع فريق مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، عبر تأكيدها أن الفريق، الذي بدأ عملية «تأمين سلامة» المواقع التي سيعمل فيها، حقق «تقدماً أولياً مشجعاً» في إطار عمله من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
ويأتي عمل الفريق وسط مخاطر جمة، حيث يتسع الشرخ بين المجموعات المسلحة، مع استمرار المواجهات بين كتائب وألوية مختلفة من جهة ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، في حين تمكنت القوات السورية من استعادة بلدة خناصر الاستراتيجية بين حماه وحلب، ما قد يخفف من قسوة الحصار المفروض عليها من جانب المسلحين.
الملف السوري سيبقى حالياً على جدول اعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، حيث من المتوقع أن يعقدا اجتماعاً في بالي الاثنين المقبل. وقال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري اوشاكوف أن بوتين واوباما قد يجريان نقاشاً حول الوضع في سوريا على هامش قمة آسيا المحيط الهادئ (ابيك) الأسبوع المقبل في بالي. وأضاف أن «الطرفين يعملان في الوقت الراهن على عقد هذا اللقاء ونعتقد أن اللقاء سيعقد»، موضحاً أن الاقتراح روسي.
لكن الشكوك ما زالت قائمة حول حضور أوباما قمة «أبيك» الاثنين المقبل في بالي في اندونيسيا، بسبب الشلل الذي يعتري ميزانية الولايات المتحدة.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في رسالة وجهها إلى المشاركين في اجتماع «حوار الحضارات» في جزيرة رودس اليونانية، أن «المجتمع الدولي يجب أن يساعد العرب على حل النزاعات بالطرق السياسية استناداً إلى الشرعية الدولية، ومن دون أن يفرض أي قيم غريبة على العرب».
وأشار إلى أن «أي عمل عسكري يتخذ من دون موافقة مجلس الأمن الدولي لن يؤدي إلا إلى إبعاد احتمال الحل السلمي، سواء في سوريا أو في أي مكان آخر». وأكد «استعداد روسيا للتعاون مع الدول الأخرى من أجل حل ما يواجه العالم من نزاعات»، موضحاً أنه «من المستحيل تحقيق النجاح في هذا المجال بشكل انفرادي».

وقالت الأمم المتحدة، في بيان، أن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية الدولي حقق «تقدماً أولياً مشجعاً» في إطار عمله من أجل التخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
وأضافت «يقول أعضاء الفريق أن الوثائق التي سلّمتها الحكومة السورية أمس (الأول) تبدو واعدة، لكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من التحليل، لا سيما للرسوم البيانية الفنية ولا تزال بعض الأسئلة الأخرى بحاجة إلى إجابة».
وأضاف البيان «يأمل الفريق الانطلاق بعملية تفقد المواقع والعمل على تدمير المعدّات الأسبوع المقبل، لكن هذا الأمر يعتمد على تقرير المجموعات التقنية التي تعمل مع خبراء سوريين». وأشار إلى أن المجموعات التقنية ستركز على 3 أمور: التحقق من المعلومات التي قدّمتها الحكومة السورية، وسلامة وأمن فرق التفتيش والترتيبات العملانية من أجل تطبيق خطة تدمير «الكيميائي».
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، في بيان مشترك، «أنهت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة الأربعاء أول يوم عمل لها في عملية تهدف إلى تمكين سوريا من التخلص من برنامجها للأسلحة الكيميائية بحلول منتصف العام 2014».
وأضاف البيان أن «فريق المفتشين بدأ بالتعاون مع السلطات السورية بتأمين حماية المواقع التي سيعمل فيها، لا سيما في المناطق الواقعة على الأطراف»، من دون أن تعرف بالضبط أمكنة المواقع المقصودة التي يرجّح أنها أمكنة تخزين الأسلحة الكيميائية، موضحاً أن الفريق «يدرس أيضاً الأخطار الصحية والبيئية التي قد يضطر لمواجهتها».
وتابع البيان «بالإضافة إلى ذلك، تستمر التحضيرات لإحدى المهمات الفورية المطلوبة من الفريق والقاضية بتفكيك مواقع تصنيع الأسلحة الكيميائية، والتي يفترض أن تبدأ قريباً». وأشار إلى أن البعثة المشتركة تجري في الوقت ذاته محادثات مع المسؤولين السوريين «حول حجم المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية وحول خطط بعيدة المدى كي يتم الالتزام بالمهل المفروضة من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن».
وكان تسعة مفتشين خرجوا من الفندق الذي ينزلون فيه في وسط دمشق وتوجهوا إلى جهة مجهولة، حيث أحيطت مهمتهم وأماكن تحركهم بالسرية.

دعت مجموعات مسلحة أساسية في سوريا تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى الانسحاب من مدينة اعزاز التي كان انتزع السيطرة عليها قبل أيام من «لواء عاصفة الشمال» الذي يقاتل تحت «لواء الجيش الحر»، وذلك غداة تجدد الاشتباكات بين «عاصفة الشمال» و«داعش» في محيط اعزاز.
لكن البيان لم يلق آذاناً صاغية لدى طرفي القتال، حيث أشار «المركز الإعلامي في اعزاز» إلى استمرار الاشتباكات والقصف المتبادل على أكثر من محور، في وقت لا تزال المعابر الحدودية مع تركيا مغلقة بقرار من أنقرة. وكان المئات من مقاتلي «داعش»، المرتبط بتنظيم «القاعدة»، أحرزوا تقدماً على الأرض نحو معبر «باب السلامة» الحدودي مع تركيا وسط اشتباكات بينهم وبين «عاصفة الشمال». 

 المصدر: السفير+  وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...