مجلس الأمن يمهّد لمؤتمر موسكو: إسرائيل تعترض وليبيا تتحفّظ

12-05-2009

مجلس الأمن يمهّد لمؤتمر موسكو: إسرائيل تعترض وليبيا تتحفّظ

حث مجلس الأمن الدولي، أمس، أطراف النزاع العربي الاسرائيلي على إحياء عملية السلام المتعثرة، داعياً إسرائيل إلى إعادة النظر في سياستها على صعيد الاستيطان، وممهداً الطريق أمام المؤتمر الذي دعت موسكو لعقده للبحث في هذا الموضوع.
وأكد المجلس، في بيان تلاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام جلسة خاصة لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، على أهمية تحقيق السلام الشامل في المنطقة في أسرع وقت، وعلى الحاجة إلى بذل مساع دبلوماسية حثيثة من أجل بلوغ هذا الهدف.
وأشار البيان إلى جميع قرارات المجلس السابقة بشأن الشرق الأوسط وإلى مبادئ عملية مدريد، ومبادرة السلام العربية، مثنياً على ما تضطلع به اللجنة الرباعية من عمل متواصل دعما لمساعي الأطراف الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط. وكرر مجلس الأمن تأكيد التزامه بعدم الرجوع عن المفاوضات الثنائية التي تتخذ من الاتفاقات والالتزامات السابقة منطلقا لها، داعياً كافة الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب خريطة الطريق، بامتناعها عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تقويض الثقة أو المساس بنتائج المفاوضات المتعلقة بجميـع المسائل الجوهرية.
ودعا مجلس الأمن جميع الدول والمنظمات الدولية إلى دعم الحكومة الفلسطينية التي تلتزم بمبادئ المجموعة الرباعية ومبادرة السلام العربية وتحترم التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، كما شدد على اتخاذ خطوات عملية في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، بما فيها الخطوات المصرية الداعمة. كما أعرب المجلس عن تأييده للاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو في موعد لم يتحدد بعد من العام الحالي
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في افتتاح الجلسة، التي شارك فيها وزراء خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند وفرنسا برنار كوشنير وتركيا احمد داود اوغلو فيما تمثلت الولايات المتحدة بمندوبتها في الأمم المتحدة سوزان رايس بغياب أي ممثل عن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إنّ «الفلسطينيين لا يزالون يشهدون أعمالا غير مقبولة من جانب واحد في القدس الشرقية وبقية الضفة الغربية... ترتبط في شكل وثيق بالمستوطنات». وأضاف أن «الوقت قد حان كي تغير إسرائيل بشكل جذري سياساتها في هذا الخصوص كما وعدت مرارا».
من جهته، اعتبر لافروف، الذي ترأس الجلسة التي عقدت بمبادرة من موسكو، أن «الأمر الأهم (في المرحلة الراهنة) هو الاستئناف السريع للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك إعادة تأكيد القاعدة القانونية لمبدأ حل الدولتين»، مبدياً دعمه لمبادرة السلام العربية، التي وصفها بأنها «جزء لا يتجزأ من بناء شرق أوسط جديد».
اعتبر لافروف «المجتمع الدولي أمام مرحلة حاسمة لاستئناف المفاوضات. وينبغي أن يكون المؤتمر الذي سيعقد في موسكو مرحلة لاحقة». وشدد في هذا الصدد على أن تؤخذ قرارات المجتمع الدولي في الاعتبار. وتوجه إلى باقي الأعضاء قائلاً «سوف يكون في الوسع، بفضل مساعدتكم، أن نسير قدماً نحو تحقيق تسوية شاملة لهذه القضية».
وأكد لافروف أن بلاده لم ولن توقف اتصالاتها مع حركة حماس من أجل الإسراع بتحقيق المصالحة الفلسطينية والتوصل إلى حل لدفع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبراً أنّ حالة الانقسام الفلسطيني تشكل العقبة الأساسية أمام استئناف عملية السلام.
من جهتها، شددت سوزان رايس على أهمية تشكيل حكومة فلسطينية قائمة علي نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقات السابقة، معتبرة أنّه بغير ذلك لن يأتي اليوم الذي يحلم فيه الفلسطينيون بتحقيق طموحاتهم المشروعة في إقامة دولة.
ونددت رايس باطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، مشيرة في المقابل إلى أنّه على إسرائيل «وقف النشاطات الاستيطانية وتفكيك المواقع الاستيطانية العشوائية التي أقيمت منذ اذار العام 2001». وأضافت «نحن كذلك ندعم بقوة اعادة فتح المعابر الحدودية مع غزة بطريقة مضبوطة ومستمرة ومتواصلة ضمن نظام مراقبة مناسب».
من جهة ثانية، أعربت رايس عن تطلع واشنطن إلى إجراء انتخابات حرة وشفافة وبعيدة عن العنف في لبنان، مشددة على أهمية الاستمرار في المطالبة بالتنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1701 و1559 من أجل حماية سيادة لبنان واستقلاله. وأكدت إصرار الولايات المتحدة على وضع نهاية لمسألة تهريب الأسلحة إلى لبنان ونزع سلاح الميليشيات المسلحة بما فيها «حزب الله».
إلى ذلك، قالت السفيرة الإسرائيلية في الأمم المتحدة غابرييلا شاليف إن «إسرائيل لا تعتقد أن تدخل مجلس الأمن يساهم في العملية السياسية في الشرق الأوسط»، مضيفة أنّ «هذه العملية يجب أن تكون ثنائية بحيث تترك للطرفين نفسيهما». وتابعت شاليف «إضافة إلى ذلك، فإن موعد هذا الاجتماع لمجلس الأمن غير ملائم، فالحكومة الإسرائيلية في صدد تقويم سياستها قبل زيارة رئيس الوزراء (بنيامين) نتانياهو الأسبوع المقبل إلى لولايات المتحدة»، موضحة أن إسرائيل لم تشارك في هذه الجلسة لهذا السبب.
أمّا المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم فأعرب عن معارضة بلاده للكثير مما تتضمنه بيان مجلس الأمن، لكنه أضاف أنه تقديراً للعلاقات الليبية الروسية، ولدور موسكو في دعم القضايا العربية، فإن طرابلس لم تعترض على مشروع البيان الرئاسي. وأكد أن الحل الوحيد للصراع العربي الإسرائيلي هو تطبيق فكرة العقيد معمر القذافي بإنشاء دولة ديموقراطيــة في فلسطين يتساوى جميع من يعيش فوق أرضها حتى في اسمها «اسراطين» من دون تمييز على أساس الدين والعرق.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...