مفتي الجمهورية: سورية بحاجة كل أبنائها للوقوف في وجه الفكر التكفيري

22-11-2012

مفتي الجمهورية: سورية بحاجة كل أبنائها للوقوف في وجه الفكر التكفيري

دعا المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون جميع أبناء سورية إلى المزيد من اللحمة والتعاضد للوقوف في وجه الفكر التكفيري الذي يروجه أعداء الوطن مؤكدا أن سورية اليوم محتاجة إلى كل أبنائها وإلى صمودهم الذي استمر طوال عشرين شهرا لمواجهة الهجمة الدولية العدوانية الواسعة التي تريد تفتيت سورية والنيل من موقفها المبدئي ودورها المحوري في المنطقة.
وقال المفتي حسون خلال لقائه رجال الدين وعددا من الفعاليات الاجتماعية في اللاذقية أمس: "إن السوريين يدفعون ثمن رفضهم خطة تقسيم بلدهم ومنع تحويلها إلى صومال جديد وبنغازي أخرى يقتل فيه الأخ أخاه ووالده ويحمل السلاح بوجه الدولة بقصد الهدم والتخريب" مشيرا إلى حجم المسؤولية الكبيرة التي يتحملها كل مسجد وكنيسة لوأد الفتن وتوجيه أبناء الوطن بعد الدخول في مراحل يأس وقنوط تهدم طاقات الأمة وتفقدها الأمل بمستقبلها ونصرها.
ولفت المفتي حسون إلى وجود تقصير في بعض مؤسساتنا التربوية والدينية خاصة فيما يتعلق بتوعية الجيل الشاب لمواجهة الانفتاح على الفضائيات والانترنت وتحصينه من الإنجرار وراء أي ترويج أو فكرة تنافي أخلاقنا وتربيتنا مشيرا إلى أن الدول الأوروبية وحدها تمول أكثر من أربعين قناة فضائية هدفها ترسيخ فكرة تمزيق الأمة والنيل من عروبتها وإسلامها المعتدل وغسل أدمغة أبنائها بأفكار تلمح لحمل السلاح والتطرف ونشر الفوضى.
ودعا مفتي الجمهورية المؤسسة الدينية إلى التحرك بسرعة والتخاطب مع كل من غرر به وحمل سلاحا واقناعه بضرورة نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لحل مشاكلنا "وبهذا نحول مساجدنا إلى ساحات للحوار لا للتحريض والتجييش الباطل وأن نتنازل عن آلامنا حتى نصل لنتيجة توصل الجميع لبر الأمان".
وأشار المفتي حسون إلى أن ما تتعرض له المنطقة مرسوم بدقة وعناية من جهات خارجية تعمل على دعم فكرة وجود اسرائيل ككيان عنصري يحتاج إلى دويلات صغيرة تحيط به تعتمد على مذاهبها وطوائفها أساسا لوجودها واستمرارها مؤكدا أن سر صمود سورية يكمن في تكاتف أبنائها ووعيهم لحجم المؤامرة التي تتربص بهم والتي يراد من ورائها أن ينتهي الشعب السوري ويخضع لأجندات خارجية تملى عليه لا تمت لبيئته بأي صة.
ونوه المفتي حسون بحالة التأخي والاحتضان التي تعيشها محافظة اللاذقية حيث لم ينقد أبناؤها إلى الفتن التي تروج لها المحطات المغرضة مبينا أننا اليوم بأمس الحاجة لبعضنا البعض لنعيد انتاج انفسنا معتمدين على إمكاناتنا الذاتية وإيماننا بالوطن وحده لمواجهة تلك الهجمة الشرسة التي سيكون مصيرها الهزيمة فمن يصمد طوال عشرين شهرا فسيكن قادرا على الانتصار في النهاية.


وخلال تكريمه 52 أسرة من أسر الشهداء في محافظة اللاذقية أكد المفتي حسون أن سورية تدفع اليوم ثمن مواقفها تجاه القضايا العربية ووقوفها إلى جانب المقاومة ومساندتها للقضية الفلسطينية ورفضها تقسيم لبنان وغزو العراق.
وأشار المفتي حسون إلى أن السوريين عبر التاريخ لم ترهبهم جحافل المستعمرين ولم يسمحوا لأحد بتدنيس أرضهم منوها بالتضحيات التي يقدمها أبناء سورية فداء للوطن وللحفاظ على سيادته واستقلاله عبر الشهادة التي هي طريق العزة والكرامة والشهداء هم شموس في الآخرة وعزة في الدنيا.
وفي تصريحات للصحفيين نوه المفتي بما قدمته محافظة اللاذقية للوافدين إليها الذين أجبرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة على مغادرة منازلهم ومناطقهم في تأمين المسكن لهم والمدارس لأبنائهم داعيا الشعب السوري وعلماءه إلى انتهاج سياسة الحوار ولغة المحبة لحماية الوطن.
وأكد المفتي حسون "أن الحرية لا تكون بقتل الآخرين وإنما بالحفاظ على الوطن والعقيدة والكرامة وأبناء الوطن والدين" داعيا "حملة السلاح إلى العودة لحضن الوطن والاستعاضة عنها بالحب والخير لأنهما السبيل للحفاظ على الوطن وأبنائه" لافتا إلى أن تكريم الشهداء هو تكريم للوطن والتاريخ وأن الشهداء لم يستشهدوا من أجل مرحلة راهنة وإنما من أجل وطن عمره آلاف السنين.


وأكد ذوو الشهداء أن شهادة أبنائهم هي وسام فخر على صدورهم لأنهم ضحوا في سبيل الوطن وعزته وكرامته وحماية أرضه واستقلال قراره الحر معربين عن الأمل في أن تثمر هذه التضحيات نصرا مبينا ودحرا للمؤامرة والمتآمرين.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...