نتائج خبرة الغباء الإسرائيلي- الأمريكي في المنطقة

30-01-2007

نتائج خبرة الغباء الإسرائيلي- الأمريكي في المنطقة

الجمل:   مازالت إدارة بوش مغرمة باستخدام وتطبيق الإجراءات المتشددة ضد من تطلق عليهم تسمية الإرهابيين، وبمباركة إدارة بوش قامت إسرائيل –في الصيف الماضي- بمحاولة غزو لبنان عسكرياً وتدمير بناه التحتية، متذرعة باختطاف حزب الله للجنود الإسرائيليين.
ولكن، برغم الهزيمة التي ألحقها حزب الله بإسرائيل، فإنه –لسوء الحظ- لا الحكومة الإسرائيلية ولا أصدقاؤها في الإدارة الأمريكية، تبين أنهم قد تعلّموا أي شيء من تجارب الغزو والاحتلال والعدوان التي ظلت إسرائيل تنفذها طوال الفترة الماضية ضد لبنان.
إن خبرة الغباء الأمريكي- الإسرائيلي، تؤكد الحقائق المتعلقة باستخدام الآليات الآتية في التعامل مع الأطراف الأخرى في الشرق الأوسط:
• استخدام آلية الذرائع: في عام 1982 استخدم مناحيم بيغن (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق والليكودي المتشدد) هجوم جماعة أبو نضال على السفارة الإسرائيلية في لندن ومحاولة قتل سفيرها، ذريعة وظفها واستند عليها في قرار غزو لبنان من أجل القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
ويعرف الجميع بأن عملية الغزو الإسرائيلي تلك لا علاقة لها باعتداء جماعة أبو نضال على السفارة الإسرائيلية، وذلك لأن عملية الغزو قد تم التخطيط لها قبل حدوثها بأكثر من عام، وكان يتوجب تنفيذها قبل بضعة أشهر من حدوثها، ولكن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه المبعوث الأمريكي آنذاك فيليب حبيب بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية قد أدى إلى تأجيل وإرجاء تنفيذ إسرائيل لعملية غزو لبنان.
كذلك (تذرعت) إسرائيل بإطلاق سراح جنودها المختطفين بواسطة حزب الله، ولكن تبين أيضاً أن عملية الغزو العدواني الأخيرة ضد لبنان قد تم التخطيط لها قبل أكثر من عامين، وأيضاً عندما تم تنفيذها تبين أنها لم تكن تهدف لإطلاق سراح الجنوب الإسرائيليين –والذين لم يتم إطلاق سراحهم حتى الآن- بل كانت تهدف إلى إشعال حرب موسعة في منطقة الشرق الأوسط تبدأ بتدمير حزب الله أولاً واستدراج سوريا وإيران إلى محرقة الحرب.
• استخدام آلية تدمير الحياة المدنية: يقوم الجيش الإسرائيلي في كل مرة بتطويق معسكرات وأحياء الفلسطينيين سواء في الأراضي الفلسطينية أم في المناطق التي احتلها في لبنان، ويطبق أسوأ عمليات الضغط الإنساني على المدنيين الفلسطينيين بما يتضمن قطع إمدادات الكهرباء ومياه الشرب عنهم، على النحو الذي يخضعهم لعمليات تعذيب نفسي جماعي.
كذلك فقد قامت القوات الإسرائيلية بتدمير الجسور والمصانع والمعامل ومحطات مياه الشرب وتوليد الطاقة، وطرق المرور السريع، بل وحتى المستشفيات والمدارس ظلت هدفاً رئيسياً للقنابل المدمرة التي تلقيها الطائرات الحربية وقذائف المدافع الإسرائيلية الثقيلة.
• استخدام آلية الوكلاء: في غزو عام 1982م، والفترة التي أعقبته أنفقت إسرائيل الكثير من المال والعتاد في بناء وإعداد قوات جيش لبنان الجنوبي وذلك لكي يقوم بدور الشرطي الإسرائيلي في جنوب لبنان، ولكي يكون فاتحة ومدخلاً يساعد إسرائيل على التغلغل في العمق اللبناني.
وحالياً تحاول إسرائيل استخدام قوى 14 آذار في القيام بدور الوكيل الجديد في لبنان، وتحاول إسرائيل تطوير نظام العمل بالوكالة بحيث تسعى وتهدف حالياً إلى جعل تحالف دول المعتدلين العرب، وكيلاً إقليمياً في منطقة الشرق الأوسط، تكون مسؤولية شق الصف العربي، ودعم الأجندة الإقليمية للمشروع الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.
• استخدام آلية المناورة الحرجة: وهي من أكثر الآليات خطورة، فإسرائيل تلجأ دائماً كلما سنحت الفرصة إلى تبديل وكلائها في المنطقة بآخرين جدد، وهي في سبيل ذلك لا تتردد في حرق الوكلاء القدماء، مهما كانت خدماتهم السابقة ثمينة وقيّمة، فعندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2002م، حاول بعض وكلائها السابقين من أفراد جيش لبنان الجنوبي الدخول إلى إسرائيل طلباً للجوء (هرباً من مواجهة المحاسبة) إلى إسرائيل، وقد شاهد كل العالم على شاشات التلفزة كيف أن الإسرائيليين لا يغلقون المعابر الحدودية في وجه أصدقائهم اللبنانيين من جماعة انطوان لحد فحسب، بل ويطلقون النار عليهم بشكل أدى إلى قتل بعضهم.
وعموماً نقول: إن الجميع يعرف تماماً مدى العلاقة الوثيقة بين الإرهاب الأمريكي والإرهاب الإسرائيلي، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، هو الأستاذية و(المعلمية) التي يتمتع بها ويمارسها الإرهاب الإسرائيلي على الإرهاب الأمريكي، ومن الدلائل على ذلك استخدام آلية (التنميط والترميز)، فقد كان المعلم الإسرائيلي يستخدم آلية (أبو نضال) وترميزه وتنميطه باعتباره نموذجاً للشر والإرهاب السافر، وحالياً على غرار ذلك أصبح التلميذ الأمريكي يستخدم نماذج (بن لادن) و(الزرقاوي).. وترميزها وتنميطها باعتبارها تمثل التجسيد الحسي للشر المستطير الذي يستلزم توجيه الضربات الاستباقية التي بدأت إسرائيلية بحتة في عملية غزو لبنان عام 1982 وانتهت أمريكية مستنسخة ضد أفغانستان عام 2002، وضد العراق عام 2003م.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...