هل تشتعل شرارة القلمون قبل «جنيف 2»؟

14-10-2013

هل تشتعل شرارة القلمون قبل «جنيف 2»؟

كلما اقترب موعد «جنيف 2»، كلما ازداد حضور الميدان في قلب التطورات السورية. تشي بذلك سلسلة وقائع عسكرية وأمنية، أصاب آخرها قلب العاصمة السورية، ليل أمس، من خلال تفجيرين انتحاريين بسيارتين استهدفتا مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين وأديا إلى توقف بث قناة «الإخبارية السورية» لفترة وجيزة.
تشي بذلك المعلومات التي تم تداولها في غير عاصمة إقليمية ودولية، عن عملية عسكرية وشيكة للجيش السوري النظامي في المنطقة الممتدة بين الزبداني والقلمون على طول الحدود مع لبنان، حيث شوهدت أرتال من الحشود، فيما وضع الجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين جرود عرسال ومشاريع القاع على طول الحدود الشرقية في حالة تأهب تحسباً لأية تطورات عسكرية.
وفيما تواصلت المعارك بين عدد من الفصائل المعارضة المسلحة في الشمال السوري، سمحت هدنة إنسانية بين القوات السورية والمسلحين بخروج حوالي خمسة آلاف شخص من معضمية الشام في ريف دمشق.
سياسياً، أعلن «المجلس  السوري» المعارض، أمس، رفضه المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وذلك عشية اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في لندن اليوم.
وعلم أن اتصالا أجراه الملك الأردني عبدالله الثاني في الأسبوع الماضي بالرئيس بشار الأسد، أبلغه خلاله حرص المملكة الأردنية على تجنب أي تورط في الأزمة السورية، مشدداً على أولوية الحل السياسي، مؤكداً أن بلاده اتخذت سلسلة إجراءات حدودية لمنع تسلل بعض المجموعات المسلحة باتجاه الأراضي السورية. وتزامن ذلك مع تأكيد مصادر ديبلوماسية عربية واسعة الاطلاع في بيروت  أن أكثر من دولة خليجية وغربية أعادت في الأيام الأخيرة فتح قنوات الاتصال مع العاصمة السورية، سواء عبر القنوات الأمنية التي يفضلها الأوروبيون، أو قنوات سياسية كتلك التي تم عبرها أول اتصال سوري ـ قطري رفضت المصادر الكشف عن مضمونه.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية إن كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بحثا، في لندن، جهود تنظيم مؤتمر «جنيف 2»، وذلك قبل يوم من اجتماع كيري مع الإبراهيمي. ويأمل الأميركيون والروس والأمم المتحدة بعقد «جنيف 2» منتصف تشرين الثاني المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن حوالي 5 آلاف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، خرجوا من المعضمية في ريف دمشق، في غضون يومين، إلى مراكز إيواء في مناطق أخرى. يشار إلى أن الوضع الإنساني لآلاف الأشخاص المحاصرين في المعضمية تدهور كثيراً خلال الأشهر الماضية.
ولم يتم الكشف عمن يقف خلف الهدنة الإنسانية النادرة بين القوات السورية والمسلحين. وفي حين أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط إلى أن هذه المبادرة أتت بعد «قيام الإرهابيين بمنع وصول المساعدات الإنسانية والإعانات إلى المدينة».
وانفجرت سيارتان يقودهما انتحاريان، قرب مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين في دمشق، وأدتا إلى توقف بث قناة «الإخبارية السورية» لدقائق. ونقلت «سانا» عن «مصدر ميداني أن كمية المتفجرات الموضوعة في كل سيارة قدرت بنحو 100 كيلوغرام». وأفاد مراسل التلفزيون السوري من مكان الحادث أن «الانفجارين وقعا عند الإشارة الضوئية الموجودة عند مدخل ساحة الأمويين بالقرب من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وفصلت بينهما دقائق». وأوضح أن مبنى الإذاعة والتلفزيون «لم يصب بأذى، إلا أن أضراراً أصابت الحاجز الإسمنتي الموضوع أمامه». ولم يشر المراسل إلى وقوع إصابات بشرية إلا انه أفاد «بوجود أشلاء جثة يرجح أنها تعود لأحد الانتحاريين». وقتل 50 مسلحاً في اشتباكات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وكتائب مسلحة في حيي بستان الباشا ومساكن هنانو في حلب، فيما أغار الطيران السوري على مدينة السفيرة في ريف حلب. وخطف مسلحون 7 من عناصر الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري في ريف ادلب، فيما فجر إسلاميون مقام الصوفي عيسى عبد القادر الرفاعي في قرية بصيرة في ريف دير الزور. 

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...