وزيرا خارجية سوريا وتركيا يبحثان الخرق "الإسرائيلي" لأجواء البلدين

11-09-2007

وزيرا خارجية سوريا وتركيا يبحثان الخرق "الإسرائيلي" لأجواء البلدين

أجرى وزيرا خارجية سوريا وتركيا مباحثات في أنقرة حول خرق طائرات “إسرائيلية” لأجواد البلدين، وأكدت تركيا أنها تنتظر رداً من الكيان حول خزاني وقود طائرة حربية عثر عليهما في أراضيها، وقالت أوساط أمنية رفيعة في “إسرائيل” إن رئيس الوزراء ايهود أولمرت أثار الشك خلال جلسة الحكومة أول أمس الأحد في انه يلمح إلى شيء ما بالنسبة لسوريا، في وقت بدأ جيش الحرب تحصين وحدات الطوارئ على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، ودرس التصدي لمواجهة عشرات الصواريخ من النوع الثقيل، وأوصت دراسة عسكرية في الكيان برسائل عسكرية محسوسة ومواقف غائمة حيال دمشق، واستعرضت سيناريوهات لنشوب الحرب مع سوريا.

وقال وزيرا الخارجية وليد المعلم والتركي علي باباجان إنهما بحثا بالتفصيل موضوع الطائرة “الإسرائيلية” التي اخترقت المجال الجوي السوري في الخامس من الشهر الجاري وألقت خزاني وقودها على الأراضي التركية قرب الحدود مع سوريا. وقال باباجان إن أنقرة طلبت توضيحاً عاجلاً من الحكومة “الإسرائيلية” بعد ان استنكرت الحادث بشدة، وأضاف انه لا يمكن لتركيا ان تقبل بمثل هذا العمل الاستفزازي. واعتبر المعلم ما قامت به الطائرة “الاسرائيلية” عملاً خطيراً يحمل في طياته العديد من المعاني الخطيرة. وأكد أن تركيا لا يمكن لها أن تسمح باستخدام أراضيها ضد سوريا، في محاولة منه للرد على الأقوال الصحافية التي تحدثت عن احتمالات أن تكون الطائرة التي اخترقت المجال الجوي السوري، قد انطلقت أساساً من تركيا، حيث تقوم الطائرات “الإسرائيلية” بتدريباتها في الأجواء التركية قرب مدينة قونية.

وكان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قد كذب هذه المعلومات الصحافية واعتبرها محاولة لتخريب العلاقات التركية  السورية والحط من سمعة تركيا في العالمين العربي والاسلامي. وكرر أردوغان موقفه هذا خلال استقباله للمعلم، وسلم الرئيس عبدالله غول رسالة شخصية من الرئيس بشار الأسد تضمنت وجهة نظر دمشق حيال مجمل القضايا الاقليمية وذات الاهتمام المشترك.

واعتبر المعلم الاستفزاز اثباتا لرفض “إسرائيل” الدائم للسلام في المنطقة، وأكد أهمية الحوار والتنسيق والتعاون التركي  السوري فيما يتعلق بمجمل قضايا المنطقة، ووصف الدور التركي في المنطقة بالمهم جداً من أجل الأمن والاستقرار والسلام.

وازاء ما أحدثته عملية التحليق “الإسرائيلي” فوق الأراضي السورية من أجواء متوترة في المنطقة، تصاعدت الأصوات في أجهزة الأمن “الإسرائيلية” تدعو إلى توزيع كمامات حديثة تتناسب والمخاطر المحدقة في المنطقة، وعلى الرغم من اجماع الأوساط الأمنية والعسكرية على ضرورة اتخاذ هذه الخطوة غير ان وزير الحرب ايهود باراك يرفض تنفيذها حالياً.

وأعدت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تقريراً في هذا المجال أكدت فيه ضرورة العمل على توزيع الكمامات الحديثة في أقرب وقت، وذلك بالتوازي مع عملية جمع الكمامات التي تحتاج إلى الترميم، والتي كانت قد وزعت على “الإسرائيليين” منذ الحرب على العراق. وجاء في تقرير الخارجية والأمن انه في ضوء التغير المتطرف في وضع “إسرائيل” الاقليمي بعد حرب لبنان الثانية، والذي شدد خطر الحرب مع سوريا، وعلى خلفية تهديد إيران باطلاق صواريخ على الكيان إذا ما هاجمتها الولايات المتحدة، فإنه ينبغي تنفيذ هذه الخطوة بشكل فوري.

وأعلنت أيضا شعبة الاستخبارات العسكرية ومجلس الأمن القومي انهما يؤيدان القرار، وسط انتقادات لرد باراك الذي يعرقل خروجه إلى حيز التنفيذ بقوله ان توزيع الكمامات على السكان لن يتم إلا في حال خطر تعرض الجبهة الداخلية لهجوم حقيقي.

وحذرت دراسة جديدة صادرة عن معهد دراسات للشؤون الاستراتيجية من احتمالات تدهور الأوضاع نحو اندلاع حرب بين “إسرائيل” وسوريا على خلفية التوتوات بينهما أخيراً. وأشارت الدراسة ضمن “المستجد الاستراتيجي” لشهر أغسطس/ آب (قبل حادثة اختراق الأجواء السورية الخميس الماضي) إلى أن سوريا و”إسرائيل” تواجهان معضلة أمنية تتسبب بتصعيد التوتر بينهما. ولفت إلى أن كلا الطرفين غير معني بالحرب لكنهما غير مطمئنين لنوايا الطرف الآخر، سيما في ضوء مساعيه لتعزيز أمنه ورفع مستوى جاهزيته، وأضافت “في مثل هذا الواقع حينما يتزامن الشك المتبادل، مع عدم قراءة سليمة لخطوات الطرف الآخر وتحسين متبادل للجهوزية العسكرية في منطقة قابلة للانفجار، من الملزم فحص سيناريوهات محتملة لتدهور الأوضاع نحو حرب غير مرغوب فيها من قبل الدولتين”.

واستعرضت الدراسة سيناريو محتملة لنشوب الحرب نتيجة مفاهيم وقراءات خاطئة لمواقف الطرف الأول للثاني، ولفتت إلى أن السعي الحثيث لتعزيز ميزان الرعب المتبادل يغذي مخاطر الحرب. وأشارت إلى خطر الانزلاق لحرب الكامن بمساعي سوريا في استكمال قوتها العسكرية وتوثيق علاقاتها بطهران كعمق استراتيجي وبالتدريبات العسكرية العلنية من قبل “إسرائيل” في الجولان المحتل والتي يرافقها تصعيد لفظي.

واعتبرت الدراسة ان هناك ثلاثة احتمالات فلسطينية  إيرانية  لبنانية لوقوع “حادثة دومينو” في المنطقة من شأنها التسبب بنشوب حرب بين سوريا و”إسرائيل”، لافتة لوجود “ثلاثة محاور قابلة للاشتعال” هي فلسطين ولبنان والجولان وبوسعها دفع البلدين لمسار التصادم.

كما أوصت الدراسة بامتناع “إسرائيل” عن الثرثرة واعتماد مصدر واحد وواضح لمخاطبة سوريا انسجاماً مع متطلبات الردع ومصداقيته.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...