5 ساعات بين فيلتمان والمعلم لتسوية ما تبقـى مـن الاختلافات

08-05-2009

5 ساعات بين فيلتمان والمعلم لتسوية ما تبقـى مـن الاختلافات

للمرة الثانية خلال اقل من شهرين، التقى وزير الخارجية وليد المعلم، في دمشق أمس، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان والمسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي دانيال شابيرو، لحوالى 5 ساعات.
وأعلن فيلتمان انه نقل إلى دمشق التزام الرئيس الأميركي باراك اوباما «بمتابعة مسألة السلام العربي ـ الإسرائيلي على كافة المسارات، بما في ذلك المسار السوري ـ الإسرائيلي». وقال «لاحظنا في مناقشاتنا تحسنا في القدرة على العمل المشترك مع
السوريين منذ زيارتنا الأخيرة»، مشيرا إلى أن زيارته إلى دمشق تأتي ضمن البحث «عن مناطق يمكن أن نحاول العمل معا (فيها) لجسر الاختلافات التي لا تزال باقية في بعض سياساتنا».
في هذا الوقت، ربط الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه وزيري خارجيتي فنلندا الكسندر ستاب واستونيا أورماس بايت في دمشق، بين تحقيق السلام الشامل في المنطقة وإنهاء الحصار والاحتلال الإسرائيليين.
واستمرت محادثات المعلم وفيلتمان لمدة ساعتين، تلاها غداء عمل لساعتين ونصف الساعة، بحضور شابيرو والمستشارة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وقالت مصادر متطابقة إن الجانبين خاضا «محادثات سياسية صعبة، لكن جيدة»، وتم خلالها التطرق إلى التفاصيل، مع التركيز على عملية السلام وموضوع العراق.
وذكرت وكالة (سانا) أن المعلم وفيلتمان وشابيرو بحثوا «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في إطار عملية الحوار القائمة بينهما، وتم الاتفاق على متابعة هذا الحوار لمعالجة الخلافات القائمة بين البلدين وصولا إلى تحقيق مصالح الشعبين».
كما جرى خلال اللقاء «تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة بالإضافة إلى بحث عملية السلام بغية تحقيق الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة وفقا لقرارات مجلس الأمن ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، حيث شدد وزير الخارجية على أهمية الدور الأميركي في تحقيق السلام المنشود في المنطقة».
وقال فيلتمان، في بيان مكتوب، «لاحظنا في مناقشاتنا تحسنا في القدرة على العمل المشترك مع السوريين منذ زيارتنا الأخيرة قبل نحو شهرين». وأضاف» بالتأكيد، لدى سوريا والولايات المتحدة بعض المصالح المشتركة، ولديهما أيضا بعض الاختلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا المهمة. وقد جئنا إلى هنا اليوم كجزء من تعهد أوباما باستخدام الدبلوماسية والحوار، من أجل محاولة رؤية أين يمكن أن نتحرك قدما، وأين تتقاطع مصالحنا، وكي نبحث عن مناطق يمكن من خلالها أن نحاول العمل معا لجسر الاختلافات التي لا تزال باقية في بعض سياساتنا».
ووصف فيلتمان، الذي كان وصل الى دمشق امس الاول، مباحثاته مع المعلم وشعبان والمقداد بأنها «بناءة». وأوضح أنه «نقل، بالنيابة عن الإدارة الأميركية، إلى وزير الخارجية المعلم وزملائه، التزام الرئيس أوباما الصادق، بمتابعة مسألة السلام العربي ـ الإسرائيلي على كافة المسارات، بما في ذلك المسار السوري ـ الإسرائيلي. نتطلع قدما إلى متابعة الحوار هنا وفي واشنطن، في محاولتنا لاستخدام هذه العلاقة الثنائية لمعالجة الاختلافات وتعزيز المصالح المشتركة».
وكانا سألنا المعلم قبل دخول المسؤول الأميركي عن توقعاته مما يحمله في زيارته الثانية، ففضل الانتظار، موضحا «يجب أن نرى ماذا لدى فيلتمان بعد اجتماعنا الأول. ولا أريد أن استبق اجتماعي معه». وأضاف «ما زلنا في مرحلة اختبار النيات الأميركية تجاه سوريا».
وفسرت مصادر مراقبة اكتفاء فيلتمان ببيان مقتضب، بظروف داخلية أميركية، وإن كانت السفارة الأميركية أقامت عوضا عن ذلك حفل استقبال في منزل السفير الأميركي لفيلتمان، دعي إليه مدير مكتب وزير الخارجية بسام الصباغ وعدد محدود من الباحثين والإعلاميين ورجال الأعمال السوريين.
وحتى الآن تفضل الخارجية الأميركية القول حين يتم التطرق إلى مسار العلاقات مع سوريا، إنها «ما زالت في طور مراجعة سياستها حيال دمشق»، لكن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى كان وصف،  منهج العلاقات الحالي بأنه مبني على ثلاث خطوات هي «التعارف بعد قطيعة دامت سنوات، واختبار النيات ومن ثم بناء الثقة».
وبحث الأسد، مع ستاب وبايت في دمشق، «دور أوروبا في عملية السلام في الشرق الأوسط بغية الوصول إلى منطقة أكثر أمنا واستقرارا»، و«العلاقات الثنائية بين سوريا وكل من البلدين، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، حيث تم التأكيد على ضرورة تعزيز التواصل والحوار بين دول المنطقة وأوروبا على جميع المستويات والبناء على عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع شعوب المنطقتين».
وعرض الأسد «الرؤية السورية للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق، مؤكدا أن فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هما الضمان لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في الشرق الأوسط».
ونقلت «سانا» عن الوزيرين «تقديرهما جهود سوريا في العمل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدا رغبة بلديهما في تعزيز العلاقات مع سوريا على أعلى المستويات».
وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ستاب وبايت، ردا على سؤال عن خطوة إطلاق الضباط الأربعة وعما إذا كان ذلك يستدعي تعليقا سوريا على خطوة المحكمة الدولية، فقال «هذه المحكمة هي شان لبناني، ولا علاقة لسوريا به، ولن نتدخل به».
وقال ستاب، ردا على سؤال عما إذا كانت حكومته مستعدة للتعامل مع حكومة وحدة فلسطينية تتضمن حركة حماس، «نحتاج للانخراط مع الكل. وأنا داعم لحكومة وحدة وطنية فلسطينية مكونة من كافة الأطراف، ووفقا لحل فلسطيني وليس حلا مفروضا من الخارج».
وأعرب عن سعادته من «الانفتاح» الجاري بين سوريا والاتحاد الأوروبي، معربا عن أمله أن يتم التصديق على اتفاقية الشراكة السورية ـ الأوروبية خلال أشهر. واعتبر أن «سوريا تحمل المفتاح لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...