تدخّل أميركي لإنقاذ «قسد» من هجمة العشائر

09-08-2024

تدخّل أميركي لإنقاذ «قسد» من هجمة العشائر

قامت “قوات القبائل والعشائر” العربية في دير الزور بتجديد هجماتها العسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) يوم أمس، مستهدفة عدة قرى وبلدات في الريفين الشمالي والشرقي لدير الزور.

هذه الهجمات دفعت القوات الأمريكية إلى التدخل جويًا للضغط على مقاتلي العشائر للتراجع بعد أن سيطروا على بعض المناطق.

وتُعَد هذه الهجمات الأوسع والأكثر شراسة منذ أن تمكنت العشائر من السيطرة على كامل ريف دير الزور الشرقي قبل نحو عام، قبل أن تضطر للانسحاب بعد حملة عسكرية واسعة نفذتها “قسد” باستخدام المدافع والصواريخ.

تركزت هجمات مقاتلي العشائر على مقرات “قسد” في بلدات مثل البصيرة، أبريهة، ذيبان، الشحيل، الطيانة، أبو حمام، اللطوة، وغرانيج، حيث تمكنوا من السيطرة على عدة مقرات وأسر ما لا يقل عن عشرة من عناصر “قسد”.

سبق هذه الهجمات تمهيد مدفعي وصاروخي استهدف نقاط “قسد” على طول سرير نهر الفرات في بلدات مثل أبو حردوب، درنج، وذيبان، مما أتاح للمقاتلين التسلل والسيطرة على تلك المقرات.

وفقًا لمصادر ميدانية، شن مقاتلو العشائر داخل مناطق سيطرة “قسد” هجمات مباغتة بعد وصول تعزيزات عسكرية إليهم من الضفة الغربية لنهر الفرات.

وذكرت المصادر أن هذه الهجمات أدت إلى انهيار سريع لقوات “قسد” في قرى وبلدات الريف الشرقي، وصولًا إلى البصيرة، حيث سيطر مقاتلو العشائر على تلك المناطق بشكل كامل أو جزئي.

في بيان صادر عن شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، وقائد “قوات القبائل والعشائر”، أكد أن قوات العشائر لن تتخلى عن السلاح أو الأرض حتى يتم تطهيرها من “عصابات قنديل”، في إشارة إلى ارتباط “قسد” بـ”حزب العمال الكردستاني”، مضيفًا أن “دماء أبناء العشائر ليست رخيصة وستُبذل في سبيل تحرير الأرض”.

تمكن المهاجمون خلال فترة قصيرة من السيطرة على معظم بلدة أبو حمام وأجزاء من بلدات الكشكية وذيبان وأبريهة، مما دفع عناصر “قسد” للانسحاب باتجاه الباغوز شرقًا والبصيرة شمالًا.

ومع ذلك، استعادت “قسد” توازنها بعد استقدام تعزيزات عسكرية من الحسكة، وتلقي دعم جوي مكثف من الطيران الأمريكي، مما أجبر العشائر على التراجع.

أعلنت “الإدارة الذاتية” لدير الزور عن فرض حظر تجوال كامل في المنطقة الجنوبية والشرقية بسبب “الظروف الأمنية”، في محاولة لمنع زعزعة الأمن من قبل بعض المجموعات المسلحة.

وفي بيان لاحق، اتهمت “قسد” الأجهزة الأمنية السورية بتنظيم الهجمات على قرى في ريف دير الزور الشرقي، مؤكدين أن الهجوم فشل في تحقيق أهدافه.

كما صرح مدير المركز الإعلامي لـ”قسد” بأن الهدف من الهجوم كان دعم عناصر “داعش” وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

بالتوازي مع ذلك، دفعت “قسد” بتعزيزات عسكرية نحو خطوط التماس مع الجيش السوري في الحسكة والقامشلي، في محاولة للضغط على دمشق، والتأكيد على قدرتها على التصعيد إذا استمرت في دعم العشائر ضدها في دير الزور.

يبدو أن “قسد” سارعت إلى اتهام دمشق ومن وصفتهم بـ”مقاتلين تابعين لإيران” بتنفيذ الهجمات لكسب دعم أمريكي سريع، خاصة وأن قاعدة حقل العمر الأمريكية تقع على بعد أقل من 5 كيلومترات من مناطق الاشتباكات.

وقد استجاب “التحالف الدولي” بتحريك قواته وتسيير دوريات جوية وبرية، مع تنفيذ ضربات صاروخية من مروحيات أمريكية على مواقع قريبة من انتشار مقاتلي العشائر، بهدف إجبارهم على الانسحاب والتأكيد على عدم السماح بأي تغيير في خارطة السيطرة بالمنطقة.

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...